الجمعة، 29 يونيو 2018

باسيل: من الوطني الحر إلى البعث السوري


عبير سياج


لم تعُد الدّعاوى المُقدّمة من قبل النائب المستحدث جبران باسيل على عدد من النّاشطين والصحفيين بالأمر الجديد، فالوزير ومنذ تسلّمه منصبا في الدولة بدأ بإقامة هذه الدعاوى على كلّ من يقوم بانتقاده وكأنّه يشفي غليله ويطفئ النّار التي أشعلها الناخبون في صدره حين قام بالترشّح دون القدرة على حجز كرسيّ له في المجلس، وإن لم يكن كذلك فالأمر سيكون نفسي حيث أنه من غير الطبيعي أن ترفع الدعاوى على كل من ينتقد تصرّف شخص في موقعه ، وآخر هذه الدعاوى تلك المُقدّمة ضد الصحفي "فداء عيتاني بجرم القدح والذّم والتحقير"، ورغم أن الأمر لم يعد بالجديد إلا إن كل دعوى باتت تستفز ما سبقها.
 الوزير باسيل والذي كان ينادي بحريّة التعبير في عهد الرئيس ميشال سليمان مساندا الشاتمين من الناشطين ها هو اليوم يحاكم أصحاب الأقلام المُهذّبة، وكأن وجودهم يخيف معاليه وأصحاب السيادة والمعالي والفخامة معه، حتى بتنا نعيش بعد ظهور الاحتلال السوري من لبنان ما هو أفظع وكأنّ ذاك الاحتلال قد رشّ سمّه على البعض قبل أن يُغادر، وأصبح الوطني الحر بعثيّا سوريا بلباس حزب لبناني.
هذا الأمر ليس بالغريب انطلاقا من قرب الأفكار بين التيّار اللبناني والنظام السوري القامع والمتوارثة بين الاثنين عبر لعنة الكراسي التي لا ينفذ منها سوى الوطني وهو ما ليس موجودا لدى الاثنين.
لكن ما يُثير التساؤل اليوم يحوم حول الاجراءات التي اتّخذها صهر العهد بحقّ من رفع كلاماً مُسيئا في ساحات البلدات تمسّ أعراض عائلة الرئيس والوزير في آنٍ واحد، أوليست تلك الأقلام من يجب أن يُقضى عليها، وبالعودة أيضا للأزمة تلك نرى أنّ الكلام المسيء قد نزل على الوزير كزخّ المطر، لكن أولئك شباب حزب أغضبهم كلام طال رئيسهم، أمّا العيتاني فصاحب قلم أغضبه ما يلحق ببلاده من أذىً ونزل كلامه كالسّيف على الوزير.
ما يجهله الوزير ومن يشابهه في التصرف أن كلّ حكم على شخص يزيد نفور الشعب اللبناني منه، وأن كل توقيف لشخص على خلفية "انتقاد" أو "تعرّض" لأيّ كان يزيد الشعب رغبة بالتغيير، فالشعب اللبناني لم يعتد على الأنظمة الديكتاتورية وكان رمزاً للحُريّة، الحريّة التي كرّسها الدستور في مُقدّمته، نحنُ شعبٌ يرسم قراره بقلمه، وما الاعتداء على صحافييه إلّا وجهٌ من أوجه الخوف واللاعدالة التي من يتوجّب عليكم حمايتها والحفاظ عليها من موقعكم.
إنّ الأنظمة القامعة ترسم بيدها زوالها، وكلّ مسؤول سيُحاسب على ما فَعَل بحقّ شعبه وأرضه ومؤسساته، يتوجّب عليكم اليوم إعادة النّظر فيما أنتم فيه، ألا تندمون على ما تقومون به من تقليد لحزب يُعرف ببطشه وأكثر من عانى منه من سلّمكم القيادة فيما مضى، وأبرز ما عليكم أخذه بعين الاعتبار أن الأوطان تُبنى بجهودنا نحن المواطنون ومن بعدنا على الوطن السّلام.  

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

الحكومة: أسماء شبه محسومة ورموز المستقبل خارجها!!

عبير سياج



يبدو أنّ النار قد أُشعلت فعلا تحت الطبخة الحُكومية، التي تُطهى كسابقاتها على نار هادئة لا زال اللبنانيون لا يشعرون بحرارتها ضمن الحرارة المُرتفعة التي استشعروها مع فضيحة مرسوم التجنيس وتصدّر احدى الفرق في كأس العالم لكرة القدم الأهمية الكُبرى لدى الرئيس المُكلّف وفضائح الاشتباكات في بعلبك وغيرها، حيث أنّ الأسماء بدأت تتكشّف فعليا عن وزراء حكومة العهد التي سيعتبرها الرئيس عون الأولى منذ جلوسه على العرش وكأنّه منذ بداية مشواره كان  يستشعر الفضائح  والصفقات التي ستشوب الحكومة الأخيرة ليعلن حينها أن حكومة عهده الأولى ستكون بعد الانتخابات النيابية.
وفي ظل الخلافات بين بعض القوى وأبرزها خلاف القوات التيار الوطني الحر بعد محاولة الكتلة المحسوبة على العهد الإخلال بالاتفاق الذي لم يكن سيربح الوطني الحر كرسي الرئاسة لولاه وتمسّك الاشتراكي بعدد من المقاعد حفاظا على مكانته، حُلّت العقد التي ما كانت ستنفصل لولا زيارة جعجع للحريري، فالأسماء الأولية التي ظهرت على الساحة اللبنانية ما كانت ستخرج من الأدراج لولا تلك الزيارة.
إلا أن تلك الأسماء حملت معها مفاجآت كبرى خصوصا في الأسماء المُعتمدة من قبل التيّار الأزرق الذي لم تحميه الخرزة الزرقاء من عين الحسودين فخسِر عددا لا بأس به من النوّاب ووقع من عالم السّحر الى عالم السّياسة على صدمة ليست بالسّهلة، وراح يُخرج من داره أسماء لعبت دورا بارزا خلال الانتخابات كان أبرزها اسم نادر الذي حسِب البعض أن إخراجه ليس الا تمهيدا للعبه دورا وزاريا فراحت صالونات قصر عمّة الرئيس تتناقل معلومات عن تسليمه الداخلية التي أظهرت المعلومات أنّها ستكون من نصيب اللواء بصبوص.
 أمّا الجرّاح الذي غاب اسمه عن اللائحة المسرّبة وتتحدث مصادر خاصّة عن تسلّم رجل الأعمال عماد الخطيب لوزارته يظهر في تغييبه عن الساحة شيء من التساؤل، فالجراح الذي لم يُرشّح أصلا للانتخابات النيابية خوفا من خسارة النائبين السنيين في البقاع الغربي إثر الغضب الذي استشعره المستقبل تجاه النواب المستقبليين في المنطقة، على أن يبقى في وزارته ويستكمل ما بدأه حسب ما تحدّثت أوساط المستقبل في الفترة الانتخابية وكأن نوعا من "الضحك على الذقون" كان يُمارس على الوزير الجراح الذي أثار غضب الحريري خلال أزمة الأخير مع السعودية.
هي عاصفة التغيير التي اقتلعت جذورا من المستقبل، كان بعضها يعمل الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحت عناوين عديدة لبِسّت أحيانا قناع التغيير وأحيانا أخرى قناع الكذب على الأفرقاء والتّكتيك، فهل ستخضعُ هذه الأسماء لإرادة الحريري وتتنحى عن الساحة السياسية، أم أنها سترفض إقصاءها وتثور على الرئيس المذكور.

الأحد، 17 يونيو 2018

ميليشيات في العهد القوي؟!

عبير سياج



لا يُعدّ تمركز الدويلات في دولة لبنان الكبير بالأمر الجديد، فمنذ أعوام بدأت تظهر هذه الدويلات وتُسيطر على بعض المناطق بقُوّة السّلاح وتحت شعار المُقاومة اكتسح حزب الله بسلاحه مناطق عديدة في الأراضي اللبنانية التي ساندته في ظل الوجود الإسرائيلي ورفضته في اللحظة التي سقط قناع الطائفية عن وجهه في العاصمة بيروت، فأبى إلّا أن يعود الى بعض المناطق بقوّة الفساد والمال الذي غطّى بعض "زعران" القرى فجنّدهم ودرّبهم ليكونوا "كبش محرقة" وجواسيساً له في قراهم، واليوم ها نحن أمامَ مشهدٍ جديد يتمثّل بطرد من يعتبرهم الحزب دُخلاء على بيئته، في استكمالٍ لمشروعٍ ذليل يبنى على جثة لبنان العظيم. بهمجيّة ميليشياويّةٍ مُعتادة وأسلحةٍ غير شرعية حزبية طوّقت عشيرة ما يُسمّى بآل جعفر بلدة حاويك الحُدودية تمهيدا لطرد آل الجمل من البلدة والأخذِ يثأر محمد شامل جعفر، وفي ظلّ غياب الدولة اللبنانية في العهد القوي عن تلك المناطق ما كان بالإمكان سوى تدخّل قياديي حزب الله لحلّ المُشكلة مع اشتراك ومُساندة من ميليشيات الجيش السوري لتسليم القاتل للجهات اللبنانية كما قيل. هي مشاكل ليست بجديدة ضمن دويلات الحزب في منطقة شمال البقاع، وما الذي يمكن توقّعه في مناطق يسيطر عليها السلاح الغير شرعي وتُجّار الممنوعات المُحزّبين، ووجودٌ لنوّاب سبقَ أن اتُهّموا بجرائم محلية بطابع دولي وتلوّثت أيديهم بنقل سلاح مع آخرين، ونراهم اليوم يُحاضرون بالعفّة على الملأ مُطالبين ببسط الأمن والقبض على جميع المُخلّين وما أولئك سوى بزعران أحزابٍ مُنعت القوى الأمنية من وضع يدها عليهم منذ أول ضربة حجر في المنطقة. أشباه الرجال الذين جعلوا من المدينة السياحية مدينة رُعب يخاف كثيرون عبورها، لم تنجح معهم الخطة الأمنية التي حُذّروا منها على لسان وزير داخليّتنا قبل سنين، ورفع الغطاء عنهم من قبل الأحزاب ليس سوى حبّة منوّم لبعض الناشطين الذين باتوا يعلمون أن من يدخُل من أولئك الى الزنازن يخرج بعد مدة وجيزة من الباب الخلفي وطبعا كلّ ذلك بحماية حزبويّة سياسية. وسط كلّ تلك الفوضى وذاك الضجيج لا بدّ لأعيُننا أن تتّجه نحوَ ما يُسمّى بالعهد القوي، الذي لم يُنجز شيئاً في ملف هذه المنطقة منذُ جلوسه على الكُرسيّ العظيم سوى إنجازٌ واحد يتمثّل بمنع الجيش عن استكمال مُهمّته في الجرود والتوقيع مع غيره على خروج قاتلي حُماة أرضه بأمرٍ من ميليشيا ما يُسمّى من جهته مقاومة الحدود، فهل سيسمح رئيس الدويلات على بسط الأمن في دويلاته وإخراج المُخلّين ليُكتب للعهد إنجازٌ يُظهر خلاف ما اعتُبر اتّهاماً من قبل زعيم الدُروز، حتى وإن كان ذلك في خانة "تكسير الرؤوس".

الأربعاء، 13 يونيو 2018

شبحُ العودة يرافق اللاجئين!!

عبير سياج

ها هو مسلسل ترحيل السوريين إلى بلادهم يطلّ علينا من جديد بإخراج باسيلي ورعاية من المسؤولين الحاليين ، وفيما ينشغل البعض بإفطارات الشّهر الفضيل ، والبعض الآخر ببطولة كأس العالم في كرة القدم والتي ستقام في موسكو ، فتوجّه رئيس الحكومة لتلبية دعوة بوتين ، حيث كان باستقباله  "الذئب الهدّاف" قبل لقائه ب "حامي إبليس"  تاركاً الكرة تحومُ فوق عقول اللبنانيين دون تسجيل هدف التأليف قبل عطلة العيد مما لا يُبشر خيرا بإمكانية إبصار الحكومة النور عمّا قريب ، توجّه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى "عرسال" مُتخطّيا بذلك الإشارة الحمراء التي استوقفت جميع المعنيين .

باسيل الذي زار عرسال التقى بداية بالمعنيين في البلدة من رئيس بلدية و أعضاء  و مخاتير حيث ألقى خطابا على مسامعهم و مسامع الإعلاميين عن ضرورة العودة إلى سوريا و وجوبها و أهميّتها ، و من ثمّ انتقل الى مخيّمات النازحين التي تُعدّ الأكبر في لبنان فعرسال احتضنت جيرانها منذ بداية الأزمة السورية و هو ما جعل البلدة أمام هذا العدد من اللاجئين.
إلّا أن هذه الزيارة لم تأتِ في خانة الإطمئنان على أحوال ضيوفٍ لجأوا إلى جيرانهم في  لبنان ، ولا للنظر إلى أحوال أطفالٍ باتت حقوقهم مُجرّد أحلام يقظة ، يُعايشونها كُلّ يوم وينظرون إليها من خلفِ القضبان و الأسوار ، آملين بهدم كلّ ما يقِف في وجه تحقيق عدالة السّماء ، ولا أتت للحديث مع شيوخ ونساء ليرى ما مدى المأساة التي يعيشون في ظلّها ومدى المعاناة.
باسيل أكّد على أهمية عودة اللاجئين مع التشديد على ضمان أمنهم ، و هو ما لفت اللاجئين إلى رغبتهم في تحقيقه ، فهم يرغبون في العودة إلى أزقّتهم ، ومنازلهم المُهدّمة ، وشوارعهم وذكرياتهم بحلوها ومرّها ، بقسوتها و جماليّتها ، فمن من البشر يرغب بالتهجير وهم لم يهربوا من بلادهم بل هربوا من نارٍ يطلقها عليهم جلّاد دفاعاً عن كرسيّ حصل عليها بديمقراطيةٍ ديكتاتورية ، وحوّل الحُكم من جمهوري الى ملكيّ ملعون هدم الوطن وكل ما فيه.
هي ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها الحديث عن إعادة النازحين إلى بلادهم ، إلا أن هذا القرار جاء برعاية أو طلب من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، فاللقاء الأخير للثنائي لم يكن بالبعيد ومن بعده توالت الخطوات والقرارات والتصريحات والتي كان أبرزها إيقاف طلبات الإقامة لصالح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ،  كنوع من التضييق قد يدفع باللاجئين إلى مغادرة البلاد غير آبهين بأمنهم والخطر المحدق بهم . 
لا بُدّ أن هناك وضع غير صحيح يُحيط بالنازحين المتواجدين في لبنان ، إلا أن هذا الوضع يتحمّل مسؤوليته في الدرجة الأولى الحكومة اللبنانية التي لم تتخذ خطوات لتنظيم النزوح منذ بدايته مع إنطلاق الثورة السورية ، الأمر الذي وضع الأجهزة الأمنية أمام صعوبة تنظيم هذا النزوح ، كما أن النازحين اليوم يواجهون صعوبة في قبولهم من الشعب اللبناني خصوصا بعد خروج عدد من الإرهابيين في تنظيمي جبهة النصرة و داعش من بعض هذه المخيمات و تمركزهم في جرود عرسال و بعلبك إلى جانب الارهابيين الآتين من سوريا ، لكن الإرهاب واحد وأحدٌ لا يرغب بوجوده ، وإن نظرنا إلى وجود الارهاب منذ ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج السوريين من لبنان ، سنجدُ "عهد عنجر" حاميا لهذا الوجود ، وعليه نعلم مصدر الإرهاب اليوم مما يجعلنا أمام خطورة إرسال النازحين إلى سوريا مع وجود العقل المُدبّر للحركات الارهابية على رأس السُلطة.
و إن كان وزير الخارجية يرى بأن الأوضاع في سوريا باتت آمنة وعليه يدعو السوريين إلى مغاردة "أراضينا" يتوجّب علينا تذكيره بالشاب اللبناني مصطفى دياب الذي اختُطف في سوريا منذ أيام ، حيث كان من الأجدر الالتفات الى قضيته من جهة باسيل و جميع الأقطاب اللبنانية ، وهو ما يُثبت أيضاً أنّ الوضع في سوريا ليس بالآمن لا على المواطنين السوريين ولا على أي زائر آخر.
إلى جانب ذلك على باسيل الأخذ بعين الإعتبار وجود مُسلّحي "حزب الله" في سوريا ، فالحزب قرّر إقحام نفسه في النّزاع السوري تحت حُجّة حماية المُقدسّات الدينية ، الذي أثبتت عدسات كاميرات مقاتلي الحزب عدم صحّته ، فبعدساتهم شاهد العالم مسلّحون يديرون معارك ضدّ شعب بتمويلٍ إيراني لحماية رئيس وتقسيم وطن  "لعبة عقائدية".
إن كان باسيل مُصرّاً على ترحيل اللاجئين عبر مراحل فلا بُدّ أن تكون المرحلة الأولى عبر سحب جميع المُقاتلين اللبنانيين من سوريا حتى آخر قاتل ، مُقاتلٍ وقتيل.



الثلاثاء، 12 يونيو 2018

خطوات ناقصة لمديرية قوى الأمن!!

عبير سياج


وكأنّ التاريخ يُعيد نفسه من جديد، وكأن لبنان قد ضاق بمواطنيه وأمنييه وبعضٌ من سياسييه الأشرف من أقرانهم، فمن مِنّا لا يذكُر الخطوات الأولى لبدء مسلسل الإغتيالات حيث تمّ سحب الأمن من الشهيد الرفيق، كنوع من التضييق الأمني برعاية أسدية ومخابراتية وبعد سنوات يتكرّر هذا المشهد من جديد، فنرى القوى الأمنية المعنيّة بحماية الأمن الداخلي للبنان والذي يندرج أمن بعض الشخصيّات السياسية والأمنية المُهدّدة بالاغتيال من ضمنها تُغيّب عن ساحات بعضهم من جديد.


تحت حُجّة حاجة قوى الأمن الداخلي للعديد تمّ سحب مئة عنصر من شخصيّات سياسية، إعلامية وأمنية سابقة الأمر الذي يُشكّل خطرا على حياتها، عناصر قوى الأمن الداخلي لم تكُن مولجة حماية الشخصيات قبل ظهور مسلسل الإغتيالات والتهديدات حيث كانت مهمة حماية الشخصيّات محصورة بجهاز أمن الدولة، ومن دون تزويد الشخصيات بعناصر أمن الدولة سحبت العناصر، دون أن يفكّر حماة الأمن بالخطوة الناقصة هذه والتي تُفسح المجال أمام تنفيذ التهديدات ووضع البلاد مرّة جديدة تحت رحمة شبح الإغتيالات.
هو فشلٌ يشوّه النجاحات التي يُحقّقها جهاز قوى الأمن الداخلي بشكل يومي تقريباً، حيث يبدو أن السياسة لا زالت تحكم قبضتها على الأجهزة الأمنية وقبل أن يُغادر المشنوق بلا رجعة وزارة الداخلية أبى إلّا أن يصفّي جميع حساباته فاللواء ريفي الئي واجه صداما سابقا مع المشنوق فتم تخفيض عدد عناصره الى 20 عنصرا كان ريفي ضمن القرار الجديد أيضا الذي أدى الى سحب أربع عشر عنصرا جديدا ولم يبقى بصحبته سوى ستّ عناصر، ستّ عناصر لحماية شخصية أمنية حمت لبنان وشخصياته على مدى سنوات ولا زالت حياتها في دائرة الخطر في حين أن بعض الشخصيات الغير نيابية ولا وزارية ولا إعلامية ولا حتى أمنية سابقة تتمتع بعدد أكبر من هذه العناصر لحمايتها، وإلى جانب اللواء ريفي شهد نائبي القوات اللبنانية أنطوان زهرا وستريدا جعجع سحب لبعض القوى المولجة حمايتهم أيضا رغم أنهم من الشخصيات التي يحيطها الخطر الأمني بسبب قربها من الدكتور جعجع.
أحدٌ لا يمكنه إنكار حقيقة الخطر المُحيط بلُبنان وإمكانية إنفجار الوضع بين ليلة وضُحاها الأمر الذي دفع بالبعض للتطوع لحماية الشخصيات التي تمّ سحب أمنها مما يجعلنا أمام حقيقة توفير الأمن الذاتي الذي كنا نحاول جاهدين التخلّص منه في بعض المناطق، وكُثُرٌ الذين  يواجهون قرار المديرية بتعجّب كبير، فأيّ تبرير ستُقدّمه للمواطنين الذين بدأوا يفقدون ثقتهم بالأجهزة الأمنية ما يوجب فصل السياسة عن هذه المديرية وغيرها بأسرع وقت ممكن.

الأحد، 10 يونيو 2018

زيارة جنبلاط للسعودية: رسائل ملغومة أم إعادة للمّ الشمل؟!



هي ليست الزيارة الأولى إلا أنها الأبرز بعد انقطاع دام طويلا، فزعيم المختارة الذي طالما كان من ضمن الأرقام الصعبة في السياسة اللبنانية، توجه على رأس وفد يضمّ نجله ونائبه الأقرب الى المملكة العربية السعودية، موجّها بذلك رسائل عديدة لعدة أفرقاء سياسيين أبرزها أنه مهما آلت إليه الظروف، أحد لا يمكنه تهميش زعيم الدروز من على الساحة السنيّة.
جنبلاط الذي كان قد أعلن في فترة سابقة عن عدم تلبيته دعوة وجهها اليه محمد بن سلمان أثناء تواجد الثنائي جعجع/الجميل هناك، وأطلق تصريحات مناهضة لموقف السعودية تجاه قطر ودورها في الحرب اليمنية منذ أشهر معدودة، ها هو في ضيافة أبرز القيادات فيما كان الحريري قد أعلن منذ أيام عن عدم لقائه بأي من القيادات السعودية واضعا زيارته في خانة الزيارات العائلية، وكأن فتورا قد حلّ على العلاقات من جديد، خصوصا بعد النتائج الصادمة في الانتخابات النيابية والتي يبدو أن السعودية قد وضعت الأخير أمام إلزامية إعادة ترتيب الصفوف الداخلية، فاستفاق التيار الأزرق على إقالات لبس بعضها عباءة الاستقالة.
لكن في ظل الحديث عن إمكانية تسلّم نادر الحريري الذي لعب دورا بارزا في إبرام الصفقات السريّة مع حزب الله خصوصا في فترة تواجد الأزمة التي واجهت الحريري مع السعودية وزارة الداخلية يترقّب الجميع موقف السعودية من القرار في حال أصبح كلام الصالونات واقعا، فالسعودية التي كان غضبها على الحريري في مكانه بسبب تراجع أدائه السياسي وهذا ما أظهرته نتائج الانتخابات في بعض المناطق التي لم يحتل فيها مرشحيه المقاعد الأولى بعد تشرذم قوى الرابع عشر من آذار كلّ في وادٍ وتساهل الحريري في التعامل مع الخصوم إضافة لاستباحة المقعد السنّي الأول في الدولة من قبل صهر العهد المقرب من حزب الله، تحتّم على السعودية اليوم أخذ موقف جاد لعلّ أبرزه إعادة خطوط التواصل مع قيادات الرابع عشر من آذار.
فهل ستشهد الساحة اللبنانية أزمة جديدة ما بين الحريري والسعودية أم أن هذه الزيارة ستكون محاولة لإعادة الأمور الى نصابها بعد الفتور بين الشيخ والبيك؟

عبير سياج

ريفي في مؤتمر صحفي "هناك من يسعى لإغتيال المشروع الحلم"

توجه اللواء أشرف ريفي في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر اليوم في مكتبه في طرابلس بالتهاني من اللبنانيين بمناسبة الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك قائلا "أنتهز المناسبة لأتقدم للصائمين المؤمنين متمنيا لهن صياما مقبولا سائلا الله أن يتقدم صيامهم، وأتمنى للبنانيين عامة والمسلمين خاصة فطر سعيد"

كما توجه ريفي بالشكر لأهالي طرابلس والمنية الضنية فقال "‏أتوجه بالشكر للمواطنين الشرفاء الذين أدوا واجبهم الإنتخابي بقناعة وترفع عن الصغائر مهما كان خيارهم،والى أهلي بطرابلس المنية والضنية الذين اقترعوا للائحتنا. وأعتذر منهم عما بدر من السلطة القائمة من إجراءات وتجاوزات لم يسبق لسلطة أخرى أن قامت بمثل ما شهدناه بهذه الدورة الإنتخابية"
وأضاف "‏يحضرني القول الشعبي "رُبَّ تلميذٍ فاق أستاذه" ويبدو أن هذه السلطة والتي هي بأغلبها خريجة المدرسة المخابراتية السورية قد فاقت أستاذها وارتكبت من المخالفات والموبقات والتجاوزات ما لم تُقدِم عليه المخابرات السورية"
مشيرا الى أن "‏الإنتخابات النيابية وما جرى من تزوير وتجاوزات لم تحصل أثناء الوصاية السورية.هذا الأسلوب جزء بدأ بالتسوية الرئاسية وتجسد بتركيبة الحكومة الحالية وبلغ ذروته بالقانون الإنتخابي الهجين وبهندسة نتائج الانتخابات النيابية بما يؤدي لإستعادة مجلس نواب ما قبل عام 2005 بكافة رموزه وأركانه"

وتساءل ريفي "‏هل ذلك هو فاتورة من الفواتير التي يدفعها أهل الحكم من أجل تطبيع العلاقات بين النظامين "السوري واللبناني" ؟ أم هي ثمنٌ من الأثمان والشروط المطلوبة لدخول مافيا الصفقات في لبنان الى سوق إعادة إعمار سوريا ؟"

هذا وتطرق ريفي الى موضوع التجنيس فقال "‏كنا نسمع عن رفض التوطين للسوريين بلبنان وفوجئنا بمحاولة طرد الفقراء السوريين وتجنيس أصحاب رؤوس الأموال المشبوهة. دستورنا وحفظاً للقضية الفلسطينية يمنع تجنيس الأخوة الفلسطينيين،إلا أن عدداً كبيراً منهم قد جُنس. أهكذا يُحترم الدستور وهكذا تُحترم القوانين وتُحفظ القضية الفلسطينية؟"
متسائلاً "‏هل عدنا إلى عهد الوصاية السورية وهل سنسمع قريباً نفس أدبيات هذه المرحلة أي بوحدة المسار والمصير وشعب واحد في دولتين؟نرى من خلال ما يحصل عودة لبنان الى ما قبل 2005، يوم بدأوا مسلسل إغتيالات القادة الحلم وهناك من يسعى لإغتيال المشروع الحلم،هو مشروع الدولة السيدة والحرة والمستقلة"

ولفت ريفي الى أن "‏الكل يعلم أن السلطة بكل أجهزتها تواجه أخصامها وتلاحقهم ضاربةً عرض الحائط إمكانية أن تسمع الصوت الآخر أو أن تقبل الصوت الآخر . ويبدو أنها من كثرة فسادها وارتكاباتها تخشى أن يأتي يوم لتُحاسَب على أفعالها. نذكّر هذه السلطة بالمقولة الشهيرة "لو دامت لغيرك لما آلت إليك"

مشيرا الى أن "‏لم توفر السلطة موبقة أو سلوكاً غير قانوني إلا واستعملته. بعض مناصرينا كان يُلقى القبض عليهم إما دون سبب أو بسبب جُنحي أو جنائي بسيط ويُنكل بهم في السجون وبالضغط عليهم وعلى أهلهم أنه لا يمكن أن يخرجوا الا بعد أن يوافقوا على زيارة أحد المسؤولين وأخذ صورة معه في إشارة لتغير خياراتهم"
مضيفاً "‏للمرة الأولى في تاريخ العمليات الانتخابية، يُحصر الإشراف على العملية الإنتخابية بجهاز أمني واحد دون سواه . وكان المسؤول عن هذه المهمة ضابط برتبة صغيرة ومرتبط بوزير الداخلية مباشرة دون المرور بالهيكلية الطبيعية لمؤسسته"

وأضاء ريفي على الأرقام المشبوهة في العملية الانتخابية فقال "‏خلال الإنتخابات شهِدنا أرقاماً متضاربة لعدد الناخبين في لوائح الشطب وكان الفرق كبيراً جداً ويتجاوز ال500 ألف صوت وكان الملفت أن الفارق بين الرقمين في دائرة البقاع الشمالي يتجاوز ال 317 ألف صوت وفي دائرتنا دائرة الشمال الثانية، كان يقارب ال 66 ألف صوت"
متسائلاً  "في أيةِ دولة نحن". كما نتساءل : لماذا هذا الفارق في الأرقام؟ إنه هامش التزوير ، تركته وزارة الداخلية ليمنع "حزب الله" أي مرشح شيعي مستقل من خرق لوائحه، وليمنع أركان السلطة أي مرشح معارض لها من النجاح في دائرتنا."

وأضاف "‏دلت إستطلاعات الرأي للأيام الاخيرة ما قبل الإنتخابات إلى أننا نحظى ب 2,16 حاصل إنتخابي على الأقل. جمهورنا يعيش حالة ضغط أمني كبير منذ أشهر ما قبل الإنتخابات. إن تصويت جمهورنا الذي يخشى البعض منه أن يعبّر في استطلاعات الرأي عن رأيه يُفترَض أن يكون أكثر من 2,16 حاصل"

مؤكدا على أن "‏مهما يكن من أمر ، لم يكن المنصب يوماً مبتغانا فنحن أصحاب قضية. سنبقى نحملها سواءً كنا في منصب أو خارج المنصب والقضية السياسية هي أكبر من المناصب. المعركة طويلة ونحن سنبقى نتمسك بخَيار الدولة ومؤسساتها في مواجهة خَيار دويلة الفساد والإفساد والفاسدين."

ولفت الى أن "‏لن تتوقف مسيرتنا عند إنتخابات سرق فيها اللصوص أصواتنا كما نهبوا أموال أولادنا من خزانة الدولة. مستمرون بمسيرتنا ، فالحق بنظرنا يبقى حقاً والباطل لن يكون إلا باطلاً وآنياً . لن تتوقف مسيرتنا أمام فضيحة سرقة أصوات الشرفاء ، وما حصل لن يزيدَنا إلا إصراراً وتصميماً"

مشيرا الى أن "‏ما إرتُكب من أهل السلطة هو إعادة للوصاية السورية. جبناءٌ هم اللذين يستسلمون وجبناءٌ هم الفاسدون . لقد واجهنا الوصايةَ الأولى وسنواجه الوصاية المتجددة وليتحمل كلٌّ منا مسؤوليته ."

وتوجه ريفي الى الناشط لوسيان عون قائلا "‏أتوجه الى الناشط لوسيان عون والى كل اللبنانيين الذين يعانون مرارة اللحظة : لا تقنطوا من رحمة الله. ألله وحده الباقي على ما هو عليه وما تبقى الى تغييرٍ أو زوال."

وقد ختم ريفي مؤتمره متوجها الى جميع الشباب بعبارة "شِدّوا الهمة وسنُكمل المسيرة الى التغيير إن شاء الله"