الجمعة، 27 أكتوبر 2017

النظام السوري في لبنان!!

عبير فواز سياج

يبدو أنّ فرحة اللبنانيين بخروج الجيش السوري من لبنان لن تدوم طويلا حيث أن لبنان بلد "الحريّة" مُقبلٌ على ما هو أسوأ بكثير من عهد الوصاية السوريّة الذي ولّى بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري و"سيترحّم" اللبنانيون على أيامه في المرحلة المقبلة التي يبدو أنها ستسمّى بفترة "نظام الأسد الديكتاتوري بنسخته اللبنانية"، للوهلة الأولى يصاب اللبنانيون بالصدمة والذهول عند اخبارهم بأنهم لا يتمتعون بالحرية التي تمتعوا بها في الاعوام السابقة ويرفض بعضهم التصديق وبحاول آخرون تحريف الحقائق التي تؤكد أنه ما من حرية في لبنان سوى في صفحات الدستور التي لا يراعي وجوده أحد وأن حمّى النظام الديكتاتوري انتقل من سوريا الى لبنان وظهرت عوارضه منذ أيام.
فمنذ أيام نشرت جريدة النهار مقالا عن الشاب علاء ابرَهيم الشاب اللبناني المهاجر الذي لا يزور لبنان الا في المناسبات ليوقفه أمن مطار رفيق الحريري الدولي والتهمة السرقة والاتجار بالمخدرات ليقضي أستاذ الرياضيات ومدرب فريق كرة القدم أسبوعا خلف قضبان الظلم بين المجرمين والقتلة ويُعتذر منه بعد أمام من  التوقيف الذي كان توقيفا خاطئا وهناك تشابه بالأسماء، وهذه الحادثة التي حصلت مع علاء تذكرنا ب"فرع فلسطين" في دمشق الذي يوقف الاشخاص على الشبهة حسب ما كتب الصحافي رضوان عقيل فهذه الحادثة التي أعادتنا بالذاكرة لوصاية النظام السوري ليست الحادثة الوحيدة التي تعيدنا بالذاكرة الى ذاك العهد وتضعنا تحت حقيقة الممارسات الديكتاتورية فمؤخرا نرى الأصوات التي ترتفع بوجه السلطة تُقمع وينتهي بها الأمر أسماء في حقها دعاوى قدحٍ وذم توقَفُ لأيام على ذمّة التحقيق.
أما عن الحمى الأكبر التي انتشرت في لبنان مؤخرا هي حمّى تأليه القادة التي لطالما رأيناها في البلد الشقيق خصوصا في المرحلة الأخيرة أي مرحلة ما بعد الثورة  فشارل جبور الاعلامي في حزب القوات اللبنانية اعتبر أن بشير الجميل قديسا فقد قال جبور خلال احدى لقاءاته التلفزيونية منذ أيام أنه يعتبر أن الجميل قديسا "غصب عن الله" حسب ما قال وعليه تم رفع دعاوى من بعض المحامين بجرم المس بالذات الالهية ليخرج علي عمار البارحة ويصرّح أنّ حذاء نصرالله عَبَرَ الملكوت حيث قال عمار أنه شعر عندما قبّل حذاء نصرالله شعر أنه في عالم الملكوت كما قال هذا و سمّى عمار نصرالله بابن رسول الله وابن مهجة الزهراء كما ورد على لسانه وكل ذلك لاستغفار ممارسات أهالي حي السلم منذ يوم واللذين خرجوا بعد تحطيم أرزاقهم ليشتموا نصرالله وفيما بعد عاد هؤلاء للاستسماح من "صرماية" نصرالله وطلب المغفرة من سيّدهم.
هذه الحالات التي بتنا نراها مؤخرا في لبنان لا تتناسب مع دستوره ولا مع الحريّة التي اشتهر بها مواطنو هذا البلد العظيم،في هذه المرحلة كُسرت وستُكسر جميع الاصوات المطالبة بحقوقها، قُطعت وستُقطع جميع الأيادي التي ترفع قضايا الحق أُلّهَ وسيؤلّه القادة والسياسيون ويُهدم الوطن ويُنفى المواطنون ويُذبّح الناشطون ويُعتقل المفكرون ليبقى المسؤول على كرسيّه الملعون.

الأحد، 22 أكتوبر 2017

لبنان يتخبّط..نيران الحرب تقرع الابواب!!

عبير فواز سياج

مخطئ من يعتبر أنّ لبنان اليوم في أفضل حالاته ومخطئٌ من يجزم فكرة بُعد لبنان عن الحروب ان كانت حربا طائفية او حرب مع العدو  او ما هو أخطر من ذلك بكثير فلبنان البلد الاصغر في الشرق الأوسط بعد البحرين يتخبط بنيران الاختلافات التي تسيطر على وسطه الشعبي والسياسي وباستطاعة أي شخص أن يلاحظ الانقسام بين صفوف شعبه ومشاداتهم وحروبهم الالكترونية التي من الممكن أن تتحول الى حروب في الشارع في أيّ لحظة وآخر الحروب التي شنّها اللبنانيون على بعضهم انطلقت شرارتها بُعيد إعلان الحُكم على #حبيب_الشرتوني الذي اعتبره البعض مجرما فيما اعتبره آخرون بطلا، حُكمٌ لم يتوقّف عند استنكار البعض له بل تخطّاه الأمر الى ما هو أخطر من ذلك بكثير حيثُ سجّل اعتداءان على مكتبي القوات اللبنانية وحزب الكتائب في عكار نفّذه مجهولو الهوية معروفو الانتماء السياسي ولا يمكن غضّ النظر عن موضوع العبارات التي كُتبت على جدران  الطريق المؤدي الى منزل  القاضي فهد حيث كتب مجهولون أيضا "لكلّ بشير حبيب" في اشارة الى اعتبارهم أن كل من أصدر الحُكم وكان وراء صدوره خائن وعميل على حدّ تعبيرهم ومن  الواضح أنّ ردات الفعل التي تمثلت بتصرّفات أبناء "شوارع" حول هذه القضية يمكن أن تأخذنا الى قعر الحفرة التي حفرها اللبنانيون لبعضهم البعض فاتسعت حتى كادت تحتضنهم جميعا وتحرقهم بنيرانها دون أن يشعر أحد بمدى خطورتها.
هذا الانقسام الكبير بين أبناء الوطن الواحد من أخطر الانقسامات التي حصلت مؤخرا والتي تُظهر أن الانقسام الذي عاشه اللبنانيون منذ أعوام طويلة لا زالوا يعيشونه اليوم وأن الأسلحة العسكرية ممكن أن تظهر خلال لحظات وأن اللبنانيين أمام كلّ انقسام يُخرجون بعضا منها ويشاركهم بإخراجها بعضٌ من السياسيين بحسب استفادتهم من الموقف الذي يتخذه اللبنانيون بحق بعضهم البعض ويشاركهم في حملتهم التجييشية بعضٌ من وسائل الاعلام التي باتت مرهونة للشارع السياسي وتتحرك حسب أوامره ما يساعد على شنّ الحروب الباردة التي بتنا نشهد نيرانها مؤخرا في ترجمة للكم الهائل من الحقد على بعضنا البعض.
قضية بشير الرئيس قضيّة مضى عليها 35 عاما بشير الذي يعتبره البعض عميلا فيما يعتبرون أبو حمدان الذي أوقف مؤخرا بتهمة التعامل مع إسرائيل بطلا لا علاقة له بالعدو الصهيوني وهو ما يؤكد أن هذه القضية ليست قضية "رمانة" بل قضية "قلوب مليانة" على حدّ تعبير المثل وأن حلفاء للرافضين إصدار الحكم شاركوا في الحفل المُقام احتفالا بإصدار الحكم ومن المرجح أن تكون هذه المشاركة لاعتبارات انتخابية الأمر الذي حوّل القضية من قضية وطن إلى قضية أصوات تُكتسب في الانتخابات النيابية المقبلة.
فهل سيتنبه أحد لخطورة ما يجري على الساحة الداخلية ويعملون على إهماد نيران الحرب المشتعلة في النفوس أم أن التجييش سيستمر لكسب الاصوات في الانتخابات المقبلة وضياع بلد بأكمله..

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

خمس سنوات على اغتيال الحسن القاتل معروف وحر

عبير فواز سياج

انها الذكرى الخامسة لذاك اليوم المشؤوم الذي لم أستطع محوه من ذاكرتي حتى اللحظة ومثلي كثيرون..
في ذلك اليوم هزّ تفجير منطقة الأشرفية وتساءل الجميع عن الشخصية التي يستهدفها التفجير وكنا نعلم أن هذه الشخصية من شخصيات الرابع عشر من آذار واسمك كان بين الاسماء التي كنا نتوقع استهدافها في التفجير لكن الأخبار كانت تقول أنك خارج البلاد، فعلا كنت خارج لبنان لكنّك عدت الى لبنان قبل يوم من اغتيالك وأحد لم يكن يعلم بعودتك.
وقفت أمام الشاشة الصغيرة يومها أطّلع على المشاهد القاسية وانتظرت الاعلان عن الاسم المستهدف وبعد طول انتظار وقلق أطل الاعلامي وليد عبود على الشاشة ليؤكّد خبر استشهادك ومن كثرة الدموع في عيني حسبت أن وليد يبكي.
اغتيالك شكّل صدمة كبيرة على الرغم من أنه غير مفاجئ نعم اغتيالك لم يكن مفاجئاً فأسماء وشخصيات كثيرة وصلت اليوم الى احلى المناصب والتهديدات تلك على كثرتها وجدّيتها لم ترهبك أو تردعك عن كشف ملفات الارهاب وايقافها ورغم ذلك ورغم انجازاتك التي أنقذت البلد لم يستطع احد حتى اليوم انصافك وإعلان حقيقة من يقف خلف اغتيالك.
قبل اغتيال الحسن قال احدهم بالحرف " مش مين ما كان بيدق بالتوتر العالي وبيبقى طيّب، التوتر العالي بيفحمو" وهذا الشخص لم يصل به الامر الى التحقيق بل وصل به الى مراكز عالية في الدولة للأسف الشديد ولا ننسى تصريحات جميل السيد وتهديداته فالأخير قال أنه كان يجب أن تكون في سيارة الشهيد الحريري يوم اغتياله وقال أن نهايتك واللواء ريفي ستكون بملف شهود الزور في قضية الشهيد الحريري اضافة الى وصفك من قبل عضو تكتل التغيير والاصلاح مصطفى حمدان بالارهابي ووصف المجرم سماحة بالمقاوم ومعلوم من أراد لهذه التصريحات أن تخرج الى العلن الى جانب مهاجمتك المستمرة من قبل المقربين من النظام السوري الذي شكّل القبض على ميشال سماحة صدمة له.
خمس سنوات لم نسمع خلالها أن أحد من هذه الأسماء استدعيت او اوقفت هلى ذمة التحقيق، خمس سنوات وصل خلالها مهددوك الى اعلى المناصب عبر الأشخاص اللذين حرصت على سلامتهم سنوات خمس سنوات ولا زلنا أكيدين من هوية من يقف خلف اغتيالك والجميع يعلم من يقف خلف اغتيالك الا أن الحقائق لم تُكشف حتى اليوم والأسباب معروفة.
ذكراك فرصة لنعبّر لك عن أننا لم ننساك يوم أن قضيتك ترافقنا كل يوم وأن الوقت الذي سيحاسب فيك من اغتالك قريب جدا وأن رفيقك في الانجازات لن يسمح أن يمرّ اغتيالك مرور الكرام حتى ولو طالت المدة الحقائق ستظهر يوما وعما قريب كما نأمل.

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

بحجة المصالح الوطنية المستقبل يتجه نحو التوافق مع حزب الله!!

عبير فواز سياج
لا يخفى على أحد الهجوم الذي شنّه جمهور تيار المستقبل مؤخرا على اللواء أشرف ريفي بسبب لقاءاته الاخيرة مع القيادات الطرابلسية وأبرزها لقائه مع الرئيس نجيب ميقاتي متهمين ريفي بالترويج لحملته الانتخابية عبر هذه اللقاءات وابتعاده عن الثوابت التي ينادي بها ولم يخطر على بال هؤلاء انتقاد مواقف الرئيس الحريري التي تثبت يوما بعد آخر اتفاقه مع حزب الله بحجة انقاض البلد ومصالحه متناسيا أن حزب الله جلب للبنان المصائب وساهم بإشعال الطائفية في نفوس المواطنين وزيادة الشرخ بينهم كما يحاول الحريري إقناع اللبنانيين أنه يمكن التغاضي عن الوجه الاجرامي لحزب الله المسؤول المباشر عن اغتيال والده والمسؤول عن العديد من الاغتيالات والتهديدات التي طالت وتطال وجوها سياسية بارزة.
الحريري وفي تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية أوضح أن اشراك حزب الله في حكومته جاء من منطلق المحافظة على مصلحة لبنان والتوافق لإدارة مشاكل البلد هذه المشاكل التي جلبها حزب الله للبنان بدءا بإغتيال الحريري مرورا بأحداث السابع من أيار وصولا لاشتراكه في سفك دماء الابرياء من المدنيين السوريين ولا يمكن نسيان مشاركة الحزب في خروج الارهابيين من جرود رأس بعلبك والقاع بحافلات مكيفة.
حزب الله الذي بات يؤسس دويلة ضمن الدولة استطاع أن يصل الى ما هو عليه بدعم من الحريري الذي يرى أنه يقدم خدمة للبنان عبر التوافق مع حزب الله ووضع الخلافات جانبا وأي خلافات يتحدّث عنها الحريري وأي خدمات يمكن لحزب قتل رموز لبنانية أن يسهم فيها وهو يعمل على شد العصب الطائفي بين أوساطه.
الحريري الذي اعتبر في تصريحه أنه لا يمكن للأسد أن يبقى في السلطة وقد ساهم في قتل الابرياء من الشعب السوري من دون أن يذكر أن الحزب قتل الآلاف من الابرياء ويسعى للمساهمة في إبقاء الاسد في السلطة وتمنى الحريري تجنيب لبنان أي تداعيات سلبية قد تسببها المواجهة بين ايران وأميركا ويعتبر ذلك أمر شبه مستحيل في ظل اشراك الابن البار لإيران في حكومة الحريري نفسه فحزب الله ليس حليفا لايران فحسب بل إنه جنديٌّ في صفوفه يأخذ الأوامر من أصغر ضباطه.
إذا الحريري في تصريحه هذا لم يثبت أنه متناقض في مواقفه فحسب بل أوضح بعدة أشكال أنه يشكل حليفا لحزب الله ينفّذ أوامره بحجة المصالح الوطنية التي لم نرى منها شيئا سوى التنازل ووضع البلد بأيادٍ أسهمت بسفك الدماء للوصول الى المناصب وفرض نفسها كقوة فاعلة في الدولة

الخميس، 12 أكتوبر 2017

تكلفة الانتخابات النيابية الاعلى نسبة عالميا

عبير فواز سياج

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي يفصلنا عنها أشهرٌ معدودة بدأ الحديث عن تمويل الانتخابات ويُقدّر المبلغ المطلوب من قِبَل وزارة الداخلية بحوالي ال 70 مليار ليرة لبنانية  وذلك قبيل التوصل لاتفاق حول مبدأ التسجيل المسبق للناخبين والذي توقف نقاش اللجنة الوزارية المعنية بمناقشة تطبيق قانون الانتخاب عنده وهو مبدأ يؤثر على التكلفة المحددة التي ستحتاج اليها وزارة الداخلية لتمويل الانتخابات النيابية والتي يَعتبر بعض الوزراء من أحزاب مختلفة أنها ستكون الانتخابات الأعلى كلفة في العالم في وقت يعاني لبنان من دين عام يبلغ حوالي 77 مليار دولار ويجذر بالذكر أن انتخابات العام 2009 قد أجريت بتكلفة يبلغ قدرها 18 مليار ليرة لبنانية حيث أن الوزير بارود طلب حينها مبلغ 22 مليار ليرة ليصرف منه 18 مليار ليرة لتمويل الانتخابات أي حوالي ربع المبلغ الذي يطلبه المشنوق اليوم قبل التوصل لاتفاق تام حول هيكلية اجراء الانتخابات النيابية والتي تؤثر حسما على تكلفة الانتخابات القادمة فكيف يمكن أن يناقش موضوع تمويل الانتخابات قبل انتهاء مناقشة موضوع التسجيل المسبق للناخبين والتوصل لاتفاق حول البطاقة البيومترية التي أحال بري مشروع قانونها على اللجان لمناقشته.
اللجنة الوزارية ستجتمع الاسبوع المقبل حسب ما أورد المشنوق أي أنها ستجتمع بعيد شهر على اجتماعها الاخير وهو ما يُظهر التلكؤ الكبير وعدم اعطاء الانتخابات الأهمية الاكبر من قبل الحكومة ومن المرجح أن يكون سبب هذا التباطؤ الخلاف بين الكُتل حول مبدأ التسجيل المسبق للناخبين والذي يعارضه التيار الوطني الحر والمستقبل ويتمسك به كل من حركة أمل وحزب الله ومن الجلي أن يطبق مبدأ التسجيل المسبق للناخبين في حال لم تقر البطاقة البيومترية وإن لم تتفق القيادات على مبدأ التسجيل المسبق سيكون ذلك انتهاكا لمشروع القانون الانتخابي الجديد (القانون النسبي) الذي يسمح للمواطن الانتخاب في مكان سكنه للمرة الاولى في تاريخ لبنان وهو أمر سيضح الحكومة أمام انتقادات كبيرة.
الانتخابات اليوم حقٌ من أبرز حقوق المواطن اللبناني إلا أن جعل هذه الانتخابات بوابة هدر جديدة فمن المؤكد أن هذا الامر مرفوض من جميع أقطاب المجتمع اللبناني الذي لم يعد يقوى على تمويل خزائن الهدر التي يتسبب بها المسؤولون بدل من تخليص لبنان منها.

السبت، 7 أكتوبر 2017

ترحيل السوريين قيد التنفيذ والدولة المسؤول الاول عن اعتداءاتهم!!

عبير فواز سياج

تعدّيات، سرقات، جرائمُ قتل، عملياتُ نصب واعتداءاتٍ جنسية عناوين احتلّت مقدّمات نشرات الأخبار في الآونةِ الأخيرة وكان أبطالُها في أغلب الأوقات فئةٌ من النازحين السوريين الأمر الذي أدّى الى رفع الصوت عالياٍ والمُطالبة بترحيل النازحين السوريين في ظلّ رفض المنظمات الدولية لترحيلهم.
لا بدّ أن النزوح السوري الى لبنان يفوق طاقة الاستيعاب لدى هذا البلد الصغير والذي أصبحت نسبة النزوح فيه تشكّل أكثر من ثلث عدد السكان اللبنانيين بحسب احصائيات الامم المتحدة وعدم وجود تنظيم لهذا اللجوء يزيد من المشاكل التي يواجهها البلد المستضيف فمن المعروف أن اللاجئين السوريين دخلوا الى لبنان بشكل عشوائي وانتشروا بشكل عشوائي حيث أن الدولة لم تقُم بتنظيم اللجوء السوري منذُ بدايته في مخيمات مجهّزة للاجئين تخضع لمراقبة أمنية وتقع تحت رعاية الدولة والمنظمات الدّولية التي تعمل على تأهيل الأشخاص اللذين خرجوا من حرب دامية هربا نحو مكانٍ آمن وبيئةٍ جديدة فبالرغم من التقارب الجغرافي الا أن الأفكار والعادات تتغير بين البلدين الامر الذي ساهم بتدهور الحالة الامنية وقيام نسبة من النازحين بأعمال خارجة عن القانون.
اليوم قبل أن تبدأ الدولة بالعمل على ترحيل النازحين عليها أن تأخذ بعين الاعتبار بأن نسبة كبيرة من هؤلاء هجّرت من منازلهم  بمساعدة من حزب الله اللبناني الذي ساهم عسكريا بالحرب السورية دفاعاً عن نظام الأسد ويجب عليها أن تعمل على إيجاد حلول لهذا التدخل وايقافه حيث أن ايقاف التدخل العسكري لحزب الله في سوريا سيساهم بإخراج نسبة كبيرة من النازحين فعندها لبنان لن يكون مسؤولا عن تشريد هؤلاء ودمار منازلهم كما هو الحال اليوم، كما أنّ الترحيل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تأكيد وجود مناطق آمنة للعائدين الى سوريا بحماية دولية كي لا يتورط لبنان بدماء المدنيين من السوريين أكثر فأكثر ولا بدّ للدولة أن توقف تدفق النازحين المعابر الغير حدودية فجغرافية البلدين المتقاربة ساهمت بوجود عصابات تهريب بشرية تساهم بدخول النازحين وخروجهم بطرق غير شرعية ولا بدّ أن هذه العصابات لن تتوقف عن ادخال اللاجئين بطرق غير شرحية بل انها ستزيد من أعمالها متقاضية مبالغ هائلة من هؤلاء فعند توقف التدفق الغير شرعي ستسيطر الدولة على نسبة النزوح الهائلة التي يعاني منها لبنان وستسيطر على المخربين الامنيين فمقابل هؤلاء هناك نسبة كبيرة من النازحين هربت من بطش النظام وتعديات حزب الله عليها ستتحمل الدولة اللبنانية مسؤولية الخطر الذي يحيط بحياتهم.
فهل ستتحمل الدولة مسؤوليتها عبر ايقاف حزب الله من ممارسة ارهابه في سوريا  لتتمكن من اعادة النازحين دون تحمل أي مسؤولية تجاه مصيرهم أم ان قرار حزب الله سيعلو بوجه الدولة مجددا وحدها الدولة ستحدد الاجابة