الثلاثاء، 27 فبراير 2018

بعد زيارة الوفد السعودي سلسلة تغريدات لجعجع

هي تغريداتٌ أشبه ببرنامج إنتخابي أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي سيخوض الانتخابات النيابية وفق لوائح تضمّ مرَشّحيه، الذين قدّم عدد منهم اوراق ترشّحه للانتخابات بشكل رسمي دون وضوح صورة التحالفات بالنسبة للحكيم الذي يحظى بشعبية واسعة على الساحة المسيحية بشكلٍ عام، وهو الذي خاض الانتخابات في الأعوام السابقة كحليف لتيار المستقبل الذي اختار السير في الانتخابات الحالية برفقة حلفاء جُدُد أسقطوا حكومته الأولى التي حظيت بتأييد شعبي كبير.
"الحكيم"  الذي التقى موفد الملك السعودي المستشار نزار العلولا يرافقه السفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري في معراب أمس، أطلّ اليوم على جمهوره عبر موقع "تويتر" ليُطلق سلسلة تغريدات تحمل خلفَ أحرُفِها رسائل شديدة اللهجة مُتناولاً معاناة يعاني منها الشعب اللبناني بشكل يومي.
تحت عنوان "صار بدها" عبّر جعجع عن رؤيته القادمة للبنان وامتعاضه مما حالت اليه الأمور فتناول مشكلة زحمة السّير الّتي باتت تسرق من اللبنانيين ساعات وساعات من يومياتهم ملفتاً الى وجود تمكّن الشعب من الذهاب من بيروت نحو طبرجا في غضون دقائق لا ساعات، إضافة الى التمكن من السير على الطرقات، ومرّ "الحكيم" على ملف الكهرباء فتساءل عن وجود بلد في أقصى أدغال أفريقيا ليس لديه كهرباء؟، منتقدا تخيير المسؤولين ما بين البواخر أو الظُلمة،ولفت جعجع الى وجوب وجود مدارس جيّدة يمكن الاستفادة منها "لا أن ندفع ضريبة من أجل مدارس لا نقصدها ونعود وندفع من جديد أقساط في المدارس التي يمكن لأولادنا التعلم فيها" كما قال وتطرق جعجع للأوضاع الاقتصادية مشيرا الى ضرورة أن يستطيع المرء تقديم الاكتفاء لعائلته وعدم اضطرار الشباب للهجرة.
جعجع الذي عُرف بمواقفه تطرق لموضوع سلاح حزب الله الذي شكّل وجوده دويلة بشكل غير مباشر فغرّد قائلا " صار بدها أن يكون لدينا دولة فعلية في لبنان وليس نصف أو ربع دولة، لأنه لا يمكن أن نجتزأ الدولة، فإمّا دولة أو لا دولة"، ملحقا التغريدة بتغريدة أخرى انتقد فيها سلاح حزب الله داعيا لوجوب وجود السلاح داخل الدولة فقط.
"لهذه الأسباب علينا أن نربح الانتخابات" هذا ما أضافه جعجع متسائلا عن القوة القادرة التي جمعت جميع القوى في دائرة كسروان في كلمات جارحة فسأل " ما السر الذي جمعهم في كسروان؟ الإنسانية مع بعض الأصدقاء، ورجال الأعمال مع الرجال الذين لا أعمال لديهم ومن كانوا مع التغيير وضده ومن كانوا مع الإصلاح وضده"،ليجيب أن القوة القادرة التي جمعتهم هي القوات التي تقف وحدها مع الشرعية في نهاية المطاف، جعجع بدى امتعاضا من القوى التي حاولت إخراج القوات من الحكومة بسبب وضوحها.

جعجع لفت إلى وجود مرشحين في الأغلبية الساحقة للقوات من الدوائر الانتخابية ملفتا الى اختيار المرشحين بدقة، واختتم تغريداته بدعوة الناخبين للعمل بجهد حيث أن المرحلة المقبلة تحدد مصير أربع سنوات قادمة، مضيفا الى أن وصول من يستحق الى مركز القرار سيغير في الوضع السياسي.
التغريدات بتوقيتها توضح ما جرى من أحاديث بين الطرف السعودي وجعجع، كما توضح عدم رضى جعجع عنالوضع اللبناني الحالي، وبالتالي على الحُكم والحكومة التي حاولوا اخراج وزرائه منها بسبب مواقفهم، كما أن هذه التغريدات توضح التوافق بين السعوديين وجعجع في المواقف التي من الممكن أن لا تفسح المجال أمام أي تحالف مع المستقبل حتى الساعة، فالحريري الذي يتوجه الى السعودية اليوم بعد انقطاع دام أشهر لا بد أنه سيعود بتمويل لحملته، لكن هل من الممكن أن يعود متخليا عن تحالفاته ام أنه سيبقى في طريقه الحالي ويعبر مفارق تحالفات جديدة مع من غادر فريقه ذكرى اغتيال والده غير راضٍ عن " البروتوكولات"

السبت، 24 فبراير 2018

مُرَشّحي المُستقبل، رهن استخارة



في ظل اقتراب موعد الاستحقاق النيابي يُخيّم الضباب على أسماء المُرشّحين في دوائر عدّة ومن بينها دائرة البقاع الغربي التي ستشهد معركة شرسة بين أربعة لوائح حتى الساعة وهي لائحة المجتمع المدني التي أُعلن عنها بالأمس، لائحة اللواء ريفي التي لا زالت قيد الدرس، لائحة الوزير مراد والذي حسم موضوع حلفائه وبعض الأسماء على لائحته وأخيرا لائحة المستقبل التي لم تحسم موضوع خياراتها غربيا بعد أن حُسمَ موضوع التحالف مع التيار الوطني الحر على مستوى البقاع الأوسط ليبقى التيار يُصارع نفسه غربيا محاولا حسمَ أمر المرشحين، فالمستقبل الذي أبقى على أسماء مرشحيه القُدامى في دوائر عِدّة وسط كلام عن الإبقاء على مُرشحيه السنّيين القديمين في الغربي جمال الجراح وزياد القادري وسط رفض لأقطاب داخل التيّار الأخير دفعت بوفدٍ من بلديات الغربي لدوس بلاط بيت الوسط ومقابلة الحريري الذي يُعاني من نقص في "عدّة العمل" التي اعتاد تزويد مناصريه وكوادره بها قبيل كلّ استحقاق، في ظلّ تأكيده في خطابه الأخير بعدم وجود المال مع المستقبل مرددا عبارة "ما معنا مصاري"! وبذلك يكون المستقبل في المركز الثاني للأحزاب السياسية الأكثر فقرا في لبنان بعد حزب الله الذي لا يزيد راتب أمينه العام عن 1300 دولار أميركي.
وصل الوفد الى السراي بحضور عميدين متقاعدين لهما وزن في الغربي وصقر من صقور المستقبل له في اللقاءات التي أجراها بكاسيني وأحمد الحريري في البقاع صولات وجولات وتنبيهات وأخ مرشح محتمل لدى لائحة اللواء ريفي،مُحمّلا برفضٍ قاطع لاعادة ترشيح النائبين، بناء على عدم تقديمهما لأي خدمات للبقاعيين وحُصرت الخدمات المُقدّمة بإسم مُرشّح التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور، الأمر الذي أثار موجة تفضيلية سنية لصالحه إضافة لاكتساح اللواء ريفي البقاع حديثا والذي بات يشكّل فيه  حالة جديدة يمثّل من خلالها أقطاب وثقت بالمستقبل يوما ولم تجد عنده شيئا من رؤيتها.
وفي الزيارة قدّم الوفد البقاعي شرحا مُفصّلا للحريري بأنه لن يكون المستقبل بأفضل حالاته، حيث سيتقاسم ثلاث مقاعد مع السني، الدرزي والماروني كما أكّد بأنه يُقدّم ثلاث مقاعد لحزب الله على طبق من ذهب عبر تحالفه المفترض مع الوطني الحر، وهو ما يراه البقاعيون تحالفا غير مباشر مع حزب الله الأمر الذي سيقضي على فرصة الثلاث مقاعد للمستقبل لتنخفض مقاعده الى مقعد واحد فقط، الأمر الذي سيفسح المجال أمام مراد للوصول الى الندوة البرلمانية براحة تامّة.
وبعد العتب على أداء المسؤولين والكوادر وأعضاء المكتب السياسي للمستقبل والمنسّقين وضع الرئيس الحريري على عاتقه تراجع أداء المنسقيات في كل لبنان بسبب غيابه عن لبنان مدة زمنية طويلة دامت خمس سنوات في ظل غياب المال الانتخابي وانقطاع الدعم، ليختم الشيخ وعده للوفد القيام بصلاة "استخارة" على نية التوفيق والتوصّل لاختيار أسماء مناسبة لترشيحها، ليغادر بعدها الوفد ويبقى السؤال الأبرز هل سيستخير الشيخ الله سبحانه وتعالى أم فريقه الذي لطالما أوقعه في حفر التراجع الشعبي..

الخميس، 22 فبراير 2018

المال الانتخابي..شبح يأكل الآراء

عبير سياج


بين الاخفاء القسري والفقدان الغير مؤكد ضاع ملف المال الانتخابي الذي يُستخدم واستخدم في استحقاقات انتخابية سابقة كرشاوى قُدّمت للناخبين لانتخاب لوائح محددة حيث سجّلت الانتخابات النيابية السابقة "2009" نسبة خيالية في فنّ إغراء الناخبين للاستحصال على الأصوات، وأبدع المُرشّحين في أساليبهم والى جانب  تقديم المساعدات الغذائية و المال لشراء الصوت تطورت الاساليب لتصل حدّ استحضار الناخبين من دول الاغتراب على نفقة بعض القوى الخاصّة وغيرها من "التفنّنات" التي حالت دون تقديم النائب او الوزير واجباته الى الشعب ليحصر تقديم واجباته على شكل خدمات قبيل الانتخابات بأشهر.
الانتخابات النيابية المقبلة والتي باتت قريبة جدا هي انتخابات شرسة ستخوضها لوائح مختلفة في وجه بعضها البعض ضمن قانون انتخابي جديد سيضع أسماء اللائحة الواحدة ضمن صراع على الصوت الأفضلي حيث توجد أسماء عديدة ضمن اللائحة الواحدة تعمل على استحصال الصوت التفضيلي ضمن جولات انتخابية بدأت قبل فتح باب الترشيحات حتى، أما عن المال الانتخابي فقد بدأ توزيع بعض القوى مساعدات غذائية شهرية يُقال أن لا علاقة لها باقتراب موعد الانتخابات كما بدأ آخرون توزيع وقود المدافئ والمركبات وقد لجأت قوى أخرى في إحدى المناسبات الوطنية والتي باتت تُحصر بتيار سياسي واحد يدعو اليه من يحب الى التصريح عن عدم وجود المال ليتم دفعه في الانتخابات فمن اين جاء المال المدفوع في تلك المناسبة التي تضاربت تكلفتها بين العشرين والأربعين ألف دولار أميركي ومن الممكن أن يكون المبلغ أضخم من ذلك بكثير.
المؤكد اليوم أن الطرف الذي رصدته عدسات احدى القنوات التلفزيونية في الانتخابات السابقة لحظة توزيع الأموال الانتخابية والأطراف الأخرى التي رصدتها عيون اللبنانيين لحظة شراء الأصوات لن تتبدل خصوصا في ظل المعركة الشرسة التي لم يشهد لها اللبنانيين مثيل وأن من لا يقوم بواجبه تجاه ناخبيه في الفترة السابقة للاستحقاق فذلك بحد ذاته رشاوى وتزوير للحقائق والآراء.
الرشاوى التي تقدم في الانتخابات ما هي الا استرخاصٌ لعقول الناس وأصواتهم، ومن يُدفع له اليوم لا يستطيع أن يحاسب أي نائب مستقبلي حيث أن صوته مدفوع الثمن ولا يفسح أمامه المجال للمطالبة بأي حقّ من حقوقه، فالتاجر يدوّن جميع مدفوعاته ويحتفظ بتفاصيل ووجوه زبائنه في عقله، وهكذا الرأي في بلادنا حولته بعض القوى لتجارة تمارسها قبيل الانتخابات، وهذه التجارة الممنوعة في بلادنا حسب القوانين لا يُحاسب عليها أحد ولا يطال الجناة "الراشي والمرتشي" أيّ كان فالطرفين استفادوا الأول بحجز مقعد عرشه والثاني بالتمتع بماله الذي سبق أن خسره بأساليب عدة ليحصل عليه فيما بعد مقابل ورقة يعتبرها المرتشي بلا قيمة الا أن قيمتها بقيمة الوطن فهي تحمل من سيُمثّله على مدى 4 سنوات أو أكثر اذا ما اجتمعت القوى تحت سقف الخوف من الانتخابات، فهل سيكون هناك محاسبة أم أن الجريمة هذه المرة أيضا ستمر مرور الكرام...

السبت، 17 فبراير 2018

حزب سبعة..وهم المجتمع المدني

عبير سياج




بلباس المجتمع المدني ظهر من الغيب وتحت مشروع تغيير الطبقة الحاكمة اقتحم الشارع اللبناني، فمن حق أي شخص لبناني منذ أكثر من عشر سنوات أن يؤسس حزبا أو جمعية أو ينتمي الى واحدة من الاثنين حسب ما ورد في الدستور اللبناني. ومن البديهي في ظل الحُكم الطارئ على البلاد أن يظهر حراك من هنا وجمعية من هناك أملا بالتغيير الضروري للبلاد ولكن أن يظهر اسم حزب يعبر عن آراء المجتمع المدني تطغى على جميع الحركات والجمعيات المدنية في وقت قصير فإن ذلك لشيء فيه البعض لا بل الكثير من الغرابة..
حزب سبعة أو الحزب البنفسجي، فالأحزاب في بلادنا تُعرف بأسماء الألوان التي تُلوّن بها أعلامها وما ذنب الألوان لتحمل صفة من لا يمثلها هي حتى..
ظهر حزب سبعة وانتشر بسرعة خاطفة ليكون بذلك الحزب الأول الذي ينتشر بسرعة البرق دون وجود أي تمويل خارجي على حد تعبير الحزب الذي يُموّل كما يُدّعي بالتبرعات، والتبرعات التي تُقدّم له يرفض أن تزيد عن خمسين ألف دولار أميركي  فمن أين للحزب هذا المال الذي يسنح له ضخ حملته الإعلامية على شاشات التلفاز، والتي تُكلف مال هارون وكلما ازدادت مدتها ازدادت بالتالي التكلفة، واشتهر هذا الحزب الجديد العهد بمحطاته الاعلانية التي نجحت بنسبة كبيرة وأثّرت في نفوس نسبة من الشعب اللبناني وكأنّ منظمي حركتها الاعلامية تلك الشركات القطرية المعروفة في هذا المجال العملي، كما كان ملفتا في احدى محطات الحزب الاعلانية اقتباس الاعلان ككل من اعلان للمرشح الديقراطي بيرني ساندرز عام 2016 الى الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية، وهو ما ليس بالأمر الطبيعي فالحزب الوطني الفعلي يخلق رسالته ولا يقتبسها ويعرض أفكاره الحقيقية ولا يأتي بها من الخارج الذي يرفض أن يكون لبنان مرتهنا له تحت اي بلد من البلدان.
من أين لسبعة هذا؟
هو سؤال طُرح خلال ندوة لحزب سبعة في احدى المناطق البقاعية وأتى الجواب كالآتي " أموالنا عبارة عن تبرعات من الناس وسقف التبرع لدينا يبلغ خمسون ألف دولار فقط ونرفض أي مبلغ يزيد عن ذلك"
وسؤال آخر كان سببا باتهام رجل سبعيني بالعمالة بعد حيث سأل الحضور عن وضع جاد داغر الاقتصادي ومن أين جمع ماله وعن حقيقة طباعته ل "البانكنوت" للنظام السوري وجاء الرد بأنه يقوم فقط بطباعة سندات الخزينة، أجاب السبعيني بالتالي " خلص وصلت الفكرة" ما أدى لتلاسن وأخذ ورد بين الطرفين أدى لقيام أحد المحاضرين واتهام السبعيني بالعمالة للسطة ووسط هرج ومرج بين الحضور قام أحد أعضاء البنفسجي معتذرا ووعد الحضور بزيارتهم في منازلهم لتصليح ما حدث من سوء فهم، فما الذي يبرر لأي شخص أن يتهم آخر بالعمالة لأي جهة كانت ووقع هذه الكلمة ان كان بغير معناها الحقيقي له تأثير سلبي على الأذن والروح، وان كان الآن يلفّق اتهامات العمالة فما الاتهامات التي سيوججها بعد وصوله الى الحكم؟
ومن الملفت أيضا في موضوع هذا الحزب هو عدم التفاته لموضوع السلاح الغير شرعي "سلاح حزب الله"، الذي وُجّه يوما الى صدور الشعب الذي يدافع البنفسجي عن حقوقه، فهل السبب يكمن وراء قُرب هذا الحزب من "حزب الله" الذي يدافع عنه بعض روّاده.
هي علامات استفهام كبيرة تضع الحزب في قوقعة بدءا من التمويل مرورا بتلفيق الاتهامات يمينا وشمالا ووصولا لارتباطه ببعض أحزاب السلطة وكما يقال " لا بد يذوب الثلج، ليظهر المرج" وحينها ستظهر حقيقة كل بنفسجي بدءا من القائد مرورا بالقياديين ووصولا للأعضاء.

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

وعد الرفيق..


هي ليست مجرّد ذكرى تتجدّد كلّ عام بل إنها مأساة أكبر من الوطن..
هو ليس عهدٌ يتجدد بل عهدٌ ابتعد عنه من يلقي الكلمات السنوية وحافظ عليه من يستذكر العهود في كل لحظة..
إنّها الذكرى الثالثة عشر لاغتيال الشهيد رفيق الحريري. سنوات طويلة مرّت على لبنان، سنوات قدّم لبنان بها قافلة من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل قضية لا يستذكرها اليوم المؤتمنين على إرث رفيق الحريري سوى بضع دقائق كل عام، فدماء الشهيد الكبير التي كانت بداية لجلاء نظام غاصب عن أرض لبنان الحبيب.
سنوات بعد رحيل الرفيق مر لبنان بها بمآس عديدة فمن حرب تموز الى أحداث نهر البارد فالسابع من أيار الأسود الذي مجّده من يتوجه المؤتمن للتحالف معهم اليوم وانتخابات نيابية جدّد بها الأحرار العهد لرفيق فاستقبلت الصناديق عامها اللوائح "زي ما هيي" بعد اغتيال صديق الرفيق البطل "وسام الحسن" وإقامة علاقات "العار" مع الدولة السورية التي يترأسها أبرز قتلة الحريري ومن بعدها هاجر المؤتمن لسنوات مبتعدا عن تراب الوطن ومشاركة "حزب الله" في قتل الآلاف من الأبرياء السوريين ولا زال لغاية اليوم، فالطعن بصديق الرفيق الذي اعتبره "أشرف ضابط في قوى الأمن الداخلي" واتفاقات العار وصولا الى تأليف حكومة عبارة عن ثلاثين وزيرا للمرة الأولى إكراما لرضى أصحاب السلاح الغير شرعي لإعطائهم الحصّة الأكبر في الحكومة ليترأسوا سبع عشر وزارة وحلفائهم وقد جاء ذلك بعد تسليم رئاسة البلاد لمن اعتبر أن شهيد الوطن هو فقيد لعائلته الصغيرة ليس إلّا.
كل هذه المآسي وغيها جاءت بعد رحيل أمل لبنان، بعد رحيل من أعاد إعمار لبنان تحت حُجّة بناء الدّولة وكيف بُنيت هذه الدولة؟!
هذه الدولة بُنيت بملفات فسادٍ مُخزية وبنيت بتقسيم للنفط قبل استخراجه، وتلك الخُطى التي يزعم البعض اتباعها من المقرّبين توجهوا بها نحو مهاجمة مملكة الخير مطبّعين مع محاور متّهمة بقتل الحريري ولا زالت تُخفي المُتّهمين حتى اليوم.
رفيق لو كان بيننا اليوم لكان لبنان بألف خير فالذكاء السياسي الذي تمتّع به افتقره وريثه السياسي و مبدأ "الصداقة" الذي حافظ عليه لسنوات تخلّى عنه وريثه بلحظات فعن أيّ وريث يتحدّثون اليوم؟
أعن وريث يشتري الناس ببضع دولارات وليترات من وقود السيارات؟
أم عن أشخاص يكيدون المكائد للحفاظ على كرسي زائل؟
أبرز قتلة الرفيق اليوم يترحمون عليه  كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته موجهين الدعوات اليه لالغاء المحكمة الدولية مدافعا عن حزب الله ولو لم يكن متاحا اليهم وأعوانهم اليوم الحديث لما تفوهوا بالكلام.
علينا اليوم أن نسأل يا رفيق أنفسنا وضمائرنا عن المحافظين على رسالتك ومسيرة الحق الذي دفعت ثمنها دمائك ورفاقك فإكمال المسيرة لا يحتاج الى خطّاب بل يحتاج الى رجال ورجال اليوم أقلة لكنهم موجودين وسيكملوا مسيرتك واضعين استشهادك نُصب أعينهم حتى جلاء الحقيقة، الحقيقة كاملة دون نقصان...

الأحد، 11 فبراير 2018

شبكات اتصال حزب الله... الى الواجهة من جديد

عبير سياج

هي ليست بالقضيّة الجديدة ولا تلك التي التزم بها الجاني بحُكم القاضي ورضخ فيها لدولة القانون، بل إنّها تلك القضيّة التي تمرّد خلالها الجاني على المحاكم والقضاة وأردى شهود الجريمة قتلة وحُراس المجكمة عاجزين أمام سكوت القُضاة واستسلامهم وتسليم الجاني ثوب الحُريّة في التصرّف و"التمديد" تحت عباءة التخّفي والتغطية الغير مُعلنة للدويلة ولمشاريع تضرّ بالدولة الموضوعة بأيدي أعوان الدويلة ورجالهم وحلفاءهم السابقين والجُدد، إنها قضية "شبكة الاتصال الغير شرعية" وبأحرف أخرى إنها "شبكة اتصال حزب الله" التي كانت السبب وراء ظهور السلاح الغير شرعي في عام 2008 والتي وصفتها الحكومة يومذاك بالغير شرعية مؤكدة استعدادها وكما جاء على لسان الوزير العريضي في ذاك البيان "استعداد الحكومة لتزويد جامعة الدول العربية بكافة الوثائق ذات الصلة بهذه المسألة،وبالدور الذي تقوم به هيئات ايرانية على هذا الصعيد" ، إذا انه ليس اعتداء على شبكات اتصال الدولة فحسب بل انه اعتداء على سيادة الدولة التي ارتهنت للتدخل الايراني بلبنان.
وفي جديد هذه القضية عرضت قناة ال MTV خلال نشرة الأخبار المسائية تقريرا عن ظهور امدادات شبكات الاتصال من جديد على الساحة اللبنانية وتحديدا في منطقة الرميلة التي تفاجأ الأهالي بوجودها أثناء مد شبكات المياه ومنها من اكتمل تمديده ومنها قيد التمديد وخلال اعداد التقرير تفاجأ فريق العمل بأنه ملاحق من احدى السيارات الرباعية الدفع ذات الزجاج الداكن ما يوضح تخوّف الجاني ليس من الدولة بل من انفضاح ما يجري تحت عباءات التخفي الموزّعة من جهات باتت معروفة.
هذه الشبكة التي فُرضت على الدولة تعتدي على سيادتها بفعل السّلاح الذي راح ضحيته شباب في مطلع عمرهم حين كان حزب الله يدافع عن تعديه هذا على الدّولة، لكن اليوم القضيّة مختلفة فسكوت أقطاب الدّولة المسؤولين أمام الشعب والمؤتمنين على الدولة يظهر تجاهلهم لهذه القضية التي لم تُتابع كاللازم لإيقاف التعدّي على الدّولة، فحزب الله لا يمكن إلغائه سياسيا لتمثيله فئة من الشعب اللبناني إلا أن ذلك لا يعني وجود استنسابات بيده تخوّله التعدّي على الدولة وأعمدتها بقوة السلاح وسيطرة كذبة الإصلاح واستسلام المستقبل لماضٍ امتلأ كفّه بدماء الأبرياء.
من المؤكد أن هذه الدولة ليست تلك التي يريدها اللبنانيين وأن مشروع الدولة التي حارب به رئيس الحكومة الحالي حزب الله كان فاشلا فقد قام برسمه طفل يلهوا بالألوان ووضعه بين أوراق الرئيس، ومن يؤكد أن الحديث عن هذا المشروع ليس سوى كلام في الهواء لعدم الشعور بالاستحياء من مواجهة شعب آمن به فخذله، وكيف يبرر بكاسيني الذي كان يدافع عن وجود 17 وزيرا لحزب الله وحلفائه في الحكومة الحالية مبررا ذلك بعدم امضاء هؤلاء على أي قرار يخدم الحزب اليوم  لتظهر الشبكة من جديد ويبدو أن أحد هؤلاء الوزراء دس حبوب المنوم للآخرين في زجاجات المياه لتمرير هذه الكارثة.
الأجدى بنا أن نسأل اليوم إن كانت الوثائق التي تحدث عنها العريضي لا زالت موجودة فنحن شعب يرفض تدخل أي دول أجنبية ببلادنا  وإيران لا زالت تتدخل ببلادناوتعتدي على سيادتنا عبر حزب لن يصل الى حجم الدولة لا بقوة السلاح ولا بالسيطرة على رموز الدولة الرسميين ولا باستلامها النسبة الأكبر من الوزارات، هو ملف برسم الدولة هو ملف برسم الشعب فهل من محاسب اليوم أم أن الصقور الحقيقية طارت بعيدا عن قفص الحكومة والمجلس..