السبت، 24 فبراير 2018

مُرَشّحي المُستقبل، رهن استخارة



في ظل اقتراب موعد الاستحقاق النيابي يُخيّم الضباب على أسماء المُرشّحين في دوائر عدّة ومن بينها دائرة البقاع الغربي التي ستشهد معركة شرسة بين أربعة لوائح حتى الساعة وهي لائحة المجتمع المدني التي أُعلن عنها بالأمس، لائحة اللواء ريفي التي لا زالت قيد الدرس، لائحة الوزير مراد والذي حسم موضوع حلفائه وبعض الأسماء على لائحته وأخيرا لائحة المستقبل التي لم تحسم موضوع خياراتها غربيا بعد أن حُسمَ موضوع التحالف مع التيار الوطني الحر على مستوى البقاع الأوسط ليبقى التيار يُصارع نفسه غربيا محاولا حسمَ أمر المرشحين، فالمستقبل الذي أبقى على أسماء مرشحيه القُدامى في دوائر عِدّة وسط كلام عن الإبقاء على مُرشحيه السنّيين القديمين في الغربي جمال الجراح وزياد القادري وسط رفض لأقطاب داخل التيّار الأخير دفعت بوفدٍ من بلديات الغربي لدوس بلاط بيت الوسط ومقابلة الحريري الذي يُعاني من نقص في "عدّة العمل" التي اعتاد تزويد مناصريه وكوادره بها قبيل كلّ استحقاق، في ظلّ تأكيده في خطابه الأخير بعدم وجود المال مع المستقبل مرددا عبارة "ما معنا مصاري"! وبذلك يكون المستقبل في المركز الثاني للأحزاب السياسية الأكثر فقرا في لبنان بعد حزب الله الذي لا يزيد راتب أمينه العام عن 1300 دولار أميركي.
وصل الوفد الى السراي بحضور عميدين متقاعدين لهما وزن في الغربي وصقر من صقور المستقبل له في اللقاءات التي أجراها بكاسيني وأحمد الحريري في البقاع صولات وجولات وتنبيهات وأخ مرشح محتمل لدى لائحة اللواء ريفي،مُحمّلا برفضٍ قاطع لاعادة ترشيح النائبين، بناء على عدم تقديمهما لأي خدمات للبقاعيين وحُصرت الخدمات المُقدّمة بإسم مُرشّح التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور، الأمر الذي أثار موجة تفضيلية سنية لصالحه إضافة لاكتساح اللواء ريفي البقاع حديثا والذي بات يشكّل فيه  حالة جديدة يمثّل من خلالها أقطاب وثقت بالمستقبل يوما ولم تجد عنده شيئا من رؤيتها.
وفي الزيارة قدّم الوفد البقاعي شرحا مُفصّلا للحريري بأنه لن يكون المستقبل بأفضل حالاته، حيث سيتقاسم ثلاث مقاعد مع السني، الدرزي والماروني كما أكّد بأنه يُقدّم ثلاث مقاعد لحزب الله على طبق من ذهب عبر تحالفه المفترض مع الوطني الحر، وهو ما يراه البقاعيون تحالفا غير مباشر مع حزب الله الأمر الذي سيقضي على فرصة الثلاث مقاعد للمستقبل لتنخفض مقاعده الى مقعد واحد فقط، الأمر الذي سيفسح المجال أمام مراد للوصول الى الندوة البرلمانية براحة تامّة.
وبعد العتب على أداء المسؤولين والكوادر وأعضاء المكتب السياسي للمستقبل والمنسّقين وضع الرئيس الحريري على عاتقه تراجع أداء المنسقيات في كل لبنان بسبب غيابه عن لبنان مدة زمنية طويلة دامت خمس سنوات في ظل غياب المال الانتخابي وانقطاع الدعم، ليختم الشيخ وعده للوفد القيام بصلاة "استخارة" على نية التوفيق والتوصّل لاختيار أسماء مناسبة لترشيحها، ليغادر بعدها الوفد ويبقى السؤال الأبرز هل سيستخير الشيخ الله سبحانه وتعالى أم فريقه الذي لطالما أوقعه في حفر التراجع الشعبي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق