الثلاثاء، 10 يوليو 2018

الحروب الاقليمية: من سوريا الى لبنان..



عبير سياج

ها هي الحرب السورية باتت في نهايتها بعد سنوات سيطر بها الدمار على أرضها، وهجّر وقُتل خلالها شعبٌ بأكمله، هي حرب شاركت بها دول كبرى لغايات وحدها تستفيد منها، وبعد اتمام مهمتها ها هي تخرج من المولد مُقسّمة الحمّص فيما بينها.
القرب الاستراتيجي الذي يجمع لبنان وسوريا جعل لبنان بلدا ضمن عاصفة الحرب بدأت بأزمة النزوح الغير مُنظّم التي فاقمت مشكلة الشعبين ولم تنتهِ بمشاركة حزب الله ومكوّنات لبنانية أخرى في الصراع السوري.
اليوم وبينما تتحضّر سوريا لمرحلة إعادة البناء تتجه الأنظار الى لبنان الذي بات يملك كلّ العناوين العريضة التي تؤهله لخوض حرب مُدمّرة. وضع اقتصادي مُتدهور، شعب محقون طائفيّا، بلدات وقرى مقسومة، أحزاب مُسلّحة، أنظمة خارجية في الداخل، وخطابات بلهجة متصاعدة وموقع استراتيجي مناسب لحلّ المشاكل الدولية.
السؤال الجدير هنا هو: هل تقع الحرب عمّا قريب؟
الحرب باتت تبعد قاب قوسين عن لبنان وعن الأطراف المشاركة في الصراع الى جانب الشارع اللبناني، إيران وأميركا الى جانب اسرائيل.
ايران تتحضر منذ زمن لهذه الحرب التي حضّرت لها عبر دخولها للشارع السنّي عن طريق "حزب الله"، فإثر التشتّت الذي تشهده الساحة السنية اقتحم حزب الله عقول الشباب ووضعهم الاقتصادي الصعب ليُزوّدهم بمعاش شهري عبروا من خلاله الحدود الايرانية لتلقّي التدريب العسكري هناك، والمرجع بات رأس الدولة الايرانية وفي لبنان التمجيد لنصرالله.
هذه الحرب التي باتت مؤكدة خاسرها الاكبر الشارع السني الذي لا يمتلك شيئا للدفاع عن نفسه، حتى ان الرصاصة الاولى ستُطلق على رأسه من عناصر الحزب السنية، حيث ان التحضير الايراني لهذه الحرب يتبع تكتيكا مُحكما مفاده القضاء على الجسم السني بجنود سنة وهنا يأتي الدور الكبير الذي تلعبه السعودية ضمن هذا الشارع الذي بات ينتظر اتمام السعودية لدورها بإعادة لمّ شمل السُنّة منعا لأي خرق خارجي باتت تطلع اليه احزاب وتيارات من عدة طوائف بعد نجاح الخرق الذي مارسه حزب الله.
الحقيقة المُطلقة اليوم هي أن المكونين الاسرائيلي والأميركي يهدف الى السيطرة على النفط اللبناني قبل الاستفادة منه، ووضع اسرائيل يدها على الثروة المائية التي شكّلت طمعا قبل ظهور النفط، إضافة لاستكمال اسرائيل تمددها في الشرق حيث أنها لا تكتفِ بالأراضي الفلسطينية المُحتلة.
أمّا ايران فهدفها الاول يكمن في انهاء مشروع دولة الفقيه الذي تعمل على انشائها منذ زمن بعيد.
تبقى السعودية الحريص الأكبر على الدولة اللبنانية التي تربطها بها علاقات تاريخية يحاول البعض الغاءها، فهل سيعتبر اللبنانيون من جيرانهم ام أن عقدة "الأنا" ستدمّر لبنان من جديد، وخاصةً بعد اعلان اسرائيل عبر صحيفة هأرست ان الأسد اصبح حليفها الاستراتيجي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق