الأحد، 7 أكتوبر 2018

هذا هو قاتل الخاشقجي




عبير سياج

لم يمض أيام طويلة على اختفائه حتى ظهر خبر مقتل الصحفي السعودي المعارض الى العلن، متّهمين كُثر في القضية أبرزهم السعوديّة من منطلق أن الخاشقجي كان معارضا (أو شبه معارض) ليس للسعودية إنما لشخص الأمير محمد بن سلمان، ما جعل أصابع الاتهام توّجه الى بلاده رغم أن سلمان أكّد منذ يومين أنه لا يعلم شيئا ولا قنصلية بلاده عن الخاشقجي، داعيا مطلقي الاتهامات الى زيارة القنصلية والبحث بأنفسهم عن الأخير.

متّهمين كُثر في القضية لم تبرز أسماءهم، متّهمين أقرب الى الاغتيال من السعودية التي وان كانت ستتبع سياسة التّصفيات فستتبعها مع من هم أخطر من الخاشقجي على نظامها، ولنفّذت الاغتيال بطريقة لا تُثير الشّبهات في قنصليّتهيا التي سبق وعمل بهما المغدور في واشنطن ولندن، او حتى بطريقة بعيدة كل البعد عن قنصليتها، إضافة الى ان السعودية لن تتبع هكذا أسلوب مع شخص كجمال خارج بلادها ولو أرادت "محاسبته" لن يتجاوز الأمر أكثر من احتجاز.
أبرز المتّهمين في عملية الاغتيال بعيدا عن السعودية (التي يهمّها جمال وسمعتها في الوقت عينه)، من انتقدهم جمال من إخوان (قطريين) إضافة لايران العدوّ اللدود للسعودية والتي تعمل ليلا نهارا على ايجاد ثغرة تجعل بها هذا البلد محطّم وسيء السمعة دوليا، ولا يمكن استثناء تركيا التي وقعت عملية الاغتيال على أرضها وجعلت منها مادة دسمة للاعلام خلافا لجميع الاغتيالات التي وقعت داخلها في وقت سابق.

انطلاقا من الحملة الاعلامية الممنهجة والتي قادتها قناة الجزيرة منذ لحظة اختفاء الخاشقجي تولد  علامات الاستفهام في القضية، التي تظهر حقيقة واحدة لها اليوم هي أن الخاشقجي ضحية "الكيد السياسي" ودمه ثمن لتصفية حسابات دول والانتقام من بلده عبر تدمير سمعة هذا البلد.
ومن خلال هذه القضية تظهر علامة استفهام جديدة تتمثّل بما يلي:
هل سيكون الخاشقجي الضحية الوحيدة وسط هذا الاقتتال، أم أن مقتله سيولّد المزيد من العداءات؟



الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

إلغاء لقاء أم حربٌ على سعيد؟!






عبير سياج

لم يعُد قمع الحريّات في لبنان بجديد، حيثُ أنّ الاستدعاءات باتت تنزل على الناشطين كزخّ المطر، و أصبح القمع غيمة عابرة تحاول إخافة كل المتكلّمين بسوادها الغير معهود، إلّا أن الجديد بات منع انعقاد خلوة لجمعية مُسجّلة في الدولة اللبنانية وكان لها العديد من المشاركات في المحافل الوطنية الهامّة.
هي الجمعية التي حرصت على ترسيخ العلاقات بين أطياف المجتمع اللبناني فوضعت اولى أهدافها التواصل والجمع ما بين أطياف المجتمع فقررت أن تكون خلوتها لهذا العام (على غير عادة)في عاصمة بلدها الذي أحبّت بعد أن كانت تعقد سنويا في كسروان،فكان كل شيء سارٍ على خير ما يُرام إلى حين الاعلان عن موضوع اللقاء الذي سيُعقد (رغم أنف الرافضين) تحت عنوان "رفع وصاية ايران عن القرار الوطني".
الأمر سبّب نوعا من الصدمة للمجتمع اللبناني الذي كان لا يزال مؤمنا بنظرية "لبنان الحر"، إلا أنّ هذا الإلغاء المُكره بات سببا اضافيا لإعادة اللبناني التفكير مرتين قبل نطق كلمة "حرية"، لكن ما السبب وراء الغاء انعقاد الخلوة؟
ان تعمقنا في الموضوع فإننا نجد أحد هذين السببين الذي لا ثالث لهما:
الأول السيطرة الايرانية على لبنان بكامل مفاصله بدءًا من العهد وصولا الى أصغر إداراته الرسمية(بحسب ما ترى سيدة الجبل) ، أو أن الدولة بأطيافها الغير معلومة لا زالت مكملة بحربها على النائب السابق "فارس سعيد" الذي استخدمت معه هذا الاسلوب قبيل عقد المؤتمر العام لحركة المبادرة والذي ألغي بنفس الظروف، على اعتبار أن "سعيد" يُشكّل فرداً أساسيّا في اللقاء.
أيّ كان السبب أو الغاية فهي لا تبرّر الوسيلة، على اعتبار أن دستورنا ضامن للحريّات، لكن على "سعيد" أن يعي بأن ما من أحد يطبّق الدستور الا في البنود التي تأتي على هواه،وبالتالي فإن كلام الأخير عن أن العهد يجب أن يكون حاميا للحريّات سيبقى كلاما في الهواء ولن يلقى لآذان المعنيين سبيلا..