الأحد، 25 مارس 2018

الحريري يفشل باستخدام خطاب ريفي في طرابلس


عبير سياج


أطلّ وجه السعد من الشمال، من قلب الشمال، من طرابلس الأبية بخطاب شديد اللهجة ونبض مرتفع أشعر المستمعين أن ذاك الذي يتكلّم ليس سعد الدين، فسعد الذي كان يتهم البعض بالشعبوية وباستخدامهم الكلام التحريضي او التجييشي لشدّ عصب الشارع استخدم أسلوبهم لكن بخطاب تمثيلي فدولته لم يعتد على هذا الخطاب وهكذا خطاب ان ألقي في مثل هذه الفترة بالتحديد فقط لا غير يُعتبر تمثيليا أما عن الذين استخدم الحريري خطابهم فهم كانوا منذ ظهورهم الأول يتحدثون به لأن هذا هو أسلوبهم وما يوجد بداخلهم من خوف على الشمال والمظلومين والطائفة بشكل عام.
لقد كان من المُتوقّع أن يكون خطاب الحريري عالي السقف من الشمال التي وجّهت إليه صفعة قاسية في الانتخابات البلدية الأخيرة وراح يتحالف مع الخصوم لضرب ابن البلد، الا أن الطرابلسيين حينها فضّلوا من عايشهم وعاش معاناتهم وتربّى في أزقّة حاراتهم، على من عاش في قصور الخليج وقضى صيفه على ضفاف نهر السين، فهل يمكن لزعيم لا يعرف كم يبلغ ثمن الرغيف أن يشعر بمن يعانون يوميا من الضيق، وكيف للشعب أن يُصدّق خطابا ممكن أن يتريّث ناطقه ويعلّق حروف ما نطق به خلال فترة صغيرة لا تتعدى السابع من أيار.
سنوات بقيتم في الحكم يا دولة الرئيس بناء على اتفاقيات خلف الكواليس فما الذي قدمتموه لطرابلس وغيركم قدّم عبر بلديته عدّة مشاريع كحلول لمشاكل أنهكت الطرابلسيين فشتّان بين من يعمل على الغاء جبل يأتي بالأمراض للطرابلسيين وبين من يعمل على اغلاق جبل وفتح آخر دون الالتفات الى طفل او امرأة او شيخ من المصابين بأبشع الأمراض بسبب اهمالكم، وشتان دولتك بين من يعمل لإنارة مدينته وسط التوفير وبين من يجلس مع الخصم العتيد لإمضاء صفقات كهرباء باهظة التكليف.
دولتك إن كان من يجلس حولكم في المجالس يسمعكم ما تريدون فقط وإن من وصفتموهم بقلة الوفاء وقلتم أنهم يخوضون الانتخابات ضدكم قد أعلنوا منذ أسابيع أن معركتهم ليست معكم، وان كنتم قد أصبحتم من الذين يسمعون ما يريدون ويطلقون السهام دون أن ينتظروا مقاومة من المتلقين فذلك أصبح كلام آخر، أما إن كان الموضوع متعلق بالاستفراد بالحكم حتى حين يكون السباق ديمقراطيا فنحن نفهمكم لأن من يعاشر القوم أربعين يوم يصبح منهم وأنتم منذ أشهر تعاشرون سبعة عشر وزيرا تابعين لحزب الله وحلفائه.
دولتك العفو العام حقّ مشروع فالمئات في السجون يقبعون دون أي محاكمة، والمئات عذّبوا ونكّل بهم تحت اشراف أقرب المقرّبين اليكم ونحن وإياكم نعلم أن القانون الذي أطلقتموه لم يُطبّق الّا في مناطق دون أخرى، دولتك فقط للتذكير اسألوا إعلامكم الجليل علّه يذكّركم من الذي سمح بخروج الارهابيين وجعل نصرنا ناقصا مُهين.
دولتك اسمح لي أن أحيطك علما أن السنّة في لبنان حرف ممحيّ من أبجدية الكثيرين وليس فقط حرفا ناقصا، فالسجون يملَؤها المظلومين من أهل السُنّة، والوظائف تؤخذ من درب ابناء السُنّة، والذنب في كل خطأ يحدث هو ذنب السُنّة، أعذر وقاحتي ان سألت لكن ما الذي قدّمته للسُنة وأي كرامة تحفظ بها طرابلس وأهل السنّة وأنت تتحالف مع من اتهم السُنّة بالارهابيين..
دولتك هل لك أن تُحدّثنا ما الذي تعرفه عن معاناة السنّة في لبنان،رجاء ان كانت معرفتكم لهذه المعاناة كمعرفتكم لثمن الرغيف الأفضل لنا ألّا نسمع ما بجُعبتكم من كلام وتبرير..

الجمعة، 23 مارس 2018

معارك ووعود، انتخابات "كذبوا وسلّونا"

عبير سياج

"عجقة انتخابات" عبارة لم يسمعها اللبنانيون منذ زمن ومع ذلك تفضل النسبة الأكبر منهم عدم سماعها، فزحمة الانتخابات ما هي الا زحمة كاذبة لا افادة منها لأي مواطن، فالنائب المرشح لا يتذكرهم الا في هذه الفترة لينساهم فيما بعد سنوات، وعود وعهود وكلام في الهواء وحروب باردة جنودها أبناء البلد الواحد وكل ذلك لأجل عين المرشّح.
كلام موزون ووعود إنمائية صدرت عن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير إرضاء للشارع البعلبكي الذي قابل مرشحي الحزب برفض كبير وامتعاض واضح في العلن، وكأن الحزب لم يكن على مدى سنوات داخل المجلس وضمن الحكومة يطلق حروبا على خصومه ويمنع قيام دولة قانون ويحلّ محلّ الجيش ويمارس الأعمال الارهابية في الداخل السوري، كلام نصرلله الذي أخفى حقده على فئة من اللبنانيين جعله سفيرا للنوايا الحسنة في لحظات لكنّ شيئا لا يمكن أن يمسح الحقد على كل من يقول "لا" في وجه الحزب حتى وان كان من عائلة دفعت دماء لأجل عيون السيد، لكن هذه الفترة كل شيء يُبيّت الى ما بعد الانتخابات والصوت التفضيلي يستحقّ التّضحية.
في البقاع كذلك تبرز لائحة الوزير السابق عبد الرحيم مراد الاشتراكي صاحب أكبر المؤسسات البرجوازية في لبنان ويستفيد منها في الغالب من هم فوق الطبقة المتوسطة، العروبي الذي لم يحدد موقفه من التمدد الايراني السياسي والعسكري في وطننا العربي، طيب القلب نعم لكن طيبة القلب لا تصنع مشروع سياسي ولا مشروع دولة، مراد قدّم فعلا  العديد من المشاريع التربوية التي تضم آلاف الطلاب وتحتضنهم بعد دفعهم رسوم تسجيل طائلة التكلفة الا من يحصل منهم على منح دراسية من شركات او جمعيات او من ادارة الجامعة لنسبة صغيرة من المتفوقين علما أن جميع هذه المؤسسات والتي تحمل شعار الغد الأفضل كانت في الأصل مشاريع لخدمة الطلاب المسلمين وتقديم التعليم المجاني لهم بدعم من الراحل مُعمّر القذافي،وعن اليتامى الذين يقبعون في مركز دار الحنان فلكل منهم كفيل والمساعدات تصلهم من جميع أهالي المنطقة على مختلف انتماءاتهم.
وفيما خص الانتخابات برز خوف مراد من موضوع الاصوات التفضيلية ليصل به الأمر الى عدم ترشيح أي سني آخر معه في اللائحة كما أن أوساط مراد بدأت بإطلاق حربا على المستقبل مفادها أن "حزب الله" يتعاون مع "المستقبل" من تحت الطاولة لإلغاء مراد "المدعوم من الحزب وحركة أمل" وتأتي هذه الشائعات بعد ملاحظة مراد أن أهالي منطقته يرفضون ترشحه بسبب قربه من خط "حزب الله".
 في المقابل يفتح المستقبل جبهات على أكثر من صعيد بعد تبنيه ترشيح محمد القرعاوي المرشح السابق لعبد الرحيم مراد وصاحب الحركة النضالية مع حركة فتح القرعاوي الذي قدم خدمات لبعض البقاعيين في مشفاه الخاص لا ينسى أي من البقاعيين انتمائه السابق رغم تأكيده الحالي أنه لم يكن يوما مع النظام السوري، وقد أنقذ المستقبل نفسه من غضب مؤيدين كانوا مرشحين بعد وعود لبعضهم بوزارات مستقبلية وتعيين آخرين كمستشاري مناطق، المستقبل يواجه كذلك معركة على صعيد لبنان عرّابها "عقاب صقر" الذي بفضله ربح المستقبل معركة سحب ترشيحات لصالحه من قبل مناصرين مصوبا سهامه نحو هاجس المستقبل الأبرز اللواء ريفي فاكتسب سحب الترشيحات الفعلية والوهمية التي لم تُقدّم أصلا، فهل السبب وراء هذه الانسحابات المفاجئة هو نفسه السبب وراء خروج عدد من المناصرين لريفي من صفوفه والالتحاق بصفوف الحريري،حيث يدفع المستقبل الغالي والنفيس لهم لكسب انضمامهم اليه بعد الحالة الشعبية التي مثلها ريفي مؤخرا والصدمة التي أصابهم بها في الانتخابات البلدية.
المعارك الدائرة في المناطق مستمرة وستلبس ثوبا جديدا مطلع الأسبوع المقبل حيث ستتوضح صورة التحالفات وستقفل اللوائح بصورة نهائية والمخالفات بمختلف عناوينها ستزداد بدءا من الانفاق الانتخابي وصولا لانتهاك القوانين والانتهاكات الاعلامية وغيرها،والمخالفات لا يمكن محاسبة مرتكبيها فالمرتكب يشكل المرشح والمرشح هو النائب والوزير الحالي فعلى الانتهاكات السلام وليكن الله بعون لبنان.

الخميس، 15 مارس 2018

التحضيرات لاستقبال الحريري تطيح بالقانون بقاعا

عبير سياج



إنه الأمين، الّذي بات يطلّ علينا كثيرا في الآونة الأخيرة فحضرته زارنا أكثر من مرّة مؤخرا وتأتي زيارته هذه لتكون بركتنا الأولى خلال هذا العام، وعليه يحقّ لنا كتيّارٍ يُمسك بوزارة الداخلية أن نقفز فوق القانون بعلوّ بيانٍ واحد أمام العلن، وباقي القفزات المُنفّذة فوق القانون سنلبسُها عباءة الإخفاء.

لا بد أن هذه الكلمات هي أوّل ما خطَر ببال أعضاء المكتب السياسي في تيار المستقبل الذي بدأ بالتحضير مُنذُ أيام لإستقبال الأمين العام أحمد الحريري في البقاع، لكنّ حَدَثَ ما لم يكُن بالحُسبان فمنسقية المُستقبل أجرت اتّصالا ببلدية الصويرة لاستقبال الأمين، وهو أمرٌ مخالف للقانون وللمادة 77 الصادرة عن وزارة الداخلية، والتي تقضي بمنع استخدام المرافق العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات والجامعات والكليات والمدارس الرسمية والخاصة ودور العبادة لأجل إقامة المهرجانات وعقد الاجتماعات واللقاءات الانتخابية والقيام بالدعاية الانتخابية، وهو أمرٌ نفاه أمس عضو المكتب السياسي وسام شبلي خلال برنامج الحدث مضيفا أن الأمين العام أينما يحلّ منازله والصويرة بأكملها تفتح لها أبوابها، شبلي أخطأ في تصريحه فقد أكّد رئيس البلدية وأحد أعضائها هذا الطلب الموجّه الى البلدية عبر منشور على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك"، لكن امتعاض أكثر من عشرة أعضاء بلديين حال دون استقبال الأمين في البلدية، فما كان من المنسقية سوى التوجّه الى مدرسة المقاصد في الصويرة والتي جاء رفضاً قاطعا عبر رئاسة الجمعيةلأي استقبال في حرمها، كما غاب عن بال شبلي وجود نسبة كبيرة في بلدته ترفض دخول الأمين اليها، وكانت تعمل على الغاء هذه الزيارة منعا لأي تصادم بين أهالي البلدة الواحدة.
المستقبل لم يستسلم والأمين يتّجه نحو بلدة الصويرة غدا الجمعة ضمن جولة بقاعية يقوم بها وتمتدّ على مدى أيام، وقد رَسَى الاختيار على متوسطة الصويرة الرسمية لاستقبال الأمين بدَعوة من  تيار المستقبل وبلدية الصويرة باستثناء عدد كبير من أعضائها وفق ما جاءت الدعوة عبر مكبرات الصوت التي جابت الصويرة، المستقبل قد استحصل فعلا على إذن من وزارة التربية والتعليم العالي تحت إسم قطاع الشباب، لكن طلب الإذن جاء تحت إسم "نشاط ثقافي" يقيمه شباب المستقبل لتطوير مهارات وقدرات شباب البلدة في ملعب المتوسطة الرسمية، والمخالفة هنا لا زالت موجودة مرفقة بمخالفة ثانية للمادة نفسها حيث لا يجوز لموظفي الدولة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات ومن هم في حكمهم الترويج الانتخابي لمصلحة مرشح أو لائحة، وعليه أوضح رئيس البلدية أن لا علاقة له بموضوع زيارة الحريري لا من قريب ولا من بعيد، والتنظيم جاء من قبل تيار المستقبل والنشاط سياسي وليس ثقافي، وحسب الرئيس فقد طُلِبَ منهُ إقامة المهرجان أمام البلدية لكن الطلب قوبِلَ بالرفض لمعرفة الرئيس المسبقة بالقانون واحترامه له، إلا أن التصريح لم يكن دقيقا بالمعنى الكامل فقد قام شرطي من البلدية بمرافقة سيارة تابعة للمنسقية لتعليق يافطات استعدادا للاستقبال في بلدة الصويرة بلباسه الرسمي وسيارة العمل التابعة للبلدية.

من الطبيعي أن يُقيم المستقبل وأي تيار آخر المهرجانات الشعبية وهو حقٌّ له كتيار سياسي، خصوصا قُبيل الانتخابات النيابية فهذه المناسبات باتت لا تقام الا في الفترة السابقة للانتخابات، لكن من المؤكد أنه لا يحق لأي كان القفز فوق القانون لا بغطاء ولا من دون غطاء ولا يحق لأي كان التذاكي على الدولة، والغريب أن أكثر التيارات السياسية التي التزمت في الماضي بالقوانين واحترمت الدولة باتت تفصّل القوانين على مقاسها تحضيرا للمعركة الانتخابية، والمثير للتساؤل هو عدم إقامة المهرجان في أحد المجمعات التي اعتاد المستقبل إقامة المناسبات والاستقبالات بها بقاعاً، وآخرها استقبال الأمين للمندوبين مساء اليوم، ومن المُحتّم أن رئيس الحكومة بات بعيدا عن تصرفات كثيرة تُمارس من قبل قيادات تياره باسمه وحتى بعض من جمهوره، فهل سيصل الأمر اليه ويتصرّف؟

الجمعة، 9 مارس 2018

اللوائح الخمس البقاعية شبه محسومة والمستقبل يتأرجح


عبير سياج


بعد إغلاق أبواب الترشيحات للانتخابات النيابية 2018 اتّجهت الأنظار نحو الأسماء المرشّحة في كلّ دائرة من الدّوائر، وبات المواطن ينتظر السابع والعشرين من هذا الشهر وهي المُهلة الأخيرة لوضع اللوائح الانتخابية حيث سيتعرّف حينها على مرشّحيه المؤكّدين فباب الترشيحات أُقفِلَ على 976 مرشّحا منهم من باتت أسماؤهم ضمن اللوائح في وزارة الداخلية منذ أيام وهم مُرشّحي الثنائي الشيعي في الدوائر التي سيخوض بها الحليفين المعركة الانتخابية، وهي معركةٌ تجزُم جميع القُوى على أنها ستكون معركة "كسر عظام" خصوصا من قبل بعض المُرشّحين عن دائرة البقاع الغربي التي ستشهد معركة  بين خمس لوائح وهي لائحة المُجتمع المدني الذي أكّد أنّه ماضٍ في لائحته المُقرّرة بعد أنباء عن "فرط" اللائحة،لائحة اللواء أشرف ريفي الذي يخوض المعركة الانتخابية للمرّة الأولى والتي باتت جاهزة بانتظار اعلانها فور عودة الأخير الى لبنان، لائحة الوزير عبد الرحيم مراد حليف "حزب الله" البقاعي وممثلها سُنيّاً وهي أيضا لائحة باتت محسومة من حيث المرشّحين، لائحة الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يخوض معركته البقاعية للمرة الأولى أيضا وأعلن اسم واحد من مُرشّحيه عن المقعد الدرزي بانتظار استكمال الاعلان عن اللائحة كاملة، وأخيراً لائحة تيار المُستقبل التي اكتسحت بمُرشّحيها المقاعدُ النيابية في السنوات الأخيرة وقد حسم المستقبل أمره في الساعات الأخيرة الماضية بعد مواجهته لصعوبات على مستوى المقعدين السنيين استعدادا للاستحقاق القادم.

ففي حين أبقى المستقبل على مرشحيه عن كل من المقاعد الدرزية،الشيعية الأرمن واختار اسما جديدا لمقعد الروم الأرثودكس قد واجه صعوبة مُعيّنة في حسم أمر مُرشّحيه السُنّين وأسماء المُرشّحين المُقرّبين من المُستقبل خيرُ دليل على ذلك، فالمستقبل الذي لاحظ امتعاضاً من الساحة البقاعية على نائبيه الحاليين زياد القادري وجمال الجرّاح حاول استبدالهما بشكل لا يؤثّر سلباً على المُستقبل ويحول دون كسب أصوات المقرّبين من النائبين، فالقادري يتمتّع بحيثية عائلية كبيرة على مستوى معظم البلدات البقاعية التي تضمّ بأغلبيتها أفراد عائلة القادري، أمّا الجرّاح الوزير والنائب لهُ أيضا حيثيته العائلية ويُعتبر مُقرّبا من عائلته بشكل أكبر من القادري الذي لم ينشأ في البقاع وقلّما التقاه البقاعيين الذين يُجمعون على عدم تقديم الخدمات من قبل الأخير خلال سنوات وجوده في البرلمان، المُستقبل الذي اتّخذ قرارا باستبدال اسم الجرّاح بالقرعاوي مقابل تسليمه وزارة في الحكومة القادمة، علماً أن هذا الترشيح ليس الأوّل للقرعاوي الذي خاض المعركة السابقة الى جانب الوزير السابق عبد الرحيم مراد وبهذا يُبقي المُستقبل على رضى الشارع الجرّاحي، وحتى الساعة يبقى اسم المُرشّح علي الحاج المُقرّب من الرئيس الحريري الى حدّ كبير خارج المعادلة المستقبلية الا إذا طرأ جديد وتم استبدال القادري به.

المُلفت أنّ استبعاد اسم الجرّاح  عن المعركة بات مؤكدا، في ظلّ تمتّعه بنفس حيثية القادري العائلية ويبرز اسمه في المحافل والمناسبات بنسبة أكبر من تلك التي يبرز بها اسم القادري فهل الذي دفع قيادته للتخلي عن اسمه في المعركة هو تصريحه خلال فترة الأزمة الحريرية/السعودية عن أنّ خياره سيكون نفس خيار السعودية، وسيمشي في طريق ريفي إذا أرادت ذلك..

اذا وضع المُستقبل لا زال مُتأرجحاً نوعا ما بالرغم من أخذ الصورة التذكارية للمرشحين صباح اليوم وتدخل التحالفات ضمن لعبة التأرجح هذه فهل سيُحسن المستقبل الاختيار ام أنّه سيُعيد تكرار ما قام به من سنوات حيث سيُعيّن أشخاصا لا يتمتّعون بالوعي الخدماتي وهل سيعيد البقاعيون وضع ثقتهم بالمستقبل أم أنهم سيتوجهون نحو اللوائح الأربعة الأخرى،الجواب في السادس من أيار وإنّ عداً لناظره قريب..

الخميس، 8 مارس 2018

مرشّحين بنكهة أنا أو لا أحد

عبير سياج

يبدو أنّ جنون العظَمَة بات ينتقلُ من بعضِ القوى السياسية إلى آخرى، وباتت الأنا تُسيطر عليهم وكأنّهم لم يخرجوا من عمر الطفولة الذي تسيطر به هذه الحالة النفسية على الإنسان وهي حالٌ طبيعية لكنها غير مقبولة في السياسة فما من أنا سياسية وحين تسيطر هذه الحالة على الأحزاب والقوى فإنها تصبح تهميشا ومُحاولة لتغيير نظامٍ بأكمله خصوصا في لبنان بلدُ الديمقراطية الذي يحاول البعض تحويل نظامه من ديمقراطي لدستوبي وهم يخاطبون بالديمقراطية والحرية.
في لبنان بلد التعدّدية يرفض تيارا سياسيا بجميع أقطابه فكرة تواجد غيرهم على الساحة السياسية،وطبعا ليس أي أحد بل وجود شخص قوي لم يستطع جموع القوى كسره فسحقهم وحيدا ديمقراطيا،تلك الصدمة التي حدثت في احدى المُدن التي شكّلت خزانا لتيار المستقبل وكانت الداعم الأول له باتت تشكّل قلقا فعليا لهذا التيار ودفعت بأحد مرشحيه للمحاضرة في هذه المدينة متحدّثا عن إنجازات لرئيسه وأحجُر أساس وضعها في مواجهة  سلاح "حزب الله " الّذي شرّعه الحريري بشكل غير مباشر لحظة سماحه لحزب مُسلّح بحماية "إرهابيين" وإخراجهم من جرود رأس بعلبك لحظة اقتراب الجيش من تحقيق انتصاره العظيم،وأحرقت قلوب أمهات خسروا أبناءهم على أيدي "دواعش" ورأوهم يخرجوا بحماية "حزب الله" وسماح من رئيسك الذي واجه هذا السلاح على حدّ تعبيرك، إنّ ما تسميه سياسة خشبية يا حضرة المُرشّح نحن نراها قوة الإعتدال واعتدال القوة، في بلد يهيمن عليه السلاح الغير شرعي الذي سلّمتم أمرا لوجوده،في هذه الخشبية فرصة للوقوف في وجهه وإيصال صوتنا للمجتمع الدولي حيث سنجد آذانا صاغية، مؤتمراتكم التي تتحدث عن أنها مواجهة لسلاح حزب الله أثقلت موازنة الدولة بعجز تاريخي وذو مستوى عالمي لم يسبق له مثيل في دولة لا يتعدى عدد سكانها أربعة ملايين نسمة وما زالت باريساتكم تغرقنا في الديون، ولا زلنا يا حضرة المُرشّح أمام مواجهتكم العظيمة لحزب الله أنتم وسبعة عشر وزيرا للحزب وحلفائه، كلّه فداء للكرسيّ العظيم على مدى عهد كامل..
من يطعن بالظهر يا حضرة المُرشّح ليس الذي يتخلّى عن كرسي لأجل حقّ شعب،بل من يتخلّى عن شعب من أجل كرسي، وكي لا يشكّل سؤاليك مصدرا ثانيا لآلام الرأس الى جانب الآلام الناتجة عن قلق المواجهة، اسمع لي أن أجيب عنهما..
يا حضرة "المُرشّح" أنت الصحافي المُثقّف أعلم الناس عن ديمقراطية لبنان وبأسلوبك تمسح جميع معالم الديمقراطية، المناطق السنية ليست حكرا على أحد لا على تيار ولا على حزب ولا على نوّاب سابقين لم يقدّموا شيئا لمناطقهم ومُرشّحين حاليين وجوههم الديكتاتورية مكشوفة حتى قبلَ وصولهم لمقاعد السّلطة، واللوائح التي ستُكشف الستارة عنها في أقرب وقت تشكّل أملا للّذين ملّوا تمديدكم تحت حُجج وأسباب لا وجود لها، فهل يُعقل يا حضرة المُرشّح أن تحوّلوا تنفيس خوفكم من أسلوب التمديد الى أسلوب توجيه الاتهام لمن هم في مواجهتكم في اللعبة الديمقراطية بتقديم خدمة لحزب الله، أوليس أجدر بك اتهام من وافق على هذه القانون بتوجيه الخدمة الأكبر لحزب الله؟
ختاما يا حضرة المُرشّح، تقبّل الآخر ليس بعيب بل انه واجب على كل الفئات وان كنت تتّبع هذا الأسلوب منذ اليوم ما الّذي تخبّئه لنا إن وصلت الى المجلس، دعك من هذا الأسلوب ومن تبنّي أساليب قوى دخلّت يوما الى مكان عملك وأحرقته، تقبّل الآخرين فضيلة ومحاولة الغاء ديمغرافية هذا البلد جريمة دعك من تلويث يديك بها أنت وجميع من يساركك آراؤك.

السبت، 3 مارس 2018

تقارب بين بري والسعودية

عبير سياج

لا بدّ أنّ الزيارة التي قام بها الوفد السعودي الى لبنان اول من أمس ليست الزيارة الأولى لموفدين من المملكة التي تحجز للبنان مكاناً خاصّاً في قلبها، غير أن الزيارة التي حظيت بتغطية إعلامية محلية ودولية كبيرة هي بالفعل زيارة استثنائية، حيث أنها الزيارة الأولى التي قام بها وفد رسمي بعد تراجع الحريري عن استقالته التي أعلنها من مملكة الخير بخطاب شديد اللهجة أرضى السعوديين قيادة وشعبا وقسم كبير من الشعب اللبناني وأثار نقمة الطّرف الخصم الذي استهدفه بيان الحريري اللاذع، والمُلفت أن الزيارة التي خصصها الوفد للبنان لم يكن الهدف منها تمويل المؤتمرات الدولية التي تنظمها الدول المانحة لمساعدة لبنان على الصمود في وجه الأزمات التي يواجهها فحسب بل إن توقيت الزيارة التي جاءت بعد ذكرى الرابع عشر من آذار والتي أظهرت الصعوبة التي يواجهها الحريري في إعادة صفوف الرابع عشر من آذار الى سابق عهدها خصوصا بعد انسحاب بعض الشخصيات البارزة في صفوف المكوّن الأساسي لقوى ١٤ آذار، هي زيارة جاءت في وقتها وسط افتقاد التمويل الذي لطالما زوّدت به المملكة المؤتمن على إرث الحريري والسعودي.
استهلّ الوفد زيارته في القصر الجمهوري فالتقى رئيس الجمهورية مدّة لا تتعدى العشر دقائق وهو أمرٌ ترك العديد من علامات الاستفهام لدى معظم الأقطاب الداخلية، فالزيارة القصيرة أظهرت وجود رسالة لدى الوفد قصّها على مسامع رئيس الجمهورية بكلمات قليلة مقتضبة.
بعد شبه الزيارة لرئيس الجمهورية أكمل الوفد السعودي زياراته فتوجه للقاء الرئيس برّي الحليف المعتمد لحزب الله في الانتخابات النيابية المُقبلة والذي يشكّل هامة وطنية كبيرة فوصف بري زيارة الوفد بعد لقاء الاربعاء بالايجابية حيث قال أنها زيارة ودية تسعى لترميم العلاقة مع لبنان ولفت الى ان الوفد سيُكمل زيارته الى لبنان لاتمام لقاءاته التي قطعها لاستقبال الحريري في السعودية، فمحى بذلك الاستفهامات التي وُضعت حول عدم زيارة العديد من الأقطاب التي تملك وزنا سياسيا على الساحة اللبنانية،لا بد ان هذا  الأمر الذي يُظهر التقارب والايجابية التي اتّصف به لقاء الطرَفين مع العلم ان السعودية تضع نقطة سوداء على حزب الله "حليف بري"  كقوى ايرانية داخل لبنان ولطالما انتقدت سلاحه الغير شرعي وشكّل مشكلة وعائق أمام تمويلها للجيش اللبناني.
التقارب بين السعودية وبري الذي ظهر في تصريحه عن عودة الوفد الى لبنان وتكلمه بإيجابية عن الزيارة مهم جدا بالنسبة للبنان الذي لطالما دعمت السعودية القوى الشرعية فيه وساعدت في نهوضه من أزمات كبيرة فبحكمة بري تلك سيحضى لبنان بدعم كبير بغض النظر عن التحالف الانتخابي بين بري وحزب الله وسيشكل الرئيس بري وسيط مهم على هذا الصعيد خصوصا في ظل الفتور الذي بدا واضحا بين الوفد والرئيس عون،الذي يبدو أن السبب ورائه هو دعم الرئيس لسلاح حزب الله بشكل علني جاء على لسانه في عدة مقابلات صحافية.
لا بد ان بري خلال لقائه السعوديين كان له موقف من سلاح الحزب فبري الذي يملك سلاحا كحزب الله بل وأكثر من سلاح الحزب لا يظهره في الشارع اللبناني منذ فترة طويلة ولا يتوجه به نحو سوريا للدفاع عن الأسد الذي يعتبره السعوديين مشكلة مصدر لعدم الاستقرار وابنا بارا لايران الذي يجمعها بالسعودية تاريخ من الصراعات، ولم يشكل بري بالنسبة للوفد مصدر جيش تنشئه ايران في الشرق لتنفيذ مشروع ما ولا شكل الوفد لبري منفذا لصب نزاعات لا وجود لها بين البلدين.
التقارب بين الطرفين يُظهر أن السعودية تُشكّل داعما أساسيا للبنان وأن المشكلة مع حزب الله ليست مشكلة طائفية كما يُحاول البعض توصيفها بل انها مشكلة سلاح لا شرعي ومحاولة فرض دويلة ضمن دولة تشكل ركنا اساسيا من الشرق بالنسبة للسعودية واستخدام السلاح لفرض نظرية دولة فارسية في بلد عربي.

الجمعة، 2 مارس 2018

صدقت بحصة ريفي وزياد الى الحرية


عبير سياج

ها هو ملف "زياد عيتاني" يعود الى الواجهة من جديد، فزياد الذي أوقف منذ حوالي الأربعة أشهر من قبل جهاز أمن بتهمة العمالة مع العدو الإسرائيلي، والذي ليبدو أنّه لُفّقت اليه تهمة لا علاقة له بها شملت محاولة اغتيال كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي كان زياد مقربا منه بشكل ما الأمر الذي سبب صدمة حينها لشارعه، لكنّ الصدمة الأكبر اليوم توجد في قلب زياد فهو المُخرج الأوّل وجد من هو أنجح منه في الإخراج وكتابة "السيناريوهات" التي أشغلت الرأي العام على مدى أشهر.
عاد ملف زياد عيتاني الى الواجهة من جديد بعد نشر الصحفي فداء عيتاني سلسلة مقالات على مدوّنته الخاصّة وهو الذي لا تجمعه معرفة شخصية بالمُتّهم تناولت معلومات واردة على لسان أحد أقرباء زياد أضهرت أنّ زياد تعرض للتعذيب والضرب وهو ما أجبره على قبول الاتهامات المُنسبة إليه،وكانت "البحصة" الّتي فجّرها اللواء أشرف ريفي خلال مقابلته على تلفزيون الجديد مع الإعلامي جورج صليبي خلال برنامج "الأسبوع في ساعة" سببا في إعادة فتح ملف عيتاني أيضاً، فقد صرّح حينها أن القضية هي قضية تشابه أسماء حيث أن أحد الأجهزة السياسية قد قام بفبركة الاتصالات لإدانه أحد الصحفيين المُقرّبين منه، ويدخل ذلك ضمن الحملة التي يشنّها البعض لتشويه صورته.
استلمت شعبة المعلومات قضية عيتاني وأعادت فتح التحقيقات وعلى إثر القضة أوقفت الشعبة المُقدّم سوزان الحاج حيث نقلتها من منزلها الى مبنى الشعبة لاستكمال التحقيقات، التي أعلن أنها ستطال أشخاصا آخرين تعاومنوا على فبركة الملف، وتبيّن أن الحاج استخدمت "هاكر" عمل على فتح حسابات وهمية استُخدمت ضمن الملف المفبرك.
إذا ها هو زياد يخرج بريئا ومن أدانه بالأمس يعتذر منه اليوم بإسم اللبنانيين أجمعين ويفخر بوطنيته، وفعلا كم لنا الفخر بوطنية زياد لكن من يحمي جميع اللبنانيين الرافضين للسلطة الحالية والمُقرّبين من رموز معارضة لها من هكَذا تُهم..
لا بدّ أن زياد سيخرج من خلف القضبان نحو سماء لبنان علّه يعبُر من خلال سمائه نحو وطنٍ يُحترم به الإنسان ولا تُلفّق له التّهم تحت حُجة تشابه الأسماء، أسماء أشخاص مقرّبين من مُعارضين آمنوا برسالة وطن وحملوا همّه حتى بعد انتهاء خدمتهم ضمن صفوف حُماة الوطن، فخرج ليجد عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية يُضيّعون البوصلة الرئيسية لهذه الأجهزة ويُذهبون إنجازات زملائهم هباءً، فالنقاط السوداء تبدو واضحة في الصفحات البيضاء كوضوح شمسٍ عادت لتُشرق من جديد مع رؤية زياد لشمس الحُريّة من جديد.
لا يكفي الاعتذار اليوم من زياد الذي صدّق معظم اللبنانيين ملفّه المُلفّق، فنجن شعب نؤمن بأجهزتنا الأمنية، وكم من أشخاص كزياد يقبعون في السجون اليوم لكن الفرق بينهم وبينه أن قضاياهم غُيّبت عن الرأي العام ومنهم كثيرون قضوا سنوات ظلم بين جدران السجن المُظلمة، فعُذرا لا تكفيك يا زياد اليوم لكن في المقابل هل يكفي الأشخاص الذين ساهموا في إعادة فتح ملفّك من جديد كلمة شكرا، على أمل اللقاء يا زياد لقاء المنتصرين فإنتصارك اليوم ناقصا لحين إيقاف جميع من ورّطوك في ملفّ لا علاقة لك به لا من قريب ولا بعيد..

تحاربه الدولة لبنائه دولة

عبير سياج



عامين مرّوا على تقدم الوزير السابق اللواء أشرف ريفي استقالته من الحكومة اللبنانية وانفصاله عن قوى المُستقبل التي لم تتبنّى استقالته واعتبرت أن كلامه واستقالته لا تُمثّل المُستقبل، الذي كان حينها في طور الحوار مع حزب الله الذي كانت تصرفاته داخل حكومة سلام دافعا أساسيا للاستقالة الّتي شكّلت سابقة في التاريخ اللبناني، فريفي يعدّ الوزير الأول الذي يستقيل من حكومة لبنانية حفاظاً على اعتبارات وطنية رافضا لسيطرة دويلة حزب الله على قرارات الحكومة وتعطيله لملفاتٍ وطنية كان أبرزها تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مرورا بتعطيل احالة ملف "ميشال سماحة" الى المجلس العدلي وصولا الى ملفات أخرى عاينها ريفي وعجز لسانه عن وصفها كما قال، فما كان منه سوى تقديم استقالته والانسحاب من الحكومة متخليا عن كرسي الوزارة ومتوجها نحو كسب ثقة الناس والبقاء عند حُسن ظنّهم، حينها اعتبر عدد من قوى الرابع عشر من آذار أن استقالة ريفي استقالة مشرّفة وحيّوه على تلك الخطوة وكان أبرزهم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع معتبرا أن الأسباب التي دفعت ريفي للاستقالة من الحكومة هي نفسها الأسباب التي حالت دون مشاركتهم في الحكومة من أساس الأمر.

بعد الاستقالة دارت نقاشات حادّة بين مناصري ريفي ومناصري الحريري "المستقبل" الذين اعتبروا أن الاستقالة شكّلت خيانة للحريري الابن، دون النظر الى الأسباب الحقيقة وراء استقالة ريفي فالبعض تبنّى موقف الحريري الذي جاء حينها على شكل تغريدة أعلن في سياقها أن موقف ريفي لا يمثّله وهو ما زاد الشرخ بين الطرفين، فهذه التغريدة كانت كفيلة بإبعاد الرجلين عن بعضهما البعض حتى هذه اللحظة، ولا زال مناصري الحريري يهاجمون ريفي في كلّ فرصة تُتاح لهُم خصوصا بعد الصّدمة التي أحدثها الأخير في الانتخابات البلدية،حينها تحالفت خلالها جميع قوى طرابلس بمن فيهم المُستقبل وألّفت لائحة واحدة في وجه اللائحة التي شكّلها ريفي وحيدا وحصد عبرها الأكثرية الساحقة.

ريفي اليوم يتوجّه نحو خوض معركة الانتخابات النيابية في ظلّ ضغوطات يتعرّض لها هو ومناصروه على شكل خاص، ولا بدّ أن هذه الضغوطات تأتي من الخوف القابع وراء نفوس الخصوم الذين واجهوا اللواء في المرة الأولى وكانوا الخاسر الأكبر، إلا أن جميع من يطّلع على برامج ريفي اليومية يرى أن هذه الضغوطات تزيده إصراراً وعزماً بسيره في مشروع الدولة فنراه يمشي مرفوع الهامة دون الالتفات الى الوراء خطوة واحدة فمشروع الدولة يحتاج الى نظرة نحو الأمام بعيني صقر حادة البصر وهو ما امتلكه ريفي واكتسبه خلال سنوات في خدمة الوطن، وخلال الاطّلاع على مشروع بناء الدولة لا بدّ أن يصادف المطّلعون الأبواق المأجورة التي تهاجم ريفي وتستخدم بلدية طرابلس كورقة خاسرة، لكن هل يعلم أولئك أن بلدية طرابلس التي تأخرت عن البدء بالعمل على حد تعبير ريفي بنفسه وقدّم لها عدة إنذارات في وقت سابق للمباشرة بتقديم ما يلزم للمدينة الأحب الى قلب اللواء، قد أنجزت عدّة مشاريع رغم التعطيل الذي كانت تتعرض له من قبل بعض القوى كما صرّح ريفي مؤخرا، ويبقى المشروع الأكبر إنجاز تطبيق مشروع لحل مشكلة جبل النفايات الذي عجزت الدولة عن ايجاد حلّ له تحت متابعة اللواء ريفي شخصيا، كما يعمل ريفي على ايجاد حلّ لمشكلة نهر "أبو علي" فهو إنسانٌ لا يرى سوى لبنان جنّة الله على الأرض ويسعى لتنفيذ مشروع طرابلس الخضراء لتعود الفيحاء الى ما كانت عليه فضلا عن وجود العديد من المشاريع في جعبة ريفي للبنان أجمع.

 إتهامات عديدة يواججها ريفي وما هي سوى اتهامات باطلة "فالشمس طالعة والناس قاشعة" كما يقول المَثَل الشعبي، لكن الغريب في قصة ريفي أن الدولة تحاربه لمحاولته بناء دولة، وأن البعض يتهمه بالخيانة بسبب وفائه،لكن هذه حال الدنيا فلطالما رُشقت الشجرة المُثمرة بالحجارة، إلا أن الحجر يرتدّ الى صاحبه ومن تخلى عن قضية شعب هو الشخص الخائن واستقالة ريفي كانت قضية وطن وليس هو من تخلى عن صداقة الحريري، انما تغريدة الحريري هي التي حالت دون بقاء ريفي بالقرب منه، والمواقف هي من تصنع الرجال والرجل الذي يصنعه رجل آخر ليس سوى ورقة تُنهى في أي لحظة، فهل سيفهم ذلك البعض مستشهدين بتقاريرهم الخاصة عن ريفي لإعادة إحياء ذاكرتهم.