الأحد، 14 يناير 2018

في لبنان..وداعا للحرية

هي ليست الانتخابات النيابية الأولى التي تمرّ على الشعب اللبناني إلا أنها الانتخابات الأولى التي تطلّ على لبنان بعد قطيعة دامت سنوات وأكثر من تمديد تارةً بحُجّة إقرار قانون وتارة أخرى  بحُجة إقرار بطاقات بيومترية...
هي ليست المرة الأولى التي يخوض بها المرشحون معارك شرسة تدفعهم حدّ استقدام المغتربين على نفقتهم الخاصة لا بل على نفقة المواطن نفسه الذي يدفع ضرائب على مدى سنوات دون الحصول على اي خدمات سوى بعضٌ من الإسفلت والقليل من الخدمات البسيطة بعد مراجعات كثيرة مع العديد من الزيارات والوعود والمشاريع الخيالية التي يحيكها المرشح في خياله، إلا أنها المرة الأولى التي يتم خلالها خوض المعارك الانتخابية من خلال التشهير والاعتداء على الآخرين وكبت صوت مناصري بعض القوى من خلال مراقبة حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنعهم من إيصال صوتهم وآرائهم تحت ذريعة التوقيف بحجة التشهير والتطاول على رموز وطنية حتى أن تلك التوقيفات باتت تطال صحافيين و باتت الرموز الإعلامية تقضي أشهرا في المحاكم للتخلص من تهمة لفّقت لها وكأننا ما عدنا في بلد الحريات بل في بلد تسيطر عليه بعض الميليشيات الخارجة عن الدولة وكأننا شعب كتب عليه أن يمارس الحرية خفية فما كدنا نتنفس الصعداء بعد إخراج الجيش السوري من لبنان وأرحنا أنفسنا من ارتشاف فنجان قهوة ثقيل بحضرة النقيب حتى بتنا نعيش هاجس الخوف من التوقيف لانتقاد هذا النائب وذاك الرئيس او حتى تأييد أحد المنافسين على المقعد النيابي وأصبحنا نشعر وكأننا في بلاد لم تعرف الديمقراطية يوما.

عبير سياج

الجمعة، 12 يناير 2018

زيارة الحريري البقاعية الأخيرة.. امتعاض وانسحابات بالجملة..

هي ليست الزيارة الأولى لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري إلى البقاع خلال الأشهر الأخيرة المنصرمة إلا أنها الزيارة الأقرب للإنتخابات النيابية والتي كان من المقرر أن يلتقي خلالها الأمين العام بمنسقي المناطق وكوادر تيار المستقبل في المنطقة  ويبدو أن هذه الزيارة لم تكن بالموفّقة للأمين العام الذي يبدو أنه تفاجأ خلال الغداء المقام على شرفه في "السهول" بحضور الرئيس إيلي الفرزلي المعروف بمبادئه السياسية القريبة لحزب الله  الذي تصر قيادات المستقبل  يوميا على عدم وجود أي علاقة قريبة او بعيدة معه، الحريري الذي أظهر امتعاضاً واضحاً من صاحب الدعوة محمد ياسين ورفض بالتالي الجلوس إلى جانب الفرزلي دفع الفرزلي إلى مغادرة الغداء منزعجاً مما دفع بعض الحاضرين إلى اللحاق بالرئيس وإعادته للجلوس على الكرسي الرابع، إلا أن أحداً لا يصدّق أن ياسين لم يحط قيادته علماً بتوجيه دعوة للفرزلي خصوصا في مرحلة ما قبل اعلان مقادير "الطبخة" السياسية التي تعد في المطابخ السرية لبعض الأحزاب والتيارات في المنطقة، وبناءً عليه لا يعدّ امتعاض الحريري سوى استعراضٌ أمام الحضور خوفا من عدم تناسق المقادير السرية حتى الساعة.
وأيضا كان واضحاً امتعاض الصقور المستقبلية خلال الزيارة الأخيرة لبكاسيني لمنسقية البقاع الغربي وراشيا والتي قام خلالها أحد الصقور المستقبليين بإجراء مطالعة جريئة على أداء النواب المستقبليين والمنسقين وطالب الأخير بإنشاء هيئة حكماء او مجلس أمناء لا يحق لهم بالترشح ومهمتهم تقييم  أداء التيار والنواب والمنسقين ومسؤولي المناطق ووضع النقاط على الحروف وخلال مطالعته قام الصقر بمهاجمة الجراح دون أن يسميه ممتعضاً من أدائه وخلال غداء السهول شعر الصقر بنوعٍ من الغبطة جراء عدم تلبية الجراح للدعوة في حضور الأمين العام واستحضر ذاك الصقر حروفه التي ألقاها على مسمع بكاسيني فما كان منه سوى المغادرة عند الساعة الواحدة وخمسٌ وأربعون دقيقة غاضبا على أداء القيادات التي لا زالت تدعو الجراح إلى مناسباتها دون أن يقوم الأخير بتلبية الدعوة مما يظهر تقصيرا في أداء الجراح الذي حذر من ممارساته في وقت سابق  على حد تعبيره مصطحبا معه عشرين كادراً من الحاضرين.
اذا هو تشرذم واضح داخل صفوف المستقبل في البقاع فإن كان خيار المستقبل إعادة ترشيح الجراح فتلك مشكلة لنسبة لا بأس بها من كوادره وإن لم يعيد ترشيحه فهي مشكلة لنسبة أخرى وللجراح نفسه الذي يحضّر منذ مدة طويلة لخوض الانتخابات وجمع الاصوات والمشكلة الأكبر ستكون في لائحة تحالفاته إذا ما شكّلت مقادير "الطبخة" التي يحكى عنها انسجاما فالسحر انقلب على الساحر وبات القانون الجديد مكلف في كل الأحوال..
عبير سياج.

الثلاثاء، 2 يناير 2018

"النأي بالنفس" ورقة مزورة برسم الذوبان!!


"الكذب ملح الرجال وعيب على اللي بيصدق" هو مثل تداولناه من جيل لآخر، إنما الكذب لم يكن يوما صفة من صفات الرجال بل كان صفة تقلل قدرهم وتفقدهم هيبتهم أمام العلن، هو مثل اعتمده مؤخرا رئيس حكومة يتمتع بثقة فئة كبيرة من المجتمع اللبناني..

منذ حوالي الشهر عاد الرئيس ليتربع على عرش الشعبية بعد أن كان قد أطلق خطابا ناريا من السعودية يثبت حريريته وحرصه المحافظة على دماء شهداء ثورة الأرز، خطاب يثبت رفض دولته وجود دويلات داخل الدولة اللبنانية وحرصه القضاء على كل سلاح يوجد خارج نطاق الدولة اللبنانية، خطاب سرعان ما انجلى في ذكرى انجلاء القوات الفرنسية عن لبنان لتتحول الصدمة الإيجابية إلى صفعة موجعة على وجوه الآملين بثورة ضد السلاح الغير شرعي، الحالمين بلبنان مستقل عن الدويلات المفروضة على أراضيه وتحولت الاستقالة إلى تريث تحت حجة "النأي بالنفس" الذي لم نرى منه طرف خيط انطلاقا من عدم انسحاب "حزب الله" من سوريا خلال الشهر المنصرم  وصولا لزيارة الخزعلي و ابو العباس إلى الجنوب اللبناني في زيارتين منفصلتين للتأكيد بشكل أو بآخر أن هناك من يعلو صوته فوق صوت الدولة وأن النأي بالنفس ليس الا حجة الرجوع عن الاستقالة..
فهل يمكن أن يكون دولته على غير علم بما يجري من تجاوزات على مستوى "النأي بالنفس"؟
إن كان الرئيس لا يعلم بالتجاوزات فتلك مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أكبر حيث أن سكوت الحريري عن هذه التجاوزات يعبر اما عن تعرض الرئيس الحريري لاحتجاز رأي من قبل البعض او عن إستخدام الحريري لذاك الخطاب لاعادة كسب الشارع الذي خسره مؤخرا بسبب مواقفه وسياسته الغير مدروسة والسبب الثاني هو الأحرى فتصرفات الحريري لا تعبر عن تصرفات رجل فرض عليه أمر ما بل تصرفات رجل يأخذ قراراته بملء إرادته بدءا بالتطنيش مرورا بصرف النظر عن جميع التجاوزات التي تطال كذبة النأي بالنفس.
كما الصدمة الإيجابية والتريث من الممكن ان يخرج دولته في الفترة القادمة ليضع نظرية "النأي بالنفس" بالكذبة البيضاء لتجنيب لبنان الفتنة والمخاطر...
لا بد أن الرئيس يعلم أن اللذين يغضون النظر يتناقص عددهم يوما تلو الآخر فهل من تبرير لجميع ما يحصل من تجاوزات واتفاقات تحت الطاولة وخلف الستارة.
عبير سياج