الجمعة، 1 فبراير 2019

دار إفتاء أم دار إملاء؟؟


عبير سياج

ما قبل تأليف الحكومة العتيدة، وبعد الانتخابات النيابية التي خسر فيها تيار المستقبل الأكثر شعبويّة على الصعيد السُنّي عدد من نوّابه، استشعر الرئيس الحريري بضرورة بلورة صفوف تيّاره الداخليّة، وهو ما رأيناه فعلا في الفترة الأخيرة.
وبعيدا عن البلورة غير المُبلورة التي حصلت على صعيد منسّقي المناطق، لاقت هذه التغييرات ترحيبا (كما هي العادة) على صعيد دار الإفتاء (المُباركة)، بحيث كرّم أحد المُفتين المُبجّلين، واحدٌ من المنسّقين الجدد الكريمين من حيث قلة درايتهم في إدارة أعمالهم بحسب مقرّبين..
هي ليست المرّة الأولى التي تُشعر بها دار الإفتاء الشارع السُنّي بإنحيازها لجهات مُعيّنة دون أخرى، ففي بلادنا يتقاطع الحق مع الباطل والأسود في الصفحة المفروض عليها أن تكون بيضاء تشوّهها، وقد رأينا ما حصل شمالا قُبيل الانتخابات حين نَسَب شيخٌ كريم آيَةٌ كريمة لواحدٍ من المرشّحين حينها ورافق مرشّحين بجولاتهم وصولاتهم..
ألَم يكُن أجدى أن يقف مشايخنا الى جانب المظلومين في السّجون من مُسلمين، وفي الشارع من مشرّدين، وفي المنازل من شباب عاطلين عن العمل..
من الممكن أن لا أكون مُلمّة بالأمور الدينية إلّا أني أعلم أنّ الدين يوصي بأن يقف رجاله الى جانب المظلومين لا الظّالمين، وأن يكونوا على جهة واحدة من الجميع، إلّا إن كان هناك تقاطع مصالح ما بين الطرفين وتبادل خبرات، فالغاية تبرّر الوسيلة هنا..

فهل ستبقى دارُنا على ما هي عليه أم أنّها ستستشعر بعدها عن فئة لا بأس بها من شارعها، وتعيد بدورها بلورة دور مشايخها؟
عُذرا على الطلب، إذا ما وُجد آذان صاغية هل لنا أن نفصل الدين عن السياسة..