الأحد، 22 أكتوبر 2017

لبنان يتخبّط..نيران الحرب تقرع الابواب!!

عبير فواز سياج

مخطئ من يعتبر أنّ لبنان اليوم في أفضل حالاته ومخطئٌ من يجزم فكرة بُعد لبنان عن الحروب ان كانت حربا طائفية او حرب مع العدو  او ما هو أخطر من ذلك بكثير فلبنان البلد الاصغر في الشرق الأوسط بعد البحرين يتخبط بنيران الاختلافات التي تسيطر على وسطه الشعبي والسياسي وباستطاعة أي شخص أن يلاحظ الانقسام بين صفوف شعبه ومشاداتهم وحروبهم الالكترونية التي من الممكن أن تتحول الى حروب في الشارع في أيّ لحظة وآخر الحروب التي شنّها اللبنانيون على بعضهم انطلقت شرارتها بُعيد إعلان الحُكم على #حبيب_الشرتوني الذي اعتبره البعض مجرما فيما اعتبره آخرون بطلا، حُكمٌ لم يتوقّف عند استنكار البعض له بل تخطّاه الأمر الى ما هو أخطر من ذلك بكثير حيثُ سجّل اعتداءان على مكتبي القوات اللبنانية وحزب الكتائب في عكار نفّذه مجهولو الهوية معروفو الانتماء السياسي ولا يمكن غضّ النظر عن موضوع العبارات التي كُتبت على جدران  الطريق المؤدي الى منزل  القاضي فهد حيث كتب مجهولون أيضا "لكلّ بشير حبيب" في اشارة الى اعتبارهم أن كل من أصدر الحُكم وكان وراء صدوره خائن وعميل على حدّ تعبيرهم ومن  الواضح أنّ ردات الفعل التي تمثلت بتصرّفات أبناء "شوارع" حول هذه القضية يمكن أن تأخذنا الى قعر الحفرة التي حفرها اللبنانيون لبعضهم البعض فاتسعت حتى كادت تحتضنهم جميعا وتحرقهم بنيرانها دون أن يشعر أحد بمدى خطورتها.
هذا الانقسام الكبير بين أبناء الوطن الواحد من أخطر الانقسامات التي حصلت مؤخرا والتي تُظهر أن الانقسام الذي عاشه اللبنانيون منذ أعوام طويلة لا زالوا يعيشونه اليوم وأن الأسلحة العسكرية ممكن أن تظهر خلال لحظات وأن اللبنانيين أمام كلّ انقسام يُخرجون بعضا منها ويشاركهم بإخراجها بعضٌ من السياسيين بحسب استفادتهم من الموقف الذي يتخذه اللبنانيون بحق بعضهم البعض ويشاركهم في حملتهم التجييشية بعضٌ من وسائل الاعلام التي باتت مرهونة للشارع السياسي وتتحرك حسب أوامره ما يساعد على شنّ الحروب الباردة التي بتنا نشهد نيرانها مؤخرا في ترجمة للكم الهائل من الحقد على بعضنا البعض.
قضية بشير الرئيس قضيّة مضى عليها 35 عاما بشير الذي يعتبره البعض عميلا فيما يعتبرون أبو حمدان الذي أوقف مؤخرا بتهمة التعامل مع إسرائيل بطلا لا علاقة له بالعدو الصهيوني وهو ما يؤكد أن هذه القضية ليست قضية "رمانة" بل قضية "قلوب مليانة" على حدّ تعبير المثل وأن حلفاء للرافضين إصدار الحكم شاركوا في الحفل المُقام احتفالا بإصدار الحكم ومن المرجح أن تكون هذه المشاركة لاعتبارات انتخابية الأمر الذي حوّل القضية من قضية وطن إلى قضية أصوات تُكتسب في الانتخابات النيابية المقبلة.
فهل سيتنبه أحد لخطورة ما يجري على الساحة الداخلية ويعملون على إهماد نيران الحرب المشتعلة في النفوس أم أن التجييش سيستمر لكسب الاصوات في الانتخابات المقبلة وضياع بلد بأكمله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق