الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

صدر القرار و"حزب الله" خارج الحكومة!







عبير سياج



ها هو ادّعاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد قدّم مرافعاته النهائية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن يصدر الحُكم النهائي خلال الأشهر المقبلة وقبل الذكرى السنوية للاغتيال، المتّهمين معروفين والمحور المموّل معروف والحُكم المنتظر لا بدّ أنه سيشفي غليل اللبنانيين الذين لا زالوا يُعانون منذ سنوات بعد الهزّات المتتالية التي لحقت بهم والتي افتُتحت بهذه الجريمة.

من لاهاي أطلّ الرئيس الحريري الذي بدا على وجهه التعب فليس بالسهل أن تكون صاحب مسؤولية ومجبر على التعاطي مع قتلة والدك قبل أيّ صفة أُخرى، وفيما الحريري يستمع الى المرافعات أنظار كثيرة لم تحيد تركيزها عن موضوع "الحكومة"، فبنظر كثُر المجرم معروف ويرتكب المجازر والجرائم كلّ يوم، لكنّ الحُكومة التي عانت من عُقد وتعقيدات هي المحور الأساس.

ما كان معروفا (لدى أقليّة) هو أن الحريري لم يكن سيقدم على التأليف قبل مرافعات المحكمة (لسبب أو لآخر)، ولعلّ السبب الأبرز ثبوت (قضائيا) الجريمة على قياديين بارزين في "حزب الله" الذي انتقل في فترة وجيزة من ميدان المقاومة الى ملعب "الارهاب والجريمة"، فالحزب وبالرغم من وصوله الى البرلمان اللبناني (بغض النظر عن الطريقة) سيكون من الصعب مشاركته في الحكومة، والسبب ليس صلة الدم التي تربط الحريري الابن بالشهيد، بل ان السبب أكبر من ذلك بكثير فالحزب بات ارهابيا بإعتراف "دولي،إقليمي ومحلّي"، حتى وإن رفض البعض هذه الحقيقة المُطلقة والمُثبتة.

هذا الاعتراف سيجعل من الحزب الذي احتفى بالقتلة، عقبة أمام مشاريع الحكومة المُقبلة والتي رسمت خريطة مشاريعها بعد مؤتمر "سيدر"، وهو ما لن يُخاطر به الرئيس الحريري ولا حتى الرئيس عون الذي يُعلّق آمالا كبيرة على المساهمات التي قدّمت في ذاك المؤتمر والتي من الممكن أن تنتشل عهده من قعر الفشل (على اعتبار أن الحكومة هذه هي حكومة العهد)، والذي إن لم يتقبل هذا الواقع هو الآخر لن يُسجّل في عهده أي مشاريع أو نجاح.

إذا المعضلة في التأليف باتت كالتالي، كيفية إقناع حزب الله بتقبّل إبعاده عن الحكومة ولعبه دور المعارضة (على اعتبار أنه أحد الذين وصلوا الى المجلس النيابي)، ويبقى السؤال في إن كان الحزب سيجعل من أمل منبرا له في مجلس الوزراء (انطلاقا من التحالف المُعتمد بين الطرفين)، إضافة لوجود مكوّن آخر من حلفائه المعتمدين لبنانيا (التيار الوطني الحر أو ما يُسمّى بكتلة لبنان القوي)، أم أنه سيُشكّل عُقدة تأليف جديدة بعد أن كان بعيدا عن عملية التأليف طوال الفترة السابقة؟  
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق