الأحد، 9 سبتمبر 2018

مطار رفيق الحريري الدولي "أزمة تسمية" !






عبير سياج


ها هي أزمة مطار "رفيق الحريري الدولي" تعود الى الواجهة من جديد، ويبدو أنه لا جديد في الموضوع إنها أزمة صفقات تُعقدُ على أساس فسادٍ ولا مسؤولية أحاطت جميع من تسابقوا للحصول على قرض (خيالي) بهدف توسعة المطار، الذي منذ سنوات بات الأسوأ بسبب الإدارة الغير مسؤولة فيه ، إذا هي أزمة تسريع للحصول على الموافقة وتوسيع الوجهة الأولى للبنان والتي ما عادت ستكون وجهة لجميع من عانوا أزمة الزحمة الأخيرة التي كان سببها (على ذمّتهم) شركة SITA (لن ندخل طبعا في تفاصيل الشركة التي باتت معروفة لبنانيا).

كلّ تلك التفاصيل شكّلت في اليومين السابقين مادّة دسمة للمُحلّلين والكاتبين الصحفيين حيثُ تمّ معالجة الموضوع من جميع جوانبه، لكن أكثر ما كان مُلفتا (بالنسبة لي) هو طَلَبُ فئة مُعيّنة تغيير اسم المطار معتبرين أنّ ذلك يندرج تحت عنوان "الخطوات الإصلاحية"، طبعا يعد هذا الطلب "الدنيء" كطلب عاهرة لميدالية الشرف الرفيع، كلام أقلّ ما يُقال عنه حقدٌ ولا تربية.

موضوع الشّهيد تاريخٌ يصعُب تسطيرُه بكلّ ما للكلمة من معنى، فهو المُعمّر وصاحب الرؤية، واهب الحياة لبيروت ومُحرّر الجنوب (حتى وإن أنكر البعض)، متعدّد الصّفات "الحَسَنة"،  التي وإن أردنا إيفاؤه إيّاها أقل ما نقوم به إلحاق إسمه باسم لُبنان، حيثُ أنّه ليس بشهيد طائفة بل وطن بأكمَله، كلّ ما في لُبنان يُشرّفه حملَ اسمه فهو ليس  بمُسطّر لإنجازاته كغيره من من مُسطّري الإنجازات (الوهمية) تحت عنوان "التحرير"، وليس بمُعتدٍ على منطقة ومحتكرٍ لها وسارقٍ لأرزاق أهلها..

كلّ ما يورد اليوم على لسان البعض ليس بمُستغرب، فربّما هو خوف ما قبل قرار المحكمة (المعروفة نتائجُه) والذي سيكشف قناع مافيا عالمية جديدة (كُشفت أصلا منذُ سنوات)، وأحدٌ لا يُمكنه تغيير حقيقة ذلك حتى المغسولة أدمغتهم في قرارة أنفُسهم باتوا عالمين بهذه الحقيقة.
اليوم بات واضحاً أن أولئك ليسوا بجديرين لحمل هوية لبنان حيث أنّهم كانوا يبتسمون ويُهلّلون خلال سنين حداده، إضافة لمُحاولاتهم تهميش من كانوا وراء الانجازات العظيمة التي احتكروها واحتكروا دماء وهمّشوا شُهداء، سقطوا من أجل الوطن وليس الطائفة، أمام العدو وليس الشريك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق