الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

عين الحلوة ولغز الترقّب



عبير سياج


لطالما كان مُخيّم عين الحلوة مركز المفاجآت الغير سارّة، لا لمن هم داخل المخيّم من مدنيين ولا حتى خارجه من جيران تؤرقهم أصوات القذائف والرشاشات وتُعيدهُم الى ذاك الزمن المشؤوم الذي جعل من ذكرياتهم صفحة سوداء مظلمة.
 منذ أيام وبعد مدّة طويلة من الهدوء الحذر في المخيم والذي كان يخرقه بعض الخلافات الصغيرة والتي كانت تتطورأحيانا الى إطلاق نار نتيجة إشكال من هنا، وآخر من هناك.

آخر القنابل الموقوتة في المُخيّم كانت منذ حوالي العشرة أيّام، حيث سقط المدعو "هيثم السّعدي" في عمليّة قتل نفّذها شخص يُدعى "محمد العرقوب" بحقّه وفي ردّ فعلٍ طبيعي أبى أهل السّعدي دفنه قبل تسليم القاتل وهو ما لم يحصُل حتّى اليوم، لا بجهود الفصائل داخل المُخيّم ولا بجهود اللجنة الأمنية التي وإن قامت بأي محاولة للتوقيف سيشتعل المُخيّم بأمّه وأبيه.
بعد عشرة أيّام على تنفيذ الاغتيال بات لا بُدّ من إيجاد حلّ وتسليم القاتل للجهات الرسمية اللبنانية، وقبل ساعات من كلمة الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" ضمن فعاليات افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامّة للأمم المُتّحدة، تتجه عين على نيويورك وتبقى الأخرى على المُخيّم، فهل نشهد بعد كلمة الأخير توتّر أمني داخل البُقعة الفلسطينية الأبرز في لبنان وذلك كي لا تتحوّل الأنظار عن كلمته في حال قامت اللجنة الأمنية بأيّ عمل عسكري داخل المُخيّم (بُغية إلقاء القبض على القاتل) قبل الكلمة الموعودة؟؟!!. 
حالة من الترقّب..

الاثنين، 24 سبتمبر 2018

العهد بين ادّعاء القوّة وواقع الضعف..



عبير سياج

ما لبثت أن انطلقت عجلة العهد الأخير حتى أُطلقت عليه تسميات القوّة دون الانتظار والتأنّي لمعرفة مدى قوّته، فتمّ الحديث عنه وكأنّه شابٌ لم يتجاوز العشرين من العمر.
مرّ شهرٌ وانقضى العام الأوّل ويكاد الشعب يطوي صفحة العام الثاني الذي أثبت أن العهد ليس بتلك القوة  رغم إصرار صاحب العرش ومن حوله على قوته، الغير قادرة على إزالة العقبات الموضوعة في وجه تأليف الحكومة حتى بمُساعدة أقرب المُقرّبين إليه، والذين بقوّتهم الخارقة وبدل من أن يُعبّدوا طرق المرور نحو تشكيلة العهد الثانية فعليا والأولى ضمنيا، وضعوا كلّ قوّتهم في رمي المزيد من الصخور أمام درب التأليف.

صاحبُ العرش الذي تراءى له مُحاربة الفساد بقوّة وثبات، استنتج أنّ الشعب هو المسؤول عن الفساد المُستشري بمفاصل الدولة (وكأنّه لم يكُن من الشعب يوماً)، داعياً إيّاهم لمُساعدته في محاربة هذا الفساد، وكأنه لم يعِ للحظة بأنّ محاربة الفساد تبدأ من خلاله، ولو أنّه فعلا يعدّ نفسه صاحب عهد خارق القوة يسعى لجعل البلد أفضل مما هو عليه لَمَا سَمَحَ لنُوّاب تخرَجوا من مؤسسته السياسية، ووصلوا الى ما هم عليه باسم العهد بعقد الصفقات على حساب المصلحة العامة، ولَمَا وَضعَ سُمعة عهده في الحضيض أثناء زيارة ميركل الى البلاد، والتي جعلتها غاضبة إثر مقابلة مساعيها البنّاءة بطريقة لا تليق بمستوى دولة بلاد الألب (قبل وفاتها)

أضف عليه بأنّ الفساد لا يُحارب بالشعب بل معه كما قال أو بالأحرى كما دعى الرئيس في وقت سابق، وهو ما لم نراه في تصرّف الرئاسة خلال رحلتها الأخيرة الى سادس أكبر مُدن العالم، إن كانَ من خلال عدد الوفد المُرافق أو عدد الطائرات ومهزلة تعطيل رحلة ما يفوق ال 150 مسافرا لا ذنب لهُم بالبروتوكولات البالية ولا برحلة لن يستفيدوا منها شيئا.

بالمُناسبة وقبل الختام، ما الفائدة والسبب من مرافقة السيدة الأولى وابنتها على نفس الرحلة ومن يُغطي تكاليف رحلتيهما؟

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

صدر القرار و"حزب الله" خارج الحكومة!







عبير سياج



ها هو ادّعاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد قدّم مرافعاته النهائية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أن يصدر الحُكم النهائي خلال الأشهر المقبلة وقبل الذكرى السنوية للاغتيال، المتّهمين معروفين والمحور المموّل معروف والحُكم المنتظر لا بدّ أنه سيشفي غليل اللبنانيين الذين لا زالوا يُعانون منذ سنوات بعد الهزّات المتتالية التي لحقت بهم والتي افتُتحت بهذه الجريمة.

من لاهاي أطلّ الرئيس الحريري الذي بدا على وجهه التعب فليس بالسهل أن تكون صاحب مسؤولية ومجبر على التعاطي مع قتلة والدك قبل أيّ صفة أُخرى، وفيما الحريري يستمع الى المرافعات أنظار كثيرة لم تحيد تركيزها عن موضوع "الحكومة"، فبنظر كثُر المجرم معروف ويرتكب المجازر والجرائم كلّ يوم، لكنّ الحُكومة التي عانت من عُقد وتعقيدات هي المحور الأساس.

ما كان معروفا (لدى أقليّة) هو أن الحريري لم يكن سيقدم على التأليف قبل مرافعات المحكمة (لسبب أو لآخر)، ولعلّ السبب الأبرز ثبوت (قضائيا) الجريمة على قياديين بارزين في "حزب الله" الذي انتقل في فترة وجيزة من ميدان المقاومة الى ملعب "الارهاب والجريمة"، فالحزب وبالرغم من وصوله الى البرلمان اللبناني (بغض النظر عن الطريقة) سيكون من الصعب مشاركته في الحكومة، والسبب ليس صلة الدم التي تربط الحريري الابن بالشهيد، بل ان السبب أكبر من ذلك بكثير فالحزب بات ارهابيا بإعتراف "دولي،إقليمي ومحلّي"، حتى وإن رفض البعض هذه الحقيقة المُطلقة والمُثبتة.

هذا الاعتراف سيجعل من الحزب الذي احتفى بالقتلة، عقبة أمام مشاريع الحكومة المُقبلة والتي رسمت خريطة مشاريعها بعد مؤتمر "سيدر"، وهو ما لن يُخاطر به الرئيس الحريري ولا حتى الرئيس عون الذي يُعلّق آمالا كبيرة على المساهمات التي قدّمت في ذاك المؤتمر والتي من الممكن أن تنتشل عهده من قعر الفشل (على اعتبار أن الحكومة هذه هي حكومة العهد)، والذي إن لم يتقبل هذا الواقع هو الآخر لن يُسجّل في عهده أي مشاريع أو نجاح.

إذا المعضلة في التأليف باتت كالتالي، كيفية إقناع حزب الله بتقبّل إبعاده عن الحكومة ولعبه دور المعارضة (على اعتبار أنه أحد الذين وصلوا الى المجلس النيابي)، ويبقى السؤال في إن كان الحزب سيجعل من أمل منبرا له في مجلس الوزراء (انطلاقا من التحالف المُعتمد بين الطرفين)، إضافة لوجود مكوّن آخر من حلفائه المعتمدين لبنانيا (التيار الوطني الحر أو ما يُسمّى بكتلة لبنان القوي)، أم أنه سيُشكّل عُقدة تأليف جديدة بعد أن كان بعيدا عن عملية التأليف طوال الفترة السابقة؟  
    

الأحد، 9 سبتمبر 2018

مطار رفيق الحريري الدولي "أزمة تسمية" !






عبير سياج


ها هي أزمة مطار "رفيق الحريري الدولي" تعود الى الواجهة من جديد، ويبدو أنه لا جديد في الموضوع إنها أزمة صفقات تُعقدُ على أساس فسادٍ ولا مسؤولية أحاطت جميع من تسابقوا للحصول على قرض (خيالي) بهدف توسعة المطار، الذي منذ سنوات بات الأسوأ بسبب الإدارة الغير مسؤولة فيه ، إذا هي أزمة تسريع للحصول على الموافقة وتوسيع الوجهة الأولى للبنان والتي ما عادت ستكون وجهة لجميع من عانوا أزمة الزحمة الأخيرة التي كان سببها (على ذمّتهم) شركة SITA (لن ندخل طبعا في تفاصيل الشركة التي باتت معروفة لبنانيا).

كلّ تلك التفاصيل شكّلت في اليومين السابقين مادّة دسمة للمُحلّلين والكاتبين الصحفيين حيثُ تمّ معالجة الموضوع من جميع جوانبه، لكن أكثر ما كان مُلفتا (بالنسبة لي) هو طَلَبُ فئة مُعيّنة تغيير اسم المطار معتبرين أنّ ذلك يندرج تحت عنوان "الخطوات الإصلاحية"، طبعا يعد هذا الطلب "الدنيء" كطلب عاهرة لميدالية الشرف الرفيع، كلام أقلّ ما يُقال عنه حقدٌ ولا تربية.

موضوع الشّهيد تاريخٌ يصعُب تسطيرُه بكلّ ما للكلمة من معنى، فهو المُعمّر وصاحب الرؤية، واهب الحياة لبيروت ومُحرّر الجنوب (حتى وإن أنكر البعض)، متعدّد الصّفات "الحَسَنة"،  التي وإن أردنا إيفاؤه إيّاها أقل ما نقوم به إلحاق إسمه باسم لُبنان، حيثُ أنّه ليس بشهيد طائفة بل وطن بأكمَله، كلّ ما في لُبنان يُشرّفه حملَ اسمه فهو ليس  بمُسطّر لإنجازاته كغيره من من مُسطّري الإنجازات (الوهمية) تحت عنوان "التحرير"، وليس بمُعتدٍ على منطقة ومحتكرٍ لها وسارقٍ لأرزاق أهلها..

كلّ ما يورد اليوم على لسان البعض ليس بمُستغرب، فربّما هو خوف ما قبل قرار المحكمة (المعروفة نتائجُه) والذي سيكشف قناع مافيا عالمية جديدة (كُشفت أصلا منذُ سنوات)، وأحدٌ لا يُمكنه تغيير حقيقة ذلك حتى المغسولة أدمغتهم في قرارة أنفُسهم باتوا عالمين بهذه الحقيقة.
اليوم بات واضحاً أن أولئك ليسوا بجديرين لحمل هوية لبنان حيث أنّهم كانوا يبتسمون ويُهلّلون خلال سنين حداده، إضافة لمُحاولاتهم تهميش من كانوا وراء الانجازات العظيمة التي احتكروها واحتكروا دماء وهمّشوا شُهداء، سقطوا من أجل الوطن وليس الطائفة، أمام العدو وليس الشريك.

ما بين السطور "رسالة"



جوني خلف

وأنا أكتب هذه الكلمات تذهب مخيّلتي الى وليد بك جنبلاط كيف كان مؤخّراً يوجّه كتابات شكر ومعنويّة حتى أصغر ناشط تقدّمي ! فتحية إكبار وإجلال للبك ...
بعد خروج د جعجع من المعتقل انفتحت طاقة أمل لدينا كمسحيين بعد سجن كبير كنّا قد سُجنّا فيه فهبّت الناس كباراً وصغاراً الى ملاقاته ، كنّا غير آبهين لأي شيء سِوى الإنطلاقة الجديدة مع الحكيم ، كانت لحظات ولادة بسِن رشدٍ ، ولِد لدينا اندفاع غير مسبوق ! وهنا سأنتقل بكم للدور الشخصي :

نحن أوّل من حمل هويّة الجامعة الشعبية في القوات اللبنانية،نحن أوّل من كان أمن الحكيم في الخفاء عندما كان يقام قداس الشهداء في ملعب فؤاد شهاب، نحن من سهرنا الليالي على صخرة نهر الكلب، آنذاك كنا نراقب عن كثب أي تحركات غير اعتيادية لنبلغ بها الجهات الأمنية، نحن من خاطر بنفسه وعمله من أجل القضية نسبةً لبيئة سكننا

نحن من طُرِدنا من عملنا من أجل انتماءنا وهذا كله لا شيء بل واجب امام تضحيات القوات قيادةً وشهداء لكن أن تُستكتَر علينا دعوة لحضور قداس الشهداء! فهذا شيء آخر!!

طبعاً سنصلّي لهم في قلوبنا ، سنبقى أوفياء للسيادة والحرية فالقوات ليست حكراً على أحد بل هي مسيرة فكر سيادي مقاوم منذ يوحنا مارون

فكل من ينادي بالسيادة هو قوات هذا الوطن وحُماتِه . لا نريد دعواتكم فلدينا كنائسنا كي نصلّي ! ولا نريد منية من أحد ولا من أي كادر ومسؤول فلدينا عنفواننا لنكون قوّات أحرار من أجل الوطن.

فلترقد نفوس الشهداء بسلام ، عاش الوطن سيّداً حرّاً مستقلاًّ ، يحيا لبنان.



الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

بين دمشق وشحور...






تحرير: جوني خلف
وجّهت غنى النحفاوي رسالة الى جميع محبي الحيوانات في لبنان بعد عجزها عن ايجاد حل لكلاب ضيعة شحور الذين احتضنتهم عائلة الدمشق فكتبت عبر صفحتها على موقع فيسبوك ما يلي:
"ترددت كتير كتير كتير قبل ما اكتب هالبوست. من شهر رمضان اللي مضى وانا كل يوم بعيش على امل بكرا. وهالبكرا بقي امل، وصار تدريجياً وهم لإكتشف انو هالبلد مستحيل توصل لمرتبة حظيرة"
مضيفة "بتتذكروا قضية كلاب ضيعة شحور؟ بتتذكروا الكلب اللي شنقوه؟ بتتذكرو Leila Sannan واختها Mirvat Sannan؟ ومين من اللي كان متابع معي بشكل يومي، قادر ينسى الصبورين ميرفت وزوجها، وليلى وزوجها مازن الدمشق وقلبهم الكبير، واللي كله محبة، واللي حضن ٣٤ كلب بوقت هالمسؤولية هي برقبة بلدية ودولة؟! انا ما بنسى كل دمعة نزلت من عيوني وعيون ليلى وميرفت." وأكملت في كتير اوادم وصادقين اشتغلوا، وفي كتير حاولوا...بس النتيجة اللي انتو كلكم ال Animal Lovers لازم تعيشوا مأساتها معنا: بعد في ليلة ونهار قبل الخوف من تشريد ٣٤ كلب، عاشوا سوا، بالحلوة والمرة، تعودوا على بعضهم من فترة بتمتد من سنة واكتر،،،كلاب صغار وكبار، تعودوا على حب ليلى واكلات ليلى وحنان ليلى...كلاب حيخسروا كل الأمان اللي كان موجود بسبب حقد كافر بقلوب ناس ما بتعرف من القرآن الا الفهرس!! ما خلليت باب ما طرقته، حتى سعادة محافظ الجنوب، بعتتلو رسالة، بتقروها تحت، وبتعرفوا المصيبة اللي بعد معها ليلة ونهار قبل ما يتحمل وزرها ناس بيعرفوا حالهن منيح، مسؤولين وغير مسؤولين من ضيعة شحور. مش حسمّيهن، لأنو الحرف الو قيمة اكتر منهم!"
وأضافت "رجاء  لكل حدا قادر يساعدنا مؤقتا (لل ٣٤ كلب او توزيعهم بأكتر من محل) من هلأ لشهر لحتى نقدر نأمن مزرعة او ارض صغيرة، بتمنى يتصل في"
هذا وعرضت الرسالة التي وجهتها للمحافظ والتي لم يجيب عنها حسب ما أوردت وقد جاء فيها: 
     
"سعادة محافظ الجنوب الأستاذ منصور ضو المحترم،
تحية احترام وبعد،
اتقدم الى سعادتكم برسالتي هذه بعد ان اُغلقت في وجوهنا جميع الأبواب.
القضية تتعلق بضيعة شحور وعائلة دمشق التي احتضنت كلاب شاردة، لا ذنب لها سوى ان قدرها كان تخلي اصحاب الكلاب عنها ورميها امام باب منزل آل دمشق الذين لم يسمح لهم ضميرهم، ولا مرة واحدة، بتجاهل روح لا تطلب سوى الماء والطعام. وأمّنت السيدة ليلى سنّان وزوجها من آل الدمشق المأوى لـ 34 كلب. انما القضية لم تبدأ بهذا العدد من الكلاب، بل بدأت على الشكل الآتي:
كان للسيدة ليلى وزوجها كلبين، وقد انجب الكلبان 11 كلباً ووُضعوا قيد التبني، انما وبين ليلة وضحاها وتحت جنح الظلام، بدأ الناس، من بلدة شحور ومن البلدات المجاورة، برمي كلاب صغيرة وكبيرة، تم التخلي عنها حين قرر اصحابها التخلي عن ضميرهم! وفي كل مرة، كان من الصعب على ليلى وزوجها ان يتجاهلا عيونا جائعة هائمة على نفسها امام منزل آل دمشق!
ازداد العدد الى ان وصل الى 34 وكانت ليلى وزوجها يتكفلان بطعامهم وشرابهم وتكفلا بخصي كل الذكور. تعرضت ليلى وزوجها، المقيمين بملك شقيقة ليلى ميرفت، لأبشع أنواع الإهانات من الناس.
لا شك وبأننا جميعا ندرك ان اقامة الكلاب في مكان للسكن غير مقبول، انما نحن، مجموعة ناشطين على الأرض، تواصلنا مع دكتور سكرية في وزارة الزراعة المتعاون دائماً حين نقصده لمشاكل تتعلق بالكلاب الشاردة، فأوفد طبيباً وتم خصي الإناث وتلقيح الجميع وحصولهم على دفاتر صحية. وبقيت المشكلة في مكان اقامة هذه الكلاب. ونحن ومنذ شهر رمضان الماضي، نترجى ونناشد رئيس بلدية شحور تقديم مزرعة صغيرة للكلاب على ان نتولى نحن اقامة السياج عليها ونتكفل بكل ما يلزم لإقامة الكلاب في مكان لا يزعج أحداً، انما تفاجأنا برفض مريب، وكأن الهدف هو قتل الكلاب، وهذا ما لن نرضى به او نسكت عنه ابداً. علماً انه ومنذ حوالي السنة، تم قتل كلبين، احدهما شُنق والثاني أطلقت النار عليه!
أما الأغرب، فهي عريضة وُقعت من ناس، بعضهم مسافر وبعضهم اقسم بأنه لم يوقع، مطالبين بنقل الكلاب من المكان، وهذا مشبوه بل وتزوير واضح. الشكوى هي الآن عند سعادتكم، المكان مهدد بالختم بالشمع الأحمر، مما يعني او قتل الكلاب، او تشريدهم، وبالتالي تجويعهم، وتعريض البلدة لمجموعة من الكلاب الشاردة الكل بغنى عن تواجدها بين البيوت، علماً ان الكلاب أليفة وسليمة وبشهادة أطباء من وزارة الزراعة.
جُل ما نطلبه سيدي، هو مهلة لإيجاد ارض او مزرعة، او كرم من رئيس بلدية شحور لجهة تقديم مزرعة صغيرة، آخذين بعين الإعتبار ان هذه المزرعة ستحضن اي كلب شارد في المنطقة كما هو واجب على كل بلدية كما في كل العالم المتحضر الذي يعتبر ان لهذه الأرواح اعتبار، ولن انسى التغريدة التضامنية، للاستاذ وليد جنبلاط، مع الكلاب التي عُذبت وقتلت بسم اللانيت من قبل بلدية الغبيري: "اذا كان من كائن ليذكرنا بإنسانيتنا ويعلمنا الاخلاص والمحبة والوفاء والحنان فهو الكلب. ان تسميم الكلاب في الغبيري وبالسابق في الشويفات، مرورا بغيرها من المناطق هو اجرام ودليل تخلّف وجهل مطلق في الترببة العامة. كم من درس علينا ان نتعلم للحفاظ على الطبيعة والبيئة للوصول الى المواطنة".
رجاء سيدي، هذه الأرواح تناشد ضمير سعادتكم.
شكراً وعذراً على الازعاج"