الثلاثاء، 2 يناير 2018

"النأي بالنفس" ورقة مزورة برسم الذوبان!!


"الكذب ملح الرجال وعيب على اللي بيصدق" هو مثل تداولناه من جيل لآخر، إنما الكذب لم يكن يوما صفة من صفات الرجال بل كان صفة تقلل قدرهم وتفقدهم هيبتهم أمام العلن، هو مثل اعتمده مؤخرا رئيس حكومة يتمتع بثقة فئة كبيرة من المجتمع اللبناني..

منذ حوالي الشهر عاد الرئيس ليتربع على عرش الشعبية بعد أن كان قد أطلق خطابا ناريا من السعودية يثبت حريريته وحرصه المحافظة على دماء شهداء ثورة الأرز، خطاب يثبت رفض دولته وجود دويلات داخل الدولة اللبنانية وحرصه القضاء على كل سلاح يوجد خارج نطاق الدولة اللبنانية، خطاب سرعان ما انجلى في ذكرى انجلاء القوات الفرنسية عن لبنان لتتحول الصدمة الإيجابية إلى صفعة موجعة على وجوه الآملين بثورة ضد السلاح الغير شرعي، الحالمين بلبنان مستقل عن الدويلات المفروضة على أراضيه وتحولت الاستقالة إلى تريث تحت حجة "النأي بالنفس" الذي لم نرى منه طرف خيط انطلاقا من عدم انسحاب "حزب الله" من سوريا خلال الشهر المنصرم  وصولا لزيارة الخزعلي و ابو العباس إلى الجنوب اللبناني في زيارتين منفصلتين للتأكيد بشكل أو بآخر أن هناك من يعلو صوته فوق صوت الدولة وأن النأي بالنفس ليس الا حجة الرجوع عن الاستقالة..
فهل يمكن أن يكون دولته على غير علم بما يجري من تجاوزات على مستوى "النأي بالنفس"؟
إن كان الرئيس لا يعلم بالتجاوزات فتلك مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أكبر حيث أن سكوت الحريري عن هذه التجاوزات يعبر اما عن تعرض الرئيس الحريري لاحتجاز رأي من قبل البعض او عن إستخدام الحريري لذاك الخطاب لاعادة كسب الشارع الذي خسره مؤخرا بسبب مواقفه وسياسته الغير مدروسة والسبب الثاني هو الأحرى فتصرفات الحريري لا تعبر عن تصرفات رجل فرض عليه أمر ما بل تصرفات رجل يأخذ قراراته بملء إرادته بدءا بالتطنيش مرورا بصرف النظر عن جميع التجاوزات التي تطال كذبة النأي بالنفس.
كما الصدمة الإيجابية والتريث من الممكن ان يخرج دولته في الفترة القادمة ليضع نظرية "النأي بالنفس" بالكذبة البيضاء لتجنيب لبنان الفتنة والمخاطر...
لا بد أن الرئيس يعلم أن اللذين يغضون النظر يتناقص عددهم يوما تلو الآخر فهل من تبرير لجميع ما يحصل من تجاوزات واتفاقات تحت الطاولة وخلف الستارة.
عبير سياج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق