هي ليست الانتخابات النيابية الأولى التي تمرّ على الشعب اللبناني إلا أنها الانتخابات الأولى التي تطلّ على لبنان بعد قطيعة دامت سنوات وأكثر من تمديد تارةً بحُجّة إقرار قانون وتارة أخرى بحُجة إقرار بطاقات بيومترية...
هي ليست المرة الأولى التي يخوض بها المرشحون معارك شرسة تدفعهم حدّ استقدام المغتربين على نفقتهم الخاصة لا بل على نفقة المواطن نفسه الذي يدفع ضرائب على مدى سنوات دون الحصول على اي خدمات سوى بعضٌ من الإسفلت والقليل من الخدمات البسيطة بعد مراجعات كثيرة مع العديد من الزيارات والوعود والمشاريع الخيالية التي يحيكها المرشح في خياله، إلا أنها المرة الأولى التي يتم خلالها خوض المعارك الانتخابية من خلال التشهير والاعتداء على الآخرين وكبت صوت مناصري بعض القوى من خلال مراقبة حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنعهم من إيصال صوتهم وآرائهم تحت ذريعة التوقيف بحجة التشهير والتطاول على رموز وطنية حتى أن تلك التوقيفات باتت تطال صحافيين و باتت الرموز الإعلامية تقضي أشهرا في المحاكم للتخلص من تهمة لفّقت لها وكأننا ما عدنا في بلد الحريات بل في بلد تسيطر عليه بعض الميليشيات الخارجة عن الدولة وكأننا شعب كتب عليه أن يمارس الحرية خفية فما كدنا نتنفس الصعداء بعد إخراج الجيش السوري من لبنان وأرحنا أنفسنا من ارتشاف فنجان قهوة ثقيل بحضرة النقيب حتى بتنا نعيش هاجس الخوف من التوقيف لانتقاد هذا النائب وذاك الرئيس او حتى تأييد أحد المنافسين على المقعد النيابي وأصبحنا نشعر وكأننا في بلاد لم تعرف الديمقراطية يوما.
عبير سياج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق