الخميس، 15 مارس 2018

التحضيرات لاستقبال الحريري تطيح بالقانون بقاعا

عبير سياج



إنه الأمين، الّذي بات يطلّ علينا كثيرا في الآونة الأخيرة فحضرته زارنا أكثر من مرّة مؤخرا وتأتي زيارته هذه لتكون بركتنا الأولى خلال هذا العام، وعليه يحقّ لنا كتيّارٍ يُمسك بوزارة الداخلية أن نقفز فوق القانون بعلوّ بيانٍ واحد أمام العلن، وباقي القفزات المُنفّذة فوق القانون سنلبسُها عباءة الإخفاء.

لا بد أن هذه الكلمات هي أوّل ما خطَر ببال أعضاء المكتب السياسي في تيار المستقبل الذي بدأ بالتحضير مُنذُ أيام لإستقبال الأمين العام أحمد الحريري في البقاع، لكنّ حَدَثَ ما لم يكُن بالحُسبان فمنسقية المُستقبل أجرت اتّصالا ببلدية الصويرة لاستقبال الأمين، وهو أمرٌ مخالف للقانون وللمادة 77 الصادرة عن وزارة الداخلية، والتي تقضي بمنع استخدام المرافق العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات والجامعات والكليات والمدارس الرسمية والخاصة ودور العبادة لأجل إقامة المهرجانات وعقد الاجتماعات واللقاءات الانتخابية والقيام بالدعاية الانتخابية، وهو أمرٌ نفاه أمس عضو المكتب السياسي وسام شبلي خلال برنامج الحدث مضيفا أن الأمين العام أينما يحلّ منازله والصويرة بأكملها تفتح لها أبوابها، شبلي أخطأ في تصريحه فقد أكّد رئيس البلدية وأحد أعضائها هذا الطلب الموجّه الى البلدية عبر منشور على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك"، لكن امتعاض أكثر من عشرة أعضاء بلديين حال دون استقبال الأمين في البلدية، فما كان من المنسقية سوى التوجّه الى مدرسة المقاصد في الصويرة والتي جاء رفضاً قاطعا عبر رئاسة الجمعيةلأي استقبال في حرمها، كما غاب عن بال شبلي وجود نسبة كبيرة في بلدته ترفض دخول الأمين اليها، وكانت تعمل على الغاء هذه الزيارة منعا لأي تصادم بين أهالي البلدة الواحدة.
المستقبل لم يستسلم والأمين يتّجه نحو بلدة الصويرة غدا الجمعة ضمن جولة بقاعية يقوم بها وتمتدّ على مدى أيام، وقد رَسَى الاختيار على متوسطة الصويرة الرسمية لاستقبال الأمين بدَعوة من  تيار المستقبل وبلدية الصويرة باستثناء عدد كبير من أعضائها وفق ما جاءت الدعوة عبر مكبرات الصوت التي جابت الصويرة، المستقبل قد استحصل فعلا على إذن من وزارة التربية والتعليم العالي تحت إسم قطاع الشباب، لكن طلب الإذن جاء تحت إسم "نشاط ثقافي" يقيمه شباب المستقبل لتطوير مهارات وقدرات شباب البلدة في ملعب المتوسطة الرسمية، والمخالفة هنا لا زالت موجودة مرفقة بمخالفة ثانية للمادة نفسها حيث لا يجوز لموظفي الدولة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات ومن هم في حكمهم الترويج الانتخابي لمصلحة مرشح أو لائحة، وعليه أوضح رئيس البلدية أن لا علاقة له بموضوع زيارة الحريري لا من قريب ولا من بعيد، والتنظيم جاء من قبل تيار المستقبل والنشاط سياسي وليس ثقافي، وحسب الرئيس فقد طُلِبَ منهُ إقامة المهرجان أمام البلدية لكن الطلب قوبِلَ بالرفض لمعرفة الرئيس المسبقة بالقانون واحترامه له، إلا أن التصريح لم يكن دقيقا بالمعنى الكامل فقد قام شرطي من البلدية بمرافقة سيارة تابعة للمنسقية لتعليق يافطات استعدادا للاستقبال في بلدة الصويرة بلباسه الرسمي وسيارة العمل التابعة للبلدية.

من الطبيعي أن يُقيم المستقبل وأي تيار آخر المهرجانات الشعبية وهو حقٌّ له كتيار سياسي، خصوصا قُبيل الانتخابات النيابية فهذه المناسبات باتت لا تقام الا في الفترة السابقة للانتخابات، لكن من المؤكد أنه لا يحق لأي كان القفز فوق القانون لا بغطاء ولا من دون غطاء ولا يحق لأي كان التذاكي على الدولة، والغريب أن أكثر التيارات السياسية التي التزمت في الماضي بالقوانين واحترمت الدولة باتت تفصّل القوانين على مقاسها تحضيرا للمعركة الانتخابية، والمثير للتساؤل هو عدم إقامة المهرجان في أحد المجمعات التي اعتاد المستقبل إقامة المناسبات والاستقبالات بها بقاعاً، وآخرها استقبال الأمين للمندوبين مساء اليوم، ومن المُحتّم أن رئيس الحكومة بات بعيدا عن تصرفات كثيرة تُمارس من قبل قيادات تياره باسمه وحتى بعض من جمهوره، فهل سيصل الأمر اليه ويتصرّف؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق