الجمعة، 9 مارس 2018

اللوائح الخمس البقاعية شبه محسومة والمستقبل يتأرجح


عبير سياج


بعد إغلاق أبواب الترشيحات للانتخابات النيابية 2018 اتّجهت الأنظار نحو الأسماء المرشّحة في كلّ دائرة من الدّوائر، وبات المواطن ينتظر السابع والعشرين من هذا الشهر وهي المُهلة الأخيرة لوضع اللوائح الانتخابية حيث سيتعرّف حينها على مرشّحيه المؤكّدين فباب الترشيحات أُقفِلَ على 976 مرشّحا منهم من باتت أسماؤهم ضمن اللوائح في وزارة الداخلية منذ أيام وهم مُرشّحي الثنائي الشيعي في الدوائر التي سيخوض بها الحليفين المعركة الانتخابية، وهي معركةٌ تجزُم جميع القُوى على أنها ستكون معركة "كسر عظام" خصوصا من قبل بعض المُرشّحين عن دائرة البقاع الغربي التي ستشهد معركة  بين خمس لوائح وهي لائحة المُجتمع المدني الذي أكّد أنّه ماضٍ في لائحته المُقرّرة بعد أنباء عن "فرط" اللائحة،لائحة اللواء أشرف ريفي الذي يخوض المعركة الانتخابية للمرّة الأولى والتي باتت جاهزة بانتظار اعلانها فور عودة الأخير الى لبنان، لائحة الوزير عبد الرحيم مراد حليف "حزب الله" البقاعي وممثلها سُنيّاً وهي أيضا لائحة باتت محسومة من حيث المرشّحين، لائحة الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يخوض معركته البقاعية للمرة الأولى أيضا وأعلن اسم واحد من مُرشّحيه عن المقعد الدرزي بانتظار استكمال الاعلان عن اللائحة كاملة، وأخيراً لائحة تيار المُستقبل التي اكتسحت بمُرشّحيها المقاعدُ النيابية في السنوات الأخيرة وقد حسم المستقبل أمره في الساعات الأخيرة الماضية بعد مواجهته لصعوبات على مستوى المقعدين السنيين استعدادا للاستحقاق القادم.

ففي حين أبقى المستقبل على مرشحيه عن كل من المقاعد الدرزية،الشيعية الأرمن واختار اسما جديدا لمقعد الروم الأرثودكس قد واجه صعوبة مُعيّنة في حسم أمر مُرشّحيه السُنّين وأسماء المُرشّحين المُقرّبين من المُستقبل خيرُ دليل على ذلك، فالمستقبل الذي لاحظ امتعاضاً من الساحة البقاعية على نائبيه الحاليين زياد القادري وجمال الجرّاح حاول استبدالهما بشكل لا يؤثّر سلباً على المُستقبل ويحول دون كسب أصوات المقرّبين من النائبين، فالقادري يتمتّع بحيثية عائلية كبيرة على مستوى معظم البلدات البقاعية التي تضمّ بأغلبيتها أفراد عائلة القادري، أمّا الجرّاح الوزير والنائب لهُ أيضا حيثيته العائلية ويُعتبر مُقرّبا من عائلته بشكل أكبر من القادري الذي لم ينشأ في البقاع وقلّما التقاه البقاعيين الذين يُجمعون على عدم تقديم الخدمات من قبل الأخير خلال سنوات وجوده في البرلمان، المُستقبل الذي اتّخذ قرارا باستبدال اسم الجرّاح بالقرعاوي مقابل تسليمه وزارة في الحكومة القادمة، علماً أن هذا الترشيح ليس الأوّل للقرعاوي الذي خاض المعركة السابقة الى جانب الوزير السابق عبد الرحيم مراد وبهذا يُبقي المُستقبل على رضى الشارع الجرّاحي، وحتى الساعة يبقى اسم المُرشّح علي الحاج المُقرّب من الرئيس الحريري الى حدّ كبير خارج المعادلة المستقبلية الا إذا طرأ جديد وتم استبدال القادري به.

المُلفت أنّ استبعاد اسم الجرّاح  عن المعركة بات مؤكدا، في ظلّ تمتّعه بنفس حيثية القادري العائلية ويبرز اسمه في المحافل والمناسبات بنسبة أكبر من تلك التي يبرز بها اسم القادري فهل الذي دفع قيادته للتخلي عن اسمه في المعركة هو تصريحه خلال فترة الأزمة الحريرية/السعودية عن أنّ خياره سيكون نفس خيار السعودية، وسيمشي في طريق ريفي إذا أرادت ذلك..

اذا وضع المُستقبل لا زال مُتأرجحاً نوعا ما بالرغم من أخذ الصورة التذكارية للمرشحين صباح اليوم وتدخل التحالفات ضمن لعبة التأرجح هذه فهل سيُحسن المستقبل الاختيار ام أنّه سيُعيد تكرار ما قام به من سنوات حيث سيُعيّن أشخاصا لا يتمتّعون بالوعي الخدماتي وهل سيعيد البقاعيون وضع ثقتهم بالمستقبل أم أنهم سيتوجهون نحو اللوائح الأربعة الأخرى،الجواب في السادس من أيار وإنّ عداً لناظره قريب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق