الخميس، 8 مارس 2018

مرشّحين بنكهة أنا أو لا أحد

عبير سياج

يبدو أنّ جنون العظَمَة بات ينتقلُ من بعضِ القوى السياسية إلى آخرى، وباتت الأنا تُسيطر عليهم وكأنّهم لم يخرجوا من عمر الطفولة الذي تسيطر به هذه الحالة النفسية على الإنسان وهي حالٌ طبيعية لكنها غير مقبولة في السياسة فما من أنا سياسية وحين تسيطر هذه الحالة على الأحزاب والقوى فإنها تصبح تهميشا ومُحاولة لتغيير نظامٍ بأكمله خصوصا في لبنان بلدُ الديمقراطية الذي يحاول البعض تحويل نظامه من ديمقراطي لدستوبي وهم يخاطبون بالديمقراطية والحرية.
في لبنان بلد التعدّدية يرفض تيارا سياسيا بجميع أقطابه فكرة تواجد غيرهم على الساحة السياسية،وطبعا ليس أي أحد بل وجود شخص قوي لم يستطع جموع القوى كسره فسحقهم وحيدا ديمقراطيا،تلك الصدمة التي حدثت في احدى المُدن التي شكّلت خزانا لتيار المستقبل وكانت الداعم الأول له باتت تشكّل قلقا فعليا لهذا التيار ودفعت بأحد مرشحيه للمحاضرة في هذه المدينة متحدّثا عن إنجازات لرئيسه وأحجُر أساس وضعها في مواجهة  سلاح "حزب الله " الّذي شرّعه الحريري بشكل غير مباشر لحظة سماحه لحزب مُسلّح بحماية "إرهابيين" وإخراجهم من جرود رأس بعلبك لحظة اقتراب الجيش من تحقيق انتصاره العظيم،وأحرقت قلوب أمهات خسروا أبناءهم على أيدي "دواعش" ورأوهم يخرجوا بحماية "حزب الله" وسماح من رئيسك الذي واجه هذا السلاح على حدّ تعبيرك، إنّ ما تسميه سياسة خشبية يا حضرة المُرشّح نحن نراها قوة الإعتدال واعتدال القوة، في بلد يهيمن عليه السلاح الغير شرعي الذي سلّمتم أمرا لوجوده،في هذه الخشبية فرصة للوقوف في وجهه وإيصال صوتنا للمجتمع الدولي حيث سنجد آذانا صاغية، مؤتمراتكم التي تتحدث عن أنها مواجهة لسلاح حزب الله أثقلت موازنة الدولة بعجز تاريخي وذو مستوى عالمي لم يسبق له مثيل في دولة لا يتعدى عدد سكانها أربعة ملايين نسمة وما زالت باريساتكم تغرقنا في الديون، ولا زلنا يا حضرة المُرشّح أمام مواجهتكم العظيمة لحزب الله أنتم وسبعة عشر وزيرا للحزب وحلفائه، كلّه فداء للكرسيّ العظيم على مدى عهد كامل..
من يطعن بالظهر يا حضرة المُرشّح ليس الذي يتخلّى عن كرسي لأجل حقّ شعب،بل من يتخلّى عن شعب من أجل كرسي، وكي لا يشكّل سؤاليك مصدرا ثانيا لآلام الرأس الى جانب الآلام الناتجة عن قلق المواجهة، اسمع لي أن أجيب عنهما..
يا حضرة "المُرشّح" أنت الصحافي المُثقّف أعلم الناس عن ديمقراطية لبنان وبأسلوبك تمسح جميع معالم الديمقراطية، المناطق السنية ليست حكرا على أحد لا على تيار ولا على حزب ولا على نوّاب سابقين لم يقدّموا شيئا لمناطقهم ومُرشّحين حاليين وجوههم الديكتاتورية مكشوفة حتى قبلَ وصولهم لمقاعد السّلطة، واللوائح التي ستُكشف الستارة عنها في أقرب وقت تشكّل أملا للّذين ملّوا تمديدكم تحت حُجج وأسباب لا وجود لها، فهل يُعقل يا حضرة المُرشّح أن تحوّلوا تنفيس خوفكم من أسلوب التمديد الى أسلوب توجيه الاتهام لمن هم في مواجهتكم في اللعبة الديمقراطية بتقديم خدمة لحزب الله، أوليس أجدر بك اتهام من وافق على هذه القانون بتوجيه الخدمة الأكبر لحزب الله؟
ختاما يا حضرة المُرشّح، تقبّل الآخر ليس بعيب بل انه واجب على كل الفئات وان كنت تتّبع هذا الأسلوب منذ اليوم ما الّذي تخبّئه لنا إن وصلت الى المجلس، دعك من هذا الأسلوب ومن تبنّي أساليب قوى دخلّت يوما الى مكان عملك وأحرقته، تقبّل الآخرين فضيلة ومحاولة الغاء ديمغرافية هذا البلد جريمة دعك من تلويث يديك بها أنت وجميع من يساركك آراؤك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق