عبير سياج
ها هو ملف "زياد عيتاني" يعود الى الواجهة من جديد، فزياد الذي أوقف منذ حوالي الأربعة أشهر من قبل جهاز أمن بتهمة العمالة مع العدو الإسرائيلي، والذي ليبدو أنّه لُفّقت اليه تهمة لا علاقة له بها شملت محاولة اغتيال كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي كان زياد مقربا منه بشكل ما الأمر الذي سبب صدمة حينها لشارعه، لكنّ الصدمة الأكبر اليوم توجد في قلب زياد فهو المُخرج الأوّل وجد من هو أنجح منه في الإخراج وكتابة "السيناريوهات" التي أشغلت الرأي العام على مدى أشهر.
عاد ملف زياد عيتاني الى الواجهة من جديد بعد نشر الصحفي فداء عيتاني سلسلة مقالات على مدوّنته الخاصّة وهو الذي لا تجمعه معرفة شخصية بالمُتّهم تناولت معلومات واردة على لسان أحد أقرباء زياد أضهرت أنّ زياد تعرض للتعذيب والضرب وهو ما أجبره على قبول الاتهامات المُنسبة إليه،وكانت "البحصة" الّتي فجّرها اللواء أشرف ريفي خلال مقابلته على تلفزيون الجديد مع الإعلامي جورج صليبي خلال برنامج "الأسبوع في ساعة" سببا في إعادة فتح ملف عيتاني أيضاً، فقد صرّح حينها أن القضية هي قضية تشابه أسماء حيث أن أحد الأجهزة السياسية قد قام بفبركة الاتصالات لإدانه أحد الصحفيين المُقرّبين منه، ويدخل ذلك ضمن الحملة التي يشنّها البعض لتشويه صورته.
استلمت شعبة المعلومات قضية عيتاني وأعادت فتح التحقيقات وعلى إثر القضة أوقفت الشعبة المُقدّم سوزان الحاج حيث نقلتها من منزلها الى مبنى الشعبة لاستكمال التحقيقات، التي أعلن أنها ستطال أشخاصا آخرين تعاومنوا على فبركة الملف، وتبيّن أن الحاج استخدمت "هاكر" عمل على فتح حسابات وهمية استُخدمت ضمن الملف المفبرك.
إذا ها هو زياد يخرج بريئا ومن أدانه بالأمس يعتذر منه اليوم بإسم اللبنانيين أجمعين ويفخر بوطنيته، وفعلا كم لنا الفخر بوطنية زياد لكن من يحمي جميع اللبنانيين الرافضين للسلطة الحالية والمُقرّبين من رموز معارضة لها من هكَذا تُهم..
لا بدّ أن زياد سيخرج من خلف القضبان نحو سماء لبنان علّه يعبُر من خلال سمائه نحو وطنٍ يُحترم به الإنسان ولا تُلفّق له التّهم تحت حُجة تشابه الأسماء، أسماء أشخاص مقرّبين من مُعارضين آمنوا برسالة وطن وحملوا همّه حتى بعد انتهاء خدمتهم ضمن صفوف حُماة الوطن، فخرج ليجد عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية يُضيّعون البوصلة الرئيسية لهذه الأجهزة ويُذهبون إنجازات زملائهم هباءً، فالنقاط السوداء تبدو واضحة في الصفحات البيضاء كوضوح شمسٍ عادت لتُشرق من جديد مع رؤية زياد لشمس الحُريّة من جديد.
لا يكفي الاعتذار اليوم من زياد الذي صدّق معظم اللبنانيين ملفّه المُلفّق، فنجن شعب نؤمن بأجهزتنا الأمنية، وكم من أشخاص كزياد يقبعون في السجون اليوم لكن الفرق بينهم وبينه أن قضاياهم غُيّبت عن الرأي العام ومنهم كثيرون قضوا سنوات ظلم بين جدران السجن المُظلمة، فعُذرا لا تكفيك يا زياد اليوم لكن في المقابل هل يكفي الأشخاص الذين ساهموا في إعادة فتح ملفّك من جديد كلمة شكرا، على أمل اللقاء يا زياد لقاء المنتصرين فإنتصارك اليوم ناقصا لحين إيقاف جميع من ورّطوك في ملفّ لا علاقة لك به لا من قريب ولا بعيد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق