الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

إلغاء لقاء أم حربٌ على سعيد؟!






عبير سياج

لم يعُد قمع الحريّات في لبنان بجديد، حيثُ أنّ الاستدعاءات باتت تنزل على الناشطين كزخّ المطر، و أصبح القمع غيمة عابرة تحاول إخافة كل المتكلّمين بسوادها الغير معهود، إلّا أن الجديد بات منع انعقاد خلوة لجمعية مُسجّلة في الدولة اللبنانية وكان لها العديد من المشاركات في المحافل الوطنية الهامّة.
هي الجمعية التي حرصت على ترسيخ العلاقات بين أطياف المجتمع اللبناني فوضعت اولى أهدافها التواصل والجمع ما بين أطياف المجتمع فقررت أن تكون خلوتها لهذا العام (على غير عادة)في عاصمة بلدها الذي أحبّت بعد أن كانت تعقد سنويا في كسروان،فكان كل شيء سارٍ على خير ما يُرام إلى حين الاعلان عن موضوع اللقاء الذي سيُعقد (رغم أنف الرافضين) تحت عنوان "رفع وصاية ايران عن القرار الوطني".
الأمر سبّب نوعا من الصدمة للمجتمع اللبناني الذي كان لا يزال مؤمنا بنظرية "لبنان الحر"، إلا أنّ هذا الإلغاء المُكره بات سببا اضافيا لإعادة اللبناني التفكير مرتين قبل نطق كلمة "حرية"، لكن ما السبب وراء الغاء انعقاد الخلوة؟
ان تعمقنا في الموضوع فإننا نجد أحد هذين السببين الذي لا ثالث لهما:
الأول السيطرة الايرانية على لبنان بكامل مفاصله بدءًا من العهد وصولا الى أصغر إداراته الرسمية(بحسب ما ترى سيدة الجبل) ، أو أن الدولة بأطيافها الغير معلومة لا زالت مكملة بحربها على النائب السابق "فارس سعيد" الذي استخدمت معه هذا الاسلوب قبيل عقد المؤتمر العام لحركة المبادرة والذي ألغي بنفس الظروف، على اعتبار أن "سعيد" يُشكّل فرداً أساسيّا في اللقاء.
أيّ كان السبب أو الغاية فهي لا تبرّر الوسيلة، على اعتبار أن دستورنا ضامن للحريّات، لكن على "سعيد" أن يعي بأن ما من أحد يطبّق الدستور الا في البنود التي تأتي على هواه،وبالتالي فإن كلام الأخير عن أن العهد يجب أن يكون حاميا للحريّات سيبقى كلاما في الهواء ولن يلقى لآذان المعنيين سبيلا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق