السبت، 7 يوليو 2018

الحجاب بين الذئاب..



عبير سياج



أهلاً بكُم في لبنان، لقد حطّت رحالُكم على أرض هذا البلد الذي لا زال عزيزا علينا رغم أننا ما عُدنا من الأعزّاء، والرجاء على من هم فوق تراب الوطن معرفة ما يلي، إننا أولا وآخرا أفسد الشعوب، ننادي بالحرية وفي مُقدّمها حريّة المُعتقد إلا أننا ننسف أخت الأديان في معظم الأحوال، عار عليكم الالتزام بلباسكم الشّرعي وإلا حامَت حولكُم تُهم الإرهاب وطُردتم أينما كُنتم حتى إن حملتم على الجواز إسم لُبنان. 
إنّها العُنصريّة بحدّ ذاتها، لا بل إنّه الإرهابُ الحقيقي، إرهابُ النّفس والروح والعقل في آنٍ واحد حين يُرفض تقبّل "المُحجّبات" ضمن مُجتمعٍ مُتعدّد الطوائف في أماكن عدة حتى أنهن بتن يتعرضن لتفتيش خاص في المطارات ، فقط بسبب تطبيقهن شيء من الشريعة التي تحتوي عليها أديانهن، وما هذا سوى إظهارا للعُقد والارهاب الذي بات البعض يحمله في نفسه جرّاء انتشار هذه الظاهرة في الأعوام الأخيرة.
وهنا يأتي الدور الكبير الّذي لعبته وسائل الإعلام خصوصا الغربية ، حيث أنها في مكانٍ ما ربطت الارهاب بالحجاب أو بالاسلام ككُل، وهذا ما ليس صحيحا بشكلٍ كامل الأمر الذي ساهم بإنتشار هذا الفكر، إضافة الى استخدام المنظمات الارهابية التي أبدع في خلقها أعظم اللاعبين السياسيين العالميين والاقليميين للسيطرة على أنظمة وخلق الرُعب في نفس الشعوب للاستعانة بها تحت خانة استعادة الأمن والسيطرة على الارهاب، حتى أن الدول تلك ان تعرضت لأي اعتداء ارهابي لا يتم تصنيف الاعتداء بالارهابي او لا الا بعد النظر الى طائفة المُعتدي، الذي ان كان مُسلملا سجّل الاعتداء بالارهابي وان لم يكُن سُجّل بالحادث.
كلّ ذلك ساهم في تعزيز هذه النظرة الخاطئة، من منطلق أننا بتنا نعيش في مجتمع يتبنى التفكير الغربي على اعتباره حضارة، فترى البعض يشمئزّ ويرفض وجود المُحجّبات معه في مكانٍ واحد، خوفا من الصورة الارهابية التي تُحيط بالحجاب وهذا بحدّ ذاته ارهاب نفسي وخُلُقي، فلو نظر اولئك الى روح الشخص الذي أمامهم وليس الى شكله لن يرفض وجوده على الرغم من أن الشكل حضاري وليس ارهابي فلكلّ انسان الحقّ في اختيار على أيّ وجه يكون.
ولا يُمكن استثناء الدور الكبير الذي تلعبه الدولة في الحدّ من هذه الظاهرة، حيثُ أنّ الحجاب بات يقبع بين الذئاب، ينهشون به وهذا ما يُشكّل اعتداءً على الانسان والدُستور الذي ضمن حريّة المُعتقد، والحجاب اليوم حريّة تتعرض للنسف بين الحُريّات، الدولة اليوم أمام مسؤولية كبيرة تتوجب وضع قوانين تحمي المُحجّبات من المُضايقة والطرد من أيّ مكان تحت هذه الحُجة، كما أنه يجب أن تقضي على الفكر المنحدر الذي يتعرض لأي صورة من صور الأديان من أي أي طرف ولأي دين كان تحت عنوان عريض ألا وهو "مكافحة الارهاب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق