عبير سياج
الضاهر الذي تخلّى عن الحريري بعد الخسارة المريرة التي وقعت على المستقبل أمام ريفي في الانتخابات البلدية مسجّلا بذلك انسحابا من التيار بسبب تراجع شعبيته وخوفا على خسارة الكرسي،و الذي كان لهُ موقفٌ واضح خلال الأزمة الحريرية السعودية ممثلا موقفه بموافقته على البيعة لبهاء الحريري كبديل عن أخيه، ها هو يرتمي اليوم في حضن الحريري بعد أن أطلق هجومه الأول على ريفي من بيت الوسط متهما اياه في كل مناسبة أن همه الأول هو محاربة سعد الحريري، فهل الذي يحارب الحريري هو من وقف معه في أزمته مع السعودية أم ضده؟
ما الذي حصل إذا بين ليلة وضحاها وما حقيقة الخلاف بين الريفي والضاهر؟
الحقيقة أن الضاهر جُنّ جنونه بعد أن التمس عدم ادراج ريفي اسمه على رأس لائحته في عكّار، وقبل اعلان اللوائح انسحب الضاهر لصالح المستقبل مطلقا الاتهامات يمينا وشمالا كأنه يسرد سيناريو لفيلم من إخراج كاران جوهار الهندي، واستعان الضاهر بالاستخارة التي استخدمها الحريري أمام الوفد البقاعي قبل فترة، وكيف من الممكن أن تُقبل استخارة المُرتشي والواهم..
أي واهم الجواب في البقاع تحديدا، فخلال زيارة اللواء ريفي للولايات المتحدة الأميركية وقبل أن تتوضح صورة اللوائح الانتخابية أجرى الضاهر اتصالا بأحد الشخصيات الدينية في البقاع مُرشّحا اياه على لائحة ريفي وباسمه دون علم ريفي او حتى موافقته وهو الذي يعلم حيثية الشيخ الدكتور لدى المسيحيين في المنطقة وبالرغم من احترام ريفي لشخصية الدكتور كان ترشيحه مستحيلا لو أكمل ريفي بتأليف لائحته، لكن الأمور أخذت منحى آخر يومها وراحت تتجه نحو فرض بعض الأسماء على اللواء وكان رفضه لهذا الفرض ضربة صاعقة للضاهر فاستشعر أنه غير قادر على الوقوف بوجه رجل أمني بامتياز فأعدّ العُدّة ولجأ لبيت الوسط عاقدا بذلك ميثاق كان لهُ ثمنه الخاص.
ثمن ذلك الميثاق كان شيئا ما الى جانب تجنيد الضاهر لمهاجمة ريفي الذي بات يشكل ظاهرة واضحة ومنافس شرس في الانتخابات النيابية المقبلة، وآخر ما توصّل اليه الضاهر أن الريفي لم يتعاطى مع الناس، ومن يتعاطى مع الناس أكثر ويشعر بهم أكثر من يمشي بينهم أم من يزورهم بالطوافة العسكرية، ومن يشعر بالناس أكثر من لا يعرف احتياجاتهم ومعاناتهم اليومية دون أن يقدم أي شيء لهم خلال تسع سنوات أم من يلتقيهم كل يوم ويعلم ما هم بحاجة اليه ويعمل على تحقيقه قدر المستطاع.
الضاهر بات حاله كحال الراعي الذي ادعى مرارا أكل الذئب لنعجاته، وفي النهاية ما من خاسر سواه حيث أن الستارة ستسدل على مسرحيته مع انتهاء الانتخابات، إلا إذا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق