الثلاثاء، 27 فبراير 2018

بعد زيارة الوفد السعودي سلسلة تغريدات لجعجع

هي تغريداتٌ أشبه ببرنامج إنتخابي أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي سيخوض الانتخابات النيابية وفق لوائح تضمّ مرَشّحيه، الذين قدّم عدد منهم اوراق ترشّحه للانتخابات بشكل رسمي دون وضوح صورة التحالفات بالنسبة للحكيم الذي يحظى بشعبية واسعة على الساحة المسيحية بشكلٍ عام، وهو الذي خاض الانتخابات في الأعوام السابقة كحليف لتيار المستقبل الذي اختار السير في الانتخابات الحالية برفقة حلفاء جُدُد أسقطوا حكومته الأولى التي حظيت بتأييد شعبي كبير.
"الحكيم"  الذي التقى موفد الملك السعودي المستشار نزار العلولا يرافقه السفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري في معراب أمس، أطلّ اليوم على جمهوره عبر موقع "تويتر" ليُطلق سلسلة تغريدات تحمل خلفَ أحرُفِها رسائل شديدة اللهجة مُتناولاً معاناة يعاني منها الشعب اللبناني بشكل يومي.
تحت عنوان "صار بدها" عبّر جعجع عن رؤيته القادمة للبنان وامتعاضه مما حالت اليه الأمور فتناول مشكلة زحمة السّير الّتي باتت تسرق من اللبنانيين ساعات وساعات من يومياتهم ملفتاً الى وجود تمكّن الشعب من الذهاب من بيروت نحو طبرجا في غضون دقائق لا ساعات، إضافة الى التمكن من السير على الطرقات، ومرّ "الحكيم" على ملف الكهرباء فتساءل عن وجود بلد في أقصى أدغال أفريقيا ليس لديه كهرباء؟، منتقدا تخيير المسؤولين ما بين البواخر أو الظُلمة،ولفت جعجع الى وجوب وجود مدارس جيّدة يمكن الاستفادة منها "لا أن ندفع ضريبة من أجل مدارس لا نقصدها ونعود وندفع من جديد أقساط في المدارس التي يمكن لأولادنا التعلم فيها" كما قال وتطرق جعجع للأوضاع الاقتصادية مشيرا الى ضرورة أن يستطيع المرء تقديم الاكتفاء لعائلته وعدم اضطرار الشباب للهجرة.
جعجع الذي عُرف بمواقفه تطرق لموضوع سلاح حزب الله الذي شكّل وجوده دويلة بشكل غير مباشر فغرّد قائلا " صار بدها أن يكون لدينا دولة فعلية في لبنان وليس نصف أو ربع دولة، لأنه لا يمكن أن نجتزأ الدولة، فإمّا دولة أو لا دولة"، ملحقا التغريدة بتغريدة أخرى انتقد فيها سلاح حزب الله داعيا لوجوب وجود السلاح داخل الدولة فقط.
"لهذه الأسباب علينا أن نربح الانتخابات" هذا ما أضافه جعجع متسائلا عن القوة القادرة التي جمعت جميع القوى في دائرة كسروان في كلمات جارحة فسأل " ما السر الذي جمعهم في كسروان؟ الإنسانية مع بعض الأصدقاء، ورجال الأعمال مع الرجال الذين لا أعمال لديهم ومن كانوا مع التغيير وضده ومن كانوا مع الإصلاح وضده"،ليجيب أن القوة القادرة التي جمعتهم هي القوات التي تقف وحدها مع الشرعية في نهاية المطاف، جعجع بدى امتعاضا من القوى التي حاولت إخراج القوات من الحكومة بسبب وضوحها.

جعجع لفت إلى وجود مرشحين في الأغلبية الساحقة للقوات من الدوائر الانتخابية ملفتا الى اختيار المرشحين بدقة، واختتم تغريداته بدعوة الناخبين للعمل بجهد حيث أن المرحلة المقبلة تحدد مصير أربع سنوات قادمة، مضيفا الى أن وصول من يستحق الى مركز القرار سيغير في الوضع السياسي.
التغريدات بتوقيتها توضح ما جرى من أحاديث بين الطرف السعودي وجعجع، كما توضح عدم رضى جعجع عنالوضع اللبناني الحالي، وبالتالي على الحُكم والحكومة التي حاولوا اخراج وزرائه منها بسبب مواقفهم، كما أن هذه التغريدات توضح التوافق بين السعوديين وجعجع في المواقف التي من الممكن أن لا تفسح المجال أمام أي تحالف مع المستقبل حتى الساعة، فالحريري الذي يتوجه الى السعودية اليوم بعد انقطاع دام أشهر لا بد أنه سيعود بتمويل لحملته، لكن هل من الممكن أن يعود متخليا عن تحالفاته ام أنه سيبقى في طريقه الحالي ويعبر مفارق تحالفات جديدة مع من غادر فريقه ذكرى اغتيال والده غير راضٍ عن " البروتوكولات"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق