الثلاثاء، 13 فبراير 2018

وعد الرفيق..


هي ليست مجرّد ذكرى تتجدّد كلّ عام بل إنها مأساة أكبر من الوطن..
هو ليس عهدٌ يتجدد بل عهدٌ ابتعد عنه من يلقي الكلمات السنوية وحافظ عليه من يستذكر العهود في كل لحظة..
إنّها الذكرى الثالثة عشر لاغتيال الشهيد رفيق الحريري. سنوات طويلة مرّت على لبنان، سنوات قدّم لبنان بها قافلة من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل قضية لا يستذكرها اليوم المؤتمنين على إرث رفيق الحريري سوى بضع دقائق كل عام، فدماء الشهيد الكبير التي كانت بداية لجلاء نظام غاصب عن أرض لبنان الحبيب.
سنوات بعد رحيل الرفيق مر لبنان بها بمآس عديدة فمن حرب تموز الى أحداث نهر البارد فالسابع من أيار الأسود الذي مجّده من يتوجه المؤتمن للتحالف معهم اليوم وانتخابات نيابية جدّد بها الأحرار العهد لرفيق فاستقبلت الصناديق عامها اللوائح "زي ما هيي" بعد اغتيال صديق الرفيق البطل "وسام الحسن" وإقامة علاقات "العار" مع الدولة السورية التي يترأسها أبرز قتلة الحريري ومن بعدها هاجر المؤتمن لسنوات مبتعدا عن تراب الوطن ومشاركة "حزب الله" في قتل الآلاف من الأبرياء السوريين ولا زال لغاية اليوم، فالطعن بصديق الرفيق الذي اعتبره "أشرف ضابط في قوى الأمن الداخلي" واتفاقات العار وصولا الى تأليف حكومة عبارة عن ثلاثين وزيرا للمرة الأولى إكراما لرضى أصحاب السلاح الغير شرعي لإعطائهم الحصّة الأكبر في الحكومة ليترأسوا سبع عشر وزارة وحلفائهم وقد جاء ذلك بعد تسليم رئاسة البلاد لمن اعتبر أن شهيد الوطن هو فقيد لعائلته الصغيرة ليس إلّا.
كل هذه المآسي وغيها جاءت بعد رحيل أمل لبنان، بعد رحيل من أعاد إعمار لبنان تحت حُجّة بناء الدّولة وكيف بُنيت هذه الدولة؟!
هذه الدولة بُنيت بملفات فسادٍ مُخزية وبنيت بتقسيم للنفط قبل استخراجه، وتلك الخُطى التي يزعم البعض اتباعها من المقرّبين توجهوا بها نحو مهاجمة مملكة الخير مطبّعين مع محاور متّهمة بقتل الحريري ولا زالت تُخفي المُتّهمين حتى اليوم.
رفيق لو كان بيننا اليوم لكان لبنان بألف خير فالذكاء السياسي الذي تمتّع به افتقره وريثه السياسي و مبدأ "الصداقة" الذي حافظ عليه لسنوات تخلّى عنه وريثه بلحظات فعن أيّ وريث يتحدّثون اليوم؟
أعن وريث يشتري الناس ببضع دولارات وليترات من وقود السيارات؟
أم عن أشخاص يكيدون المكائد للحفاظ على كرسي زائل؟
أبرز قتلة الرفيق اليوم يترحمون عليه  كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته موجهين الدعوات اليه لالغاء المحكمة الدولية مدافعا عن حزب الله ولو لم يكن متاحا اليهم وأعوانهم اليوم الحديث لما تفوهوا بالكلام.
علينا اليوم أن نسأل يا رفيق أنفسنا وضمائرنا عن المحافظين على رسالتك ومسيرة الحق الذي دفعت ثمنها دمائك ورفاقك فإكمال المسيرة لا يحتاج الى خطّاب بل يحتاج الى رجال ورجال اليوم أقلة لكنهم موجودين وسيكملوا مسيرتك واضعين استشهادك نُصب أعينهم حتى جلاء الحقيقة، الحقيقة كاملة دون نقصان...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق