السبت، 17 فبراير 2018

حزب سبعة..وهم المجتمع المدني

عبير سياج




بلباس المجتمع المدني ظهر من الغيب وتحت مشروع تغيير الطبقة الحاكمة اقتحم الشارع اللبناني، فمن حق أي شخص لبناني منذ أكثر من عشر سنوات أن يؤسس حزبا أو جمعية أو ينتمي الى واحدة من الاثنين حسب ما ورد في الدستور اللبناني. ومن البديهي في ظل الحُكم الطارئ على البلاد أن يظهر حراك من هنا وجمعية من هناك أملا بالتغيير الضروري للبلاد ولكن أن يظهر اسم حزب يعبر عن آراء المجتمع المدني تطغى على جميع الحركات والجمعيات المدنية في وقت قصير فإن ذلك لشيء فيه البعض لا بل الكثير من الغرابة..
حزب سبعة أو الحزب البنفسجي، فالأحزاب في بلادنا تُعرف بأسماء الألوان التي تُلوّن بها أعلامها وما ذنب الألوان لتحمل صفة من لا يمثلها هي حتى..
ظهر حزب سبعة وانتشر بسرعة خاطفة ليكون بذلك الحزب الأول الذي ينتشر بسرعة البرق دون وجود أي تمويل خارجي على حد تعبير الحزب الذي يُموّل كما يُدّعي بالتبرعات، والتبرعات التي تُقدّم له يرفض أن تزيد عن خمسين ألف دولار أميركي  فمن أين للحزب هذا المال الذي يسنح له ضخ حملته الإعلامية على شاشات التلفاز، والتي تُكلف مال هارون وكلما ازدادت مدتها ازدادت بالتالي التكلفة، واشتهر هذا الحزب الجديد العهد بمحطاته الاعلانية التي نجحت بنسبة كبيرة وأثّرت في نفوس نسبة من الشعب اللبناني وكأنّ منظمي حركتها الاعلامية تلك الشركات القطرية المعروفة في هذا المجال العملي، كما كان ملفتا في احدى محطات الحزب الاعلانية اقتباس الاعلان ككل من اعلان للمرشح الديقراطي بيرني ساندرز عام 2016 الى الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية، وهو ما ليس بالأمر الطبيعي فالحزب الوطني الفعلي يخلق رسالته ولا يقتبسها ويعرض أفكاره الحقيقية ولا يأتي بها من الخارج الذي يرفض أن يكون لبنان مرتهنا له تحت اي بلد من البلدان.
من أين لسبعة هذا؟
هو سؤال طُرح خلال ندوة لحزب سبعة في احدى المناطق البقاعية وأتى الجواب كالآتي " أموالنا عبارة عن تبرعات من الناس وسقف التبرع لدينا يبلغ خمسون ألف دولار فقط ونرفض أي مبلغ يزيد عن ذلك"
وسؤال آخر كان سببا باتهام رجل سبعيني بالعمالة بعد حيث سأل الحضور عن وضع جاد داغر الاقتصادي ومن أين جمع ماله وعن حقيقة طباعته ل "البانكنوت" للنظام السوري وجاء الرد بأنه يقوم فقط بطباعة سندات الخزينة، أجاب السبعيني بالتالي " خلص وصلت الفكرة" ما أدى لتلاسن وأخذ ورد بين الطرفين أدى لقيام أحد المحاضرين واتهام السبعيني بالعمالة للسطة ووسط هرج ومرج بين الحضور قام أحد أعضاء البنفسجي معتذرا ووعد الحضور بزيارتهم في منازلهم لتصليح ما حدث من سوء فهم، فما الذي يبرر لأي شخص أن يتهم آخر بالعمالة لأي جهة كانت ووقع هذه الكلمة ان كان بغير معناها الحقيقي له تأثير سلبي على الأذن والروح، وان كان الآن يلفّق اتهامات العمالة فما الاتهامات التي سيوججها بعد وصوله الى الحكم؟
ومن الملفت أيضا في موضوع هذا الحزب هو عدم التفاته لموضوع السلاح الغير شرعي "سلاح حزب الله"، الذي وُجّه يوما الى صدور الشعب الذي يدافع البنفسجي عن حقوقه، فهل السبب يكمن وراء قُرب هذا الحزب من "حزب الله" الذي يدافع عنه بعض روّاده.
هي علامات استفهام كبيرة تضع الحزب في قوقعة بدءا من التمويل مرورا بتلفيق الاتهامات يمينا وشمالا ووصولا لارتباطه ببعض أحزاب السلطة وكما يقال " لا بد يذوب الثلج، ليظهر المرج" وحينها ستظهر حقيقة كل بنفسجي بدءا من القائد مرورا بالقياديين ووصولا للأعضاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق