الأحد، 10 يونيو 2018

زيارة جنبلاط للسعودية: رسائل ملغومة أم إعادة للمّ الشمل؟!



هي ليست الزيارة الأولى إلا أنها الأبرز بعد انقطاع دام طويلا، فزعيم المختارة الذي طالما كان من ضمن الأرقام الصعبة في السياسة اللبنانية، توجه على رأس وفد يضمّ نجله ونائبه الأقرب الى المملكة العربية السعودية، موجّها بذلك رسائل عديدة لعدة أفرقاء سياسيين أبرزها أنه مهما آلت إليه الظروف، أحد لا يمكنه تهميش زعيم الدروز من على الساحة السنيّة.
جنبلاط الذي كان قد أعلن في فترة سابقة عن عدم تلبيته دعوة وجهها اليه محمد بن سلمان أثناء تواجد الثنائي جعجع/الجميل هناك، وأطلق تصريحات مناهضة لموقف السعودية تجاه قطر ودورها في الحرب اليمنية منذ أشهر معدودة، ها هو في ضيافة أبرز القيادات فيما كان الحريري قد أعلن منذ أيام عن عدم لقائه بأي من القيادات السعودية واضعا زيارته في خانة الزيارات العائلية، وكأن فتورا قد حلّ على العلاقات من جديد، خصوصا بعد النتائج الصادمة في الانتخابات النيابية والتي يبدو أن السعودية قد وضعت الأخير أمام إلزامية إعادة ترتيب الصفوف الداخلية، فاستفاق التيار الأزرق على إقالات لبس بعضها عباءة الاستقالة.
لكن في ظل الحديث عن إمكانية تسلّم نادر الحريري الذي لعب دورا بارزا في إبرام الصفقات السريّة مع حزب الله خصوصا في فترة تواجد الأزمة التي واجهت الحريري مع السعودية وزارة الداخلية يترقّب الجميع موقف السعودية من القرار في حال أصبح كلام الصالونات واقعا، فالسعودية التي كان غضبها على الحريري في مكانه بسبب تراجع أدائه السياسي وهذا ما أظهرته نتائج الانتخابات في بعض المناطق التي لم يحتل فيها مرشحيه المقاعد الأولى بعد تشرذم قوى الرابع عشر من آذار كلّ في وادٍ وتساهل الحريري في التعامل مع الخصوم إضافة لاستباحة المقعد السنّي الأول في الدولة من قبل صهر العهد المقرب من حزب الله، تحتّم على السعودية اليوم أخذ موقف جاد لعلّ أبرزه إعادة خطوط التواصل مع قيادات الرابع عشر من آذار.
فهل ستشهد الساحة اللبنانية أزمة جديدة ما بين الحريري والسعودية أم أن هذه الزيارة ستكون محاولة لإعادة الأمور الى نصابها بعد الفتور بين الشيخ والبيك؟

عبير سياج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق