عبير سياج
أطلّ وجه السعد من الشمال، من قلب الشمال، من طرابلس الأبية بخطاب شديد اللهجة ونبض مرتفع أشعر المستمعين أن ذاك الذي يتكلّم ليس سعد الدين، فسعد الذي كان يتهم البعض بالشعبوية وباستخدامهم الكلام التحريضي او التجييشي لشدّ عصب الشارع استخدم أسلوبهم لكن بخطاب تمثيلي فدولته لم يعتد على هذا الخطاب وهكذا خطاب ان ألقي في مثل هذه الفترة بالتحديد فقط لا غير يُعتبر تمثيليا أما عن الذين استخدم الحريري خطابهم فهم كانوا منذ ظهورهم الأول يتحدثون به لأن هذا هو أسلوبهم وما يوجد بداخلهم من خوف على الشمال والمظلومين والطائفة بشكل عام.
لقد كان من المُتوقّع أن يكون خطاب الحريري عالي السقف من الشمال التي وجّهت إليه صفعة قاسية في الانتخابات البلدية الأخيرة وراح يتحالف مع الخصوم لضرب ابن البلد، الا أن الطرابلسيين حينها فضّلوا من عايشهم وعاش معاناتهم وتربّى في أزقّة حاراتهم، على من عاش في قصور الخليج وقضى صيفه على ضفاف نهر السين، فهل يمكن لزعيم لا يعرف كم يبلغ ثمن الرغيف أن يشعر بمن يعانون يوميا من الضيق، وكيف للشعب أن يُصدّق خطابا ممكن أن يتريّث ناطقه ويعلّق حروف ما نطق به خلال فترة صغيرة لا تتعدى السابع من أيار.
سنوات بقيتم في الحكم يا دولة الرئيس بناء على اتفاقيات خلف الكواليس فما الذي قدمتموه لطرابلس وغيركم قدّم عبر بلديته عدّة مشاريع كحلول لمشاكل أنهكت الطرابلسيين فشتّان بين من يعمل على الغاء جبل يأتي بالأمراض للطرابلسيين وبين من يعمل على اغلاق جبل وفتح آخر دون الالتفات الى طفل او امرأة او شيخ من المصابين بأبشع الأمراض بسبب اهمالكم، وشتان دولتك بين من يعمل لإنارة مدينته وسط التوفير وبين من يجلس مع الخصم العتيد لإمضاء صفقات كهرباء باهظة التكليف.
دولتك إن كان من يجلس حولكم في المجالس يسمعكم ما تريدون فقط وإن من وصفتموهم بقلة الوفاء وقلتم أنهم يخوضون الانتخابات ضدكم قد أعلنوا منذ أسابيع أن معركتهم ليست معكم، وان كنتم قد أصبحتم من الذين يسمعون ما يريدون ويطلقون السهام دون أن ينتظروا مقاومة من المتلقين فذلك أصبح كلام آخر، أما إن كان الموضوع متعلق بالاستفراد بالحكم حتى حين يكون السباق ديمقراطيا فنحن نفهمكم لأن من يعاشر القوم أربعين يوم يصبح منهم وأنتم منذ أشهر تعاشرون سبعة عشر وزيرا تابعين لحزب الله وحلفائه.
دولتك العفو العام حقّ مشروع فالمئات في السجون يقبعون دون أي محاكمة، والمئات عذّبوا ونكّل بهم تحت اشراف أقرب المقرّبين اليكم ونحن وإياكم نعلم أن القانون الذي أطلقتموه لم يُطبّق الّا في مناطق دون أخرى، دولتك فقط للتذكير اسألوا إعلامكم الجليل علّه يذكّركم من الذي سمح بخروج الارهابيين وجعل نصرنا ناقصا مُهين.
دولتك اسمح لي أن أحيطك علما أن السنّة في لبنان حرف ممحيّ من أبجدية الكثيرين وليس فقط حرفا ناقصا، فالسجون يملَؤها المظلومين من أهل السُنّة، والوظائف تؤخذ من درب ابناء السُنّة، والذنب في كل خطأ يحدث هو ذنب السُنّة، أعذر وقاحتي ان سألت لكن ما الذي قدّمته للسُنة وأي كرامة تحفظ بها طرابلس وأهل السنّة وأنت تتحالف مع من اتهم السُنّة بالارهابيين..
دولتك هل لك أن تُحدّثنا ما الذي تعرفه عن معاناة السنّة في لبنان،رجاء ان كانت معرفتكم لهذه المعاناة كمعرفتكم لثمن الرغيف الأفضل لنا ألّا نسمع ما بجُعبتكم من كلام وتبرير..