عبير فواز سياج
يبدو أنّ فرحة اللبنانيين بخروج الجيش السوري من لبنان لن تدوم طويلا حيث أن لبنان بلد "الحريّة" مُقبلٌ على ما هو أسوأ بكثير من عهد الوصاية السوريّة الذي ولّى بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري و"سيترحّم" اللبنانيون على أيامه في المرحلة المقبلة التي يبدو أنها ستسمّى بفترة "نظام الأسد الديكتاتوري بنسخته اللبنانية"، للوهلة الأولى يصاب اللبنانيون بالصدمة والذهول عند اخبارهم بأنهم لا يتمتعون بالحرية التي تمتعوا بها في الاعوام السابقة ويرفض بعضهم التصديق وبحاول آخرون تحريف الحقائق التي تؤكد أنه ما من حرية في لبنان سوى في صفحات الدستور التي لا يراعي وجوده أحد وأن حمّى النظام الديكتاتوري انتقل من سوريا الى لبنان وظهرت عوارضه منذ أيام.
فمنذ أيام نشرت جريدة النهار مقالا عن الشاب علاء ابرَهيم الشاب اللبناني المهاجر الذي لا يزور لبنان الا في المناسبات ليوقفه أمن مطار رفيق الحريري الدولي والتهمة السرقة والاتجار بالمخدرات ليقضي أستاذ الرياضيات ومدرب فريق كرة القدم أسبوعا خلف قضبان الظلم بين المجرمين والقتلة ويُعتذر منه بعد أمام من التوقيف الذي كان توقيفا خاطئا وهناك تشابه بالأسماء، وهذه الحادثة التي حصلت مع علاء تذكرنا ب"فرع فلسطين" في دمشق الذي يوقف الاشخاص على الشبهة حسب ما كتب الصحافي رضوان عقيل فهذه الحادثة التي أعادتنا بالذاكرة لوصاية النظام السوري ليست الحادثة الوحيدة التي تعيدنا بالذاكرة الى ذاك العهد وتضعنا تحت حقيقة الممارسات الديكتاتورية فمؤخرا نرى الأصوات التي ترتفع بوجه السلطة تُقمع وينتهي بها الأمر أسماء في حقها دعاوى قدحٍ وذم توقَفُ لأيام على ذمّة التحقيق.
أما عن الحمى الأكبر التي انتشرت في لبنان مؤخرا هي حمّى تأليه القادة التي لطالما رأيناها في البلد الشقيق خصوصا في المرحلة الأخيرة أي مرحلة ما بعد الثورة فشارل جبور الاعلامي في حزب القوات اللبنانية اعتبر أن بشير الجميل قديسا فقد قال جبور خلال احدى لقاءاته التلفزيونية منذ أيام أنه يعتبر أن الجميل قديسا "غصب عن الله" حسب ما قال وعليه تم رفع دعاوى من بعض المحامين بجرم المس بالذات الالهية ليخرج علي عمار البارحة ويصرّح أنّ حذاء نصرالله عَبَرَ الملكوت حيث قال عمار أنه شعر عندما قبّل حذاء نصرالله شعر أنه في عالم الملكوت كما قال هذا و سمّى عمار نصرالله بابن رسول الله وابن مهجة الزهراء كما ورد على لسانه وكل ذلك لاستغفار ممارسات أهالي حي السلم منذ يوم واللذين خرجوا بعد تحطيم أرزاقهم ليشتموا نصرالله وفيما بعد عاد هؤلاء للاستسماح من "صرماية" نصرالله وطلب المغفرة من سيّدهم.
هذه الحالات التي بتنا نراها مؤخرا في لبنان لا تتناسب مع دستوره ولا مع الحريّة التي اشتهر بها مواطنو هذا البلد العظيم،في هذه المرحلة كُسرت وستُكسر جميع الاصوات المطالبة بحقوقها، قُطعت وستُقطع جميع الأيادي التي ترفع قضايا الحق أُلّهَ وسيؤلّه القادة والسياسيون ويُهدم الوطن ويُنفى المواطنون ويُذبّح الناشطون ويُعتقل المفكرون ليبقى المسؤول على كرسيّه الملعون.