داعش الإبن المدلّل لإيران
عبير فواز سياج
بعد سنوات من الرعب ها هي الأنظمة تسيطر على ظاهرة الدواعش وتعيدهم الى أحضان عائلاتهم الكبرى والصغرى، فمنذ العام 2013 بدأت داعش تنتشر تحت قيادة أبو بكر البغدادي مع العلم أن داعش ظهرت في عام 2003 تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد وما لبث أن انضمت للقاعدة في عام 2004 وانفصلت عنها فيما بعد لتعلن إنشائها الدولة الاسلامية في العراق والشام عام 2013 حيث بدأ سطوع نجم التنظيم الارهابي في العالم أجمع من خلال ما مارسه من ارهاب وترهيب وعمليات ارهابية وفتنوية في العالم العربي والعالمي وقد ساعدت الأحداث في سوريا والعراق هذا التنظيم وسهّلت أمامه الطرق لاستخدام أساليبه الإجرامية.
داعش التنظيم الذي برز فجأة وبشكل واسع وكان يعتبر من أبرز التنظيمات وأثراها وضعنا أمام العديد من علامات الاستفهام ألا وهي كيف يمكن لتنظيم أن يحصل على هذه الثروة الكبرى ويبرُز بسرعة فصوى دون أن يكون ممولا من دول كبيرة؟
إذا نظرنا إلى التنظيم نرى أنه كان يقدّم خدمة للنظام السوري والجماعات الشيعية في العراق والتي كانت مدعومة من المالكي وإن كان بشكل غير مباشر.
بعد سقوط صدام حسين وبروز نجم المالكي انتشرت الجماعات الشيعية في العراق وراحت تقتل وتنهب المسلمين السنة بشكل خاص دون أي محاسبة من الحكومة العراقية ما دفع بالعديد من العائلات للنزوح من منطقة الى أخرى أو الهجرة خارج البلاد لمن أتيحت له الفرص.
أما في سوريا فقد برزت الثورة السورية المعتدلة عام 2011 بعد اعلان يوم غضب فخرجت المظاهرات التي فضت بالقوة من قبل النظام السوري الممثّل بجيشه ورغم ظهور بشار الاسد والقائه خطابا يعد به بالاصلاح واطلاق سراح المعتقلين اللذين تم القاء القبض عليهم بسبب المظاهرات الا أن النظام لم يتوقف عن قمع أي مظاهرة سلمية وراح يقتل ويطلق النار على كل مظاهرة مناهضة للأسد مما ساعد بظهور الأنظمة المسلّحة شيئا فشيئا في سوريا وتدخل حزب الله للدفاع عن نظام الأسد وكان ذلك قبل ظهور داعش مما سبب ردات فعل لبنانية مناهضة من عدة أقطاب مسيحية واسلامية تشمل الرئيس ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري وقيادات 14 آذار إضافة للشيخ الشيعي صبحي الطفيلي الذي أعلن آنذاك أن زج حزب الله بمعركة سوريا فتح الباب أمام حرب مذهبية وأن قتلى الحزب مصيرهم جهنم.
هنا تبرز لدينا نقطة تجمع أبناء إيران المدللين حزب الله بشار الأسد ونور المالكي اللذين واجهوا اتهامات عديدة من المجتمع الدولي فخرجت داعش عام 2013 لتلقي الضوء عليها حيث راحت هذه الجماعات تحارب الى جانب النظام السوري وحزب الله الجماعات المعتدلة وتتسع شيئا فشيئا في سوريا والعراق الى يومنا هذا حيث تمّ السيطرة على داعش في العراق من قبل الحشد الشعبي العراقي وفي سوريا من قبل نظام الاسد وحزب الله من خلال مفاوضات مع التنظيم الارهابي انتهت بترحيل داعش من عدة مناطق نحو دير الزور معقل داعش الاكبر حيث أمّن النظام السوري الطريق أمام داعش للخروج من جرود لبنان وسوريا نحو معقلهم على الرغم من أن هذا التنظيم قد قام بالقتل والدمار والترهيب مما وضعنا أمام عدة علامات استفهام أبرزها كيف يمكن لنظام يعتبر نفسه مدافعا عن الأرض وحزب أقحم نفسه وعسكر بلاده في حرب لا دخل لهم فيها التفاوض مع ارهابيين وتأمينهم وتلبية طلباتهم.
داعش أزاحت نظر العالم عن عدة ممارسات كانت تقوم بها الأنظمة في العراق وسوريا حيث قدم هذا التنظيم بشكل أو بآخر خدمة العمر لهذه الأنظمة وجعل منهم ابطالا لدى البعض فكيف يمكن بغمضة عين أن يسيطر نظام على تنظيم سبق أن حاربه دول عدة من دون القدرة على السيطرة عليه او الغائه.
ببساطة يمكن ذلك فداعش تنظيم زجّته إيران في العالم العربي لتحييد الضوء عن إجرام ممثلينها الأكبر بشار وحزب الله وعندما أصاب هذا التنظيم نوعا من الجنون كان لا بد لهم من السيطرة عليه بسرعة قصوى فنشأت المعارك وتم التفاوض ولإنقاض الأخ الأبرز من سيطرة الجيش اللبناني تم الاعلان عن مكان العسكريين وايقاف المعركة التي كان يديرها الجيش اللبناني وإجلاء مسلحي داعش نحو الداخل السوري وإعطائهم ضمانات مفادها أن هؤلاء سيتم تنظيف سجلهم وبهذا تعود هذه الجماعات شيئا فشيئا الى أحضان إخوتها دون لفت أي نظر للرابط القوي بين هؤلاء.
مع العلم أن التنظيم قام بتهديد إبران عبر التهديد بهدم الاماكن المقدسة في العراق الا ان ايران هددت باتخاذ اجراءات مباشرة والقيام بعمل عسكري مباشر فرضخ التنظيم لمؤسسيه مما يوضح بأن ذلك لم يكن سوى تحييدا للنظر عن الهدف الحقيقي لداعش.
لبنان-الرفيد-29-08-2017