عبير فواز سياج..
أيٌّ منا لم ينسى الثاني من آب عام 2014 حيث تسلل الارهاب الى عرسال بعد توقيف الداعشي عماد أحمد جمعة من قبل الجيش اللبناني حيث دارت معارك بين الارهابيين والجيش اللبناني استمرت ستة أيام متتالية الى حين انسحاب المجموعات الارهابية نحو الجرود.
هذه المعركة أدت الى أسر عناصر من قوى الأمن الداخلي والجيش يصل عددهم الى نحو 40 عنصرا تم اطلاق سراحهم تباعا خلال المعارك فيما بقي 16 عنصرا لدى جبهة النصرة أدى التفاوض الى اطلاق سراحهم في شهر كانون الاول من عام 2015 فيما بقي العسكريين المخطوفين لدى داعش 12 عنصرا التحق منهم أحد العناصر بتنظيم داعش (كما قيل) فيما قتلت داعش 3 عناصر آخرين وبقي 8 جنود مجهولي المصير وفي معركة فجر الجرود التي بدأها الجيش منذ أسابيع وبعيد ايقاف اطلاق النار تم الكشف عن مصير العسكريين مقابل تأمين خروجهم من جرود رأس بعلبك حيث كان مصير العسكريين الاستشهاد مما شكّل صدمة لدى أهالي العسكريين واللبنانيين عموما وراح البعض يتبادل التُهم وتحميل بعضهم البعض المسؤولية حول مصير العسكريين ومحاولة تضليل الرأي العام حيث حمل البعض سلام المسؤولية والآخرون حملوا هيئة العلماء المسلمين وقهوجي وسليمان المسؤولية لكن الحقائق تشير الى المتورطين في جريمة قتل العسكريين حيث أفادت المعلومات على لسان ابراهيم الى أن العسكريين قد استشهدوا منذ عام 2015 اي منذ سنتين.
بالعودة الى الفترة الممتدة بين عامي 2014 و 2015 نستذكر أن هيئة العلماء المسلمين هي أول من بدأ بالمفاوضات حيث حققوا هدنة خلال غزوة عرسال حسب ما اسماها الارهابيين وافرج خلالها عن ثلاث عسكريين وفيما بعد تمّ الاعتداء على هيئة العلماء المسلمين فيما كانت بطريقها للتفاوض مع الارهابيين لاطلاق سراح العساكر مما أجبرها على إعادة أدراجها والتوقف عن التفاوض وقد أوضحت بعض الاوساط أن الاعتداء على الهيئة تم حينها من قبل عناصر حزب الله اما عن سلام فقد أعلن رفض أي حل سياسي وطلب بعد ذلك من قهوجي الذي كان مصرا على إكمال المعركة بوقف اطلاق النار وإفساح المجال امام الارهابيين للخروج من عرسال تجنبا لازهاق المزيد من الارواح وتشير المعلومات بحسب البعض الى أن هذا الطلب جاء من إحدى الدول الخارجية وليس من سلام وكانت حينها سدة الرئاسة فارغة مما يعفي سليمان من أي مسؤولية مباشرة.
أما أهم المتورطين بملف العسكريين وأبرزهم هو مصطفى الحجيري حيث أنه أوّل المتواصلين مع الجماعات الارهابية وقد قام الارهابيون بوضع عناصر الجيش وقوى الأمن في منزله قبل نقلهم الى الجرود ويُشاع أن الحجيري قد غادر عرسال مؤخرا في قوافل النصرة التي غادرت جرود عرسال بعد معركتها مع حزب الله وانتهت بالتفاوض ومغادرة المسلحين من جرود عرسال، ولا يمكن نسيان موقف حزب الله الممثل بعضو كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي اوضح انه يرفض وكتلته رفضا قاطعا أي تفاوض مع داعش، كما أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يتحمل المسؤولية حيث أنه لم يقم بأي عمل لانقاض العسكريين رغم أنه يتحمل مسؤولية شؤون الدفاع كما أن الرئيس سلام يقع عليه اللوم بشكل او بآخر حين طلب وقف اطلاق النار.
اليوم على كل شخص أن يتحمل مسؤولياته ويعترف بأخطائه علّه يجد الراحة في تراب وطنه ومن أخرج قتلة العسكريين عليه أن يحاسب هو وكل من تورط بهذا الملف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق