عبير سياج
لطالما كان مُخيّم عين الحلوة مركز المفاجآت الغير سارّة، لا لمن هم داخل المخيّم من مدنيين ولا حتى خارجه من جيران تؤرقهم أصوات القذائف والرشاشات وتُعيدهُم الى ذاك الزمن المشؤوم الذي جعل من ذكرياتهم صفحة سوداء مظلمة.
منذ أيام وبعد مدّة طويلة من الهدوء الحذر في المخيم والذي كان يخرقه بعض الخلافات الصغيرة والتي كانت تتطورأحيانا الى إطلاق نار نتيجة إشكال من هنا، وآخر من هناك.
آخر القنابل الموقوتة في المُخيّم كانت منذ حوالي العشرة أيّام، حيث سقط المدعو "هيثم السّعدي" في عمليّة قتل نفّذها شخص يُدعى "محمد العرقوب" بحقّه وفي ردّ فعلٍ طبيعي أبى أهل السّعدي دفنه قبل تسليم القاتل وهو ما لم يحصُل حتّى اليوم، لا بجهود الفصائل داخل المُخيّم ولا بجهود اللجنة الأمنية التي وإن قامت بأي محاولة للتوقيف سيشتعل المُخيّم بأمّه وأبيه.
بعد عشرة أيّام على تنفيذ الاغتيال بات لا بُدّ من إيجاد حلّ وتسليم القاتل للجهات الرسمية اللبنانية، وقبل ساعات من كلمة الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" ضمن فعاليات افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامّة للأمم المُتّحدة، تتجه عين على نيويورك وتبقى الأخرى على المُخيّم، فهل نشهد بعد كلمة الأخير توتّر أمني داخل البُقعة الفلسطينية الأبرز في لبنان وذلك كي لا تتحوّل الأنظار عن كلمته في حال قامت اللجنة الأمنية بأيّ عمل عسكري داخل المُخيّم (بُغية إلقاء القبض على القاتل) قبل الكلمة الموعودة؟؟!!.
حالة من الترقّب..