السبت، 11 أغسطس 2018

نهاية سكّة العهد القوي






عبير سياج



"ما في شي بيجي من فراغ" عبارة يردّدها اللبنانيين في حياتهم اليومية، وبات يردّدها متابعي الشأن السياسي بكثرة في الآونة الأخيرة، فلبنان البلد الذي يخلُق داخل أسواره كلّ بضعة أيام حدث يشغل بال مواطنيه ويملأ فراغ صفحاتهم الاجتماعية، قد واجه في الآونة الأخيرة أحداث إذا ما غاص المحللين السياسيين في تفاصيلها يتأكّد لديهم صحّة ما ورد في بعض الصحف عن تحضّر الرئيس عون للاستقالة بعد تأليف الحكومة، بحيث أنّه سيقوم بتحميلها اسم العهد مُعلناً عن ايقاف القبطان لقطار ما أكمَلَ النصف الأوّل من رحلته.

هو الإطاحة باتّفاق معراب، وحديث الرئيس عن الانتخابات الرئاسية قبل مدّة طويلة من انتهاء العهد، والتلويح باسم صهر العائلة كمنافسٍ في السباق الرئاسي المُقبل، كلّها رسائل مُشفرّة عن أنّ سائق القطار بات قريبا من الانسحاب نتيجة الارهاق الجسدي الذي أصابه خلال هذه المُدّة، أضف الى كلّ ذلك حلحلة العُقدة المسيحية بعد تخلّي باسيل عن عُقدة "الأنا" في توزيع الحقائب، لكن هذا التخلّي لم ينشأ سوى لسبب توقِ الصهر للالتحاق بالسباق الرئاسي في أقصر مدّة ممكنة، حتى وإن كان ذلك على حساب سيّد العهد.

طبعا كلّ ذلك سنشهده إذا ما كانت العُقد داخلية فعلا ولا ترتبط دوليا بمؤتمر "سيدر" الذي لرُبّما يُعيق وجود البعض في الحكومة مساهماته، رغم الثقة الكاملة بنتائجه الغير ملموسة حتى ولو وصلت مساهماته الى لبنان، على غرار الباريسات السابقة سيكون مُجرّد خيبة أمل للبنانيين.

خيبة أمل تُضاف الى خيبات عدّة لازمَت اللبنانيين في السنوات الأخيرة، لعلّ أبرزها خيبة مُكافحة الفساد بعد تحوّلها الى بروباغندا سياسية ليس إلّا، وتبنّيها من قِبل الفرق السياسية الأفسد في البلد ولعلّ ملف الكهرباء الدليل الأكبر على ذلك كما قال النائب قاسم هاشم، وفضائح التجنيس ومعاشات الموظفين، أبرزهم مسؤولي سكك الحديد الذين لو كانوا يقومون بما عليهم من واجبات لربّما كان العهد أفضلا حالا مما هو عليه، وصَمَدَ ولو لبرهة إثباتا لمقولة "العهد القوي" ليس إلّا وحفاظا على ماء الوجه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق