عبير سياج
عامٌ واحدٌ قد مضى على انطلاق المعركة، لا أعلم ما التسمية اللائقة بها حيث أني لا أرى بها فَجراً بل فُجراً بحق الجيش والوطن، هي فخرٌ وخذلان، هي فرحٌ وأحزان، هي إنتصار كادَ يكون كاملاً لولا خوف البعض من تسجيل الجيش للانتصار، فلو أن الجيش حينها أكمل تقدّمه نحو بضع الكيلومترات المُتبقّية، لقَضى على الكُفّار وأطفأ بعض الجمر المُشتعل في صدور أهالي الشُهداء، إلّا أن ذلك كاد ليُثبت قُدرة الجيش على حماية البلاد وعدم حاجة البلاد لسلاحٍ غير شرعي بحُجّة حماية لُبنان، فأُبرِمت حينها صفقة العار وأُخرج القتلة بباصاتٍ جعلت من الانتصار عار.
أُسبوع عاش خلالَه اللُبنانيّون جميعَ أنواع المشاعرما عدا شعور نشوة الانتصار، ورُغمَ ذلك تبنّى البعض ذاك النصرَ الباهت، ومن المؤكد أن الأمين العام سيخرج بعد أسبوع من اليوم لإلقاء خطاب لا تقلّ مُدّته عن الساعة والنيّف إحتفالا بالنصر، طبعا نصرُ الشّركاءِ في الإجرام، حيثُ أنّ الحزب لا زال حتّى اليوم يقتُلُ أبرياء في بلاد الأشقّاء، والكُفر في اتّباع الدّين واحد وتغريدات بعض الحزبيين يُثبت ذلك من جهة تحريف آيات في القُرآن الكريم، وأيضا في جديد الانجازات سجونُ الحزب التي كَشف عنها "علي ولاء مظلوم" بعد تجربته الخاصة داخل أسوارها، لا تقلّ إجرامية القييمين عليها عن إجرام القيمين على سجون الدواعش.
نحن سنحتفل بمرور عام ، لكن الاحتفال سيكون تحت انكشاف القناع عن وجه الحزب الغاشم كالاحتلال، سنحتفل بعودة أحبّةٍ لنا شهداء أبطال، سنحتفل ببطولة جُنودٍ دافعوا عن أرضهم بشرفٍ وتضحية ووفاء، في حين يحمل غيرهم سلاحا بحُجة الدفاع عن البلاد وما يحملونه سوى للدفاع عن نظام زائلٍ لا مُحال.
لن نحتفل مع مُعتلي المنابر بإنتصاره الزائف، ولن نبني الانتصارات على جُثت شهدائنا، أبناءنا الأعزّاء، وليعذُرنا بعضَ الشّركاء، إن كانت آراءنا لا تتوافق وآرائهم فما عادت عيوننا مُغمّشة بحاجبٍ ولا غشاء، ولا يُزايد علينا أحدٌ بقضية المُقاومةِ ومُحاربة الأعداء، فما من مُقاومةٍ تُبنى على جُثت شركاء الوطن وحُماته، عذرا وطني لما آل اليه وضعنا وعُذراً لشبابٍ أعمت عيونهم طائفية حمقاء جعلت منهم حطبا لنار الحقد التي أشعلتها إيران وقدّمكم سيّئكم حطبا لإبقائها مُشتعلة حيثما حلّ الدمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق