الاثنين، 4 سبتمبر 2017

عرس الشهادة اللبناني..

عبير فواز سياج..


ما هي الا ايام معدودة تفصلنا عن يوم وداع الأبطال حيث يتحضّر لبنان من جنوبه الى شماله مرورا بالبقاع، عسكريين أسرى باتوا اليوم شهداء ينتظرون يوم عرسهم الكبير فوداع الشهيد لا يكون وداعا عاديا بل يتحول الى عرس يشارك فيه وطن بأكمله عله يعبر عن مدى امتنانه لما قدمه أبطاله من تضحيات لتبقى أرزته شامخة في الأعالي تلك الأرزة التي باتت تكبر يوما بعد آخر بدماء شهدائها الأبطال وكأن من زرعها أسقاها الدماء منذ ولادتها دماء عز وفخر وشهامة.
ثلاث سنوات كان الجميع يراقب بها جرود احتضنت أبناء وطن تعرفنا عليهم بعيون عائلاتهم الممتلئة بالقلق والصبر والقوة ثلاث سنوات تعلمنا بهم من حسين ونظام القوة والإيمان تعلمنا بهم من ماري الوفاء تعلمنا بهم من أطفال حرمهم الارهاب حنان آبائهم أن الحنان يؤخذ من علم شامخ وصورة بطل يرفع رأس وطنه تعلمنا بهم أن النساء تتحول الى مقاتلات حين يتعلق الأمر بمصير أبنائها، تعلمنا الحب من زوجات انتظرت أزواجها سنوات لينتهي اللقاء بعرس شهيد.
كم نأسف اليوم أن يكون أطفال تعلموا درسا في الوطنية ورموز لم يستطيعوا أن يحفظوا درسا لا في الوطنية ولا في الوفاء لينطق البعض بتفاهات استنكار وقلق على مصير منتهكي أعراض الوطن وقاتلي شهدائه.
اليوم لن نحزن في وداع الشهداء فالشهيد يحيا يوم وفاته ولن نبكي أو نصرخ وننهار بل سنودع أبطالنا بالزغاريد وسيتراقص الرصاص ليزفهم نحو جنان الخلد فهم باتوا ملائكة تحرس حدود لبنان كما كانوا سابقا جنودا تدافع عن حدوده وأهله وسيسهر الأبطال مع رفاقهم في السلاح اللذين لا زالوا يقفون على حاجز حدودي ترقبا من أي اعتداء، لكن لن ننسى ولن نتناسى أن أبطالنا ينتظرون عدالة الأرض والسماء على حد سواء لمحاسبة كل من خذلوا الوطن وأبنائه من أمنيين وسياسيين وحزبيين وأشباه مواطنين.

لبنان-الرفيد-04-09-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق