المستقبل يستخدم مواقف ريفي لاستعادة الثّقة

عبير فواز سياج

يبدو أن انقلاب نسبة كبيرة من الشارع السنّي على المستقبل بسبب مواقفه بدأت تعطي مفعولها وبدأت قيادات المستقبل تشعر بخطرها فقبيل أشهر من موعد الانتخابات النيابية 2018 بدأ وزراء تيار المستقبل بالتنبّه لمواقفهم ومحاولة السيطرة عليها والعودة الى ثوابتهم حيث تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع شعبية تيار المستقبل في مختلف المناطق بنِسَبٍ متفاوتة مما دفع المستقبل للتنبه والبدء بتغيير مواقفه العلنية  مستعينا بمواقف اللواء ريفي التي لم تتغير للحظة،فالمستقبل الذي لم يُعطي أيّ اهتمام  لمبادئه ووضع يده بيد حزب الله للوصول للسلطة تحت حجّة إنقاض البلد من الفراغ الرئاسي ويتواصل مع نظام الأسد بطريقة غير علنية حسب ما أعلن الأمين العام لحزب الله حيث أعلن في خطابه بعيدَ معركة عرسال أن الأسد لن يرضى بأي مباحثات غير علنية مما وضع المستقبل في موقفٍ حرج، فالمستقبل بات تيارا سياسيا يتعامل مع حزب الله ويتواصل مع نظام الأسد بالرُغم من إنكار نوابه ووزرائه لهذه الحقيقة فالزيارة الأخيرة التي قام بها الحريري لروسيا الحامي الأكبر لنظام الأسد جاءت بتوقيت يُظهر أن الحريري استعان بروسيا لتهدئة العلاقة السرية مع نظام الأسد وإبقائها سرية الى ما بعد انتهاء الانتخابات النيابية، كما أن موقف الحريري من قضية النازحين السوريين يُظهر توافقه مع حزب الله في عدة أمور فالحريري الذي يعتبر بشكل علني أن نظام الأسد نظاما مجرما كان بإمكانه إيجاد حلول للنازحين دون إعادتهم لسوريا قبل تنحي الأسد عن السُلطة.
المستقبل وقبل حلول موعد الانتخابات بأشهر بدأ باتّخاذ مواقف شبيهة بمواقف اللواء ريفي والتي يقول عنها وزراء المستقبل أنها مواقف لكسب الشعبوية فقد خرج وزير الداخلية نهاد المشنوق  ليندد بلقاء باسيل/المعلم في وقت كشفت مصادر عربية وثيقة علاقة المشنوق بقيادات أمنية في النظام السوري (حسب موقع تويت بوك) وقد سبق للمشنوق أن استقبل وفيق صفا القيادي في حزب الله مما يثبت أن هذه المواقف لم تنتج عن قناعة بإجرام الاسد ونظامه ورفض التعامل معه بل مواقف لجذب من فقد التيار من مؤيدين مما يحبّذ على قيادات التيار وقف هجومها على اللواء ريفي الذي اتخذ مواقفه من منطلق ثوابت وطنية وقناعات وليس من منطلق استرجاع الجماهير والعمل على كسب صوتهم خلال الانتخابات المُقبلة التي أجّلت في المرة الأخيرة بسبب تراجع الشعبية لدى البعض.