الجمعة، 15 سبتمبر 2017

مشكلة النازحين تتحول لأزمة شعبين يتضارب بها الزعران..

عبير فواز سياج


يبدو أن الازمة السورية لن تمر مرور الكرام على الشعبين الشقيقين اللذين تعايشوا سويا لمدة زمنية طويلة، فبين الشعب اللبناني والشعب السوري "خبز وملح" أحرقته الأزمة السوريّة بنيرانها وجعلت منه رمادا لم يبرد ويحرق كل من حوله.
مع بداية اشتداد الأزمة السّوريّة وخروج عدد كبير من النازحين السوريين الى لبنان وقد وصل هذا العدد بحسب احصائيات الأمم المتحدة الى أكثر من مليون ونصف لاجئ أي أكثر من ثلث الشعب اللبناني ويستضيف لبنان 38% من مجموع اللاجئين في المنطقة وهي نسبة كبيرة ومخيفة بالنسبة لمساحة لبنان الصغيرة ما أدى لمشاكل عديدة خصوصا في ظل غياب التنظيم من الدولة اللبنانية للنازحين ما شكّل وجود تجمعات عشوائية لهؤلاء إضافة لوجود عدد كبير من النازحين الغير شرعيين اللذين تسببوا بمشاكل أمنية بسبب تقارب الحدود بين البلدين ما يسمح للبعض بالوصول الى الاراضي اللبنانية خلسة.
أمّا أبرز المشاكل التي يعاني منها النازحون والشعب المستضيف هي وجود تباعد فكري إنساني بين الطرفين مما يرتب وجود نوع من العنف وصل الى القتل المتعمد عند عدد من الطرفين اللبناني والسوري فالحقد ملأ قلوب الطرفين حيث يرى الطرف اللبناني أن أرضه باتت ملكا للغريب ووجد نفسه زائرا في بلده عاجزا عن إيجاد أي عمل في حين يحصل الطرف السوري على فرص العمل بسبب الراتب الأدنى الذي يتقاضاه والذي يكفيه في ظل وجود جمعيات دولية أمّنت للأغلبية الساحقة من النازحين الطبابة والدواء والمسكن والغذاء في حين يرى الطرف السوري ان تدخل حزب الله في سوريا ساهم في تشتيته وتهجيره مما ولّد نوعا من الحقد على نسبة كبيرة من اللبنانيين ولا يمكن تجاهل التفجيرات التي تسبب بها أشخاص سوريون ونظام الاسد في لبنان وهنا يصح المثل اللبناني القائل "القصة مش رمانة القصة قلوب ملياني" دفعت بالشعبين للانفجار في وجه بعضهم البعض دون النظر لأي زاوية من زوايا الإنسانية.
اذا المشكلة القائمة بين الشعبين مشكلة سبّبها عدم تنظيم للنازحين وإجرام رئيس بحقّ شعبين وهنا يجب علينا أن نكون أكثر احتراما لإنسانيتنا كي لا نقضي على ما تبقّى فينا من إنسانية ويجب علينا أن نعلم أن "الأزعر" لا يمثّل شعبا بكامله وما إن يخرج "الأزعر" من سوريا سيعود اللاجئين الى بيوتهم..

لبنان-الرفيد-15-9-2017 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق