العلاقات اللبنانية السورية تتجه نحو "الحلحلة"!!

عبير فواز سياج

برز مؤخرا ملف عودة العلاقات اللبنانية السورية على الواجهة هذا الملف من الملفات التي شتّتت شمل اللبنانيين اللذين قلّما اجتمعوا على رأي واحد في أي ملف داخلي ويبدو أنّ الدخان الأبيض سيخرج عما قريب من السراي ليُعلن عودة العلاقات بين البلدين فزيارة عدد من الوزراء لسوريا في الأمس القريب تحت رعاية رئيس الحكومة الذي أعلن أنه لا يوجد أي تبنّي للزيارة من قبل الحكومة اللبنانية وتوجّه الفريقين اللبنانيين الأبرز على الساحة السنية/الشيعية نحو المصالحة وتهدئة الرئيس الحريري لحدة خطابه ورفضه أي تدخل خارجي على الساحة السياسية وأي محاولة لزيادة الشرخ القائم على الساحة اللبنانية ونظره لملف النازحين السوريين من زاوية جديدة  إضافة الى توجّه الوزير زعيتر الى سوريا في الأيام القادمة لمقابلة نظيره السوري لإعادة التعاون بين البلدين وتصريح أحد النواب المقربين من الرئيس الحريري أن العلاقات ممكن أن تعود الى طبيعتها في حال التوافق السياسي حول النظام وليس ان سقط الأسد.

واقعيا تُعتبر العلاقات اللبنانية السورية قائمة في ظل وجود سفراء بين البلدين إلّا أن هذه العلاقات تتخذ عباءة التخفّي لباسا لها فمتى ستعترف الدولة اللبنانية بعودة تلك العلاقات أو بعدم انقطاعها أساسا، وإن كانت الدولة اللبنانية ترفض الاعتراف بسبب خوفها من ردة فعل النسبة الأكبر من الشارع اللبناني وإن اعترفت فستكون حجتها تحسين الاقتصاد اللبناني وترسيم الحدود الذي يتطلب موافقة سوريّة للاعتراف بمزارع شبعا كأرض لبنانية وهو ما حمّله الرئيس الحريري لبوتين كرسالة للأسد.
إذا لبنان يستعد لمرحلة جديدة عنوانها عودة العلاقات اللبنانية السورية عبر تحسين العلاقات اللبنانية اللبنانية وتقارب وجهات النظر بين الخصوم للحفاظ على تماسك الشارع وتجنب غضبه في المرحلة القادمة.