عبير سياج
كالعادة كان الخطاب من خلفِ شاشة، حيثُ أطلّ الأمين العام عبر الشاشة العملاقة مُخيّبا آمال من حضر الى مكان الاحتفال، أولئك الّذين صدّقوا للحظة إمكانية حضور مثالهُم الذي لم يرونه يوما في البقاع بسبب بقائه في مكانٍ ما يُجنّبه النظر في البقاعيين ، فالعيون تكون غالبا فاضحة ما ان تلاقت وعليه ستضيع خطابات سنوات لن يُعيد بناءها عقود.
"عيدُ الانتصار أو عيدُ تحريرِ الجُرود" هذا ما أطلقه نصرالله على المناسبة، ناسيا أو متناسيا بأن التحرير لم يكُن تحريرا، بل كان منع تحرير وانتصار للجيش اللبناني عبر اخراج الدواعش بباصات مُكيّفة وهم "مُكيّفون"، أما التفاهة في الخطاب فكانت عبر عدم ذكر ما استطاع تحقيقه الجيش اللبناني قبل ايقافه ومنعه من أداء دوره من خلال عقد "صفقة العار"، بحيث ارتأى السيّد الى ذكر الجيش السوري وتحميله فضل التحرير الذي ما كان ليُحقّق لولا انتصاراته كما جاء في كلامه.
تخلل الخطاب مواضيع كثيرة: الوضع في سوريا، العلاقات مع أميركا، و حتى وضع دول الخليج، لكن لن نمرّ على ما لا يعنينا وسنقف على نقطتين أساسيتين، الأولى هي نقطة "المحكمة الدولية" التي صرخنا لأجلها ولأجل الحصول عليها، فيما يُحاول البعض اليوم شيطنتها خوفا من كشف الدور الاجرامي الذي لعبته فئة مُعيّنة في الجريمة الكُبرى، لكن يتوجّب التوقّف اليوم عند عبارة "لا تلعبوا بالنار" التي وجّهها السيد لمن يراهن على المحكمة، تهديد ووعيد علني ودون أيّ تردد، فهل سنشهد عودة للاغتيالات ما بعد صدور قرارها الظنّي أو سنشهد تخريبا وسلاحا في الشارع كما شهدنا منذ سنوات؟
أما النقطة الثانية فهي "البقاع" منطقتي التي أولى نصرالله حيّزا من خطابه لها، متوجّها بالشكر لنا كبقاعيين لانتخاب حُلفائه في الاستحقاق الأخير، لكن فاته أمرُ التزوير وكذلك الرشاوى على مرأى الجميع، تلك الرشاوى التي قدّمها المَلكُ لأحجار الشطرنج مجتمعة دون أيّ تفرقة.
أما عن الانماء والوعود فلن نتحدث عنها كثيرا لأن الكلام عنها ليس بجديد لكن لمَ هذا التقسيم البقاعي، البقاع بأكمله بحاجة لإعادة ترميم اليوم وليس منطقة بعلبك/الهرمل فحسب، البقاعُ المنسي منذ عشرات السنين والذي انتخبَ أو "حُسب عليه" انتخاب حلفائكم بحاجة لنهضة اليوم فهلّا خرجتم من مستنقع الطائفية ونظرتم بحقّ لبحور انماءات من الممكن أن تُغطّي شيئا مما اقترفته أيديكم..
الله اعلم لوين بدو يوصل لبنان
ردحذف