الخميس، 2 أغسطس 2018

رئاسة الحكومة وصراع البقاء





عبير سياج


مُخطئٌ من يعتقد أنّ مواقف البعض تجاه الرئيس المُكلّف سعد الحريري خلال ما سُمّي أزمة السعودية قد أتت من دوافع الحرص على مقام الحكومة الذي لا يعيره أحد انتباه اليوم، ويظهر ذلك من خلال العُصي التي يتمّ وضعها في عجلة التأليف اليوم، ومخطئ أكثر من يرى بأنّ تلك المواقف نابعة من حبّ للحريري الذي يعمل البعض على استغلاله سياسيا ليس إلّا نظرا لترؤسه الكتلة السنية الأكبر رغم خسارته بعض المقاعد نتيجة القانون الذي تمّ تفصيله على قياس بعض القوى.

كثُرٌ اليوم من يتساءلون عن مصير الحٌكومة، وكثيرة هي التحليلات ولعلّ أبرزها جاء بعد الفتور الذي ظهر في احتفال عيد الجيش بين الدولة والفخامة، هو فتور ظهر للمرة الأولى إلّا أنّه وُجد بشكل فعلي منذ تولّي عون الرئاسة، فبحسب الاتفاقات التي تداولت كان ثمن الفخامة الدّولة، لكن حنكة الفخامة ظهرت خلال إعلانه أن حكومة العهد الأولى تأتي بعد الانتخابات، ما معناه أن الحكومة السابقة لا تُمثّل العهد لا بالرئيس ولا بالمضمون وهذا بحدّ ذاته فتور.

لا بدّ أنّ الرئيس حينها كان يعلم أن القانون المُحاك سيصبّ في صالحه وصالح حُلفائه الحقيقيين الأمر الذي جعله لا يتبنّى أي حكومة قبل العهد الذي لو كان يأبه للحريري ويريده أصلا لكفّ شرّ جبران عن مسار التأليف الأمر الذي سيحلّ الأزمة المسيحية التي وحدها القوات اللبنانية تسعى لحلّها، ولَوَضَعَ حدّا لارسلان لحلّ العُقدة الأكثر تعقيدا والتي لا يسعى أي طرفٍ درزي لحلّها.

يبدو ان الحُكومة اليوم بعيدة عن التأليف فيما يتحدّث البعض عن صعوبة حصولها على الثقة إن تألّفت وفق معايير الحريري، ما يجعل مقامها في زاوية الخطر في ظلّ الحديث عن ظهور للمادة الثالثة والستين والتي تُغني عن وجود الحكومة، هي مُحاولة لالغاء دور السعودية المُقرّبة من الحريري والتي بدأت خلال اعلانه الاستقالة الشهير ورئاسة الحُكومة المغضوب عليها من أحباب بشار وإيران على حدّ سواء، فهل ستولد الحكومة من رحم الأزمات أم أنها ستُصبح ضمن الذكريات، وحدها الأيام تحدّد الاجابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق