الجمعة، 29 سبتمبر 2017

على أعين الدولة اللبنانية صرخوا في الحمرا "سوريا"

عبير فواز سياج

بإذن وترخيصٍ مُسبق شقّوا طريقهم نحو الحمرا بلباسم الأسود العسكري وقفوا عرض الشارع وجعلوا بينهم وبين المارّة شريطاً فاصلا وكأن المنطقة منطقةٌ عسكرية يُقام بها احتفال استقلال، السيارات توقفت ولم يُسمح لها بالمرور وعلى الرصيف وقف بعض المارّة متسائلين عما يحدث ليُجيبهم المشهد بعد دقائق إنه عرض إثباتِ وجود.
كان وجودهم في المنطقة مُستفزّاً وصرختهم الواحدة "سوريا" في أرضٍ لبنانية مستفِزةٌ أكثر ولباسهم الاسود يُظهر صورتهم الميليشياوية إلا أنّ هؤلاء لم تفرّقهم قنابلٌ مسيّلة للدموع ولا خراطيمُ مياه على غرارِ تلك التي كانَت تُطلقُ على جماهير المجتمع المدني بل كانوا قد استحصلوا على إذنٍ من وزارة الداخلية والبلديات وكيف يمكن للّذي كان ينتقدُ البارحة لقاء باسيل/المعلّم أن يُعطي إذناً لهكذا عرض في أيّ منطقة لبنانية وهو العالم بأن هذا التجمع سيُطلق خلاله شعارات مؤيدة للنظام السوري عدا عن الرسائل التي أطلقت من خلال هذا العرض فالحزب السوري القومي الاجتماعي ليس حزباً إجتماعيّاً بل حِزباً مسلّحاً يتلقّى تدريبات عسكريّة ويشكّل خطراً على الكيان اللبناني وإن كانت الدولة تجهل ذلك ففي أرشيف قناة الجديد تقريرٌ يُظهِر كوادِرَ للحزب بعتيدِهِ وعِتادِه كما يُظهر اعترافات بالتدريبات الدورية لكوادر الحزب ومشاركتهم في الحرب السوريّة الى جانب نظام الأسد دون إعطاء أيّ اعتبارٍ للدولة فانتماءُ هؤلاء ليس للبنان ووجودهم على الاراضي اللبنانية ما هو الّا تطبيعٌ لميليشيات الأسد التي أنجَبَت أشباه رجالٍ يصرخون سوريا الأسد في قلب العاصمة بيروت دون أن يأبهوا لمشاعر أهالٍ فقدوا أبنائهم على يدِ ذاك النظام ولا على مشاعرِ أهالٍ يجهلون مصيرَ أبنائهم في سجونِ الأسد.
لا بدّ للدولة اليوم أن تنظُر إلى سلاحِ هذا الحزب وأشباهه من الأحزاب من الزاوية التي ينظُرون بها الى من يأوي سلاحاً من أهلِ طرابلس فلبنان بلد التعددية بات من المُرجّح أن يُصبح بلدٌ ذو لونٍ واحد وإن كانت حُجة هؤلاء الدفاع عن لبنان ومعادلة جيش،شعب،مقاومة فليُعيدوا التاريخ علّه يُذكّرُهم من أين انطلقت الشرارة الاولى للمُقاومة ومن الذي دافع عن بيروت ومن خرج منها  متنكّرا بملابس نسائيّة ليعود مستعرضاً عضلاته على أهلها اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق