عبير سياج
لم يمض أيام طويلة على اختفائه حتى ظهر خبر مقتل الصحفي السعودي المعارض الى العلن، متّهمين كُثر في القضية أبرزهم السعوديّة من منطلق أن الخاشقجي كان معارضا (أو شبه معارض) ليس للسعودية إنما لشخص الأمير محمد بن سلمان، ما جعل أصابع الاتهام توّجه الى بلاده رغم أن سلمان أكّد منذ يومين أنه لا يعلم شيئا ولا قنصلية بلاده عن الخاشقجي، داعيا مطلقي الاتهامات الى زيارة القنصلية والبحث بأنفسهم عن الأخير.
متّهمين كُثر في القضية لم تبرز أسماءهم، متّهمين أقرب الى الاغتيال من السعودية التي وان كانت ستتبع سياسة التّصفيات فستتبعها مع من هم أخطر من الخاشقجي على نظامها، ولنفّذت الاغتيال بطريقة لا تُثير الشّبهات في قنصليّتهيا التي سبق وعمل بهما المغدور في واشنطن ولندن، او حتى بطريقة بعيدة كل البعد عن قنصليتها، إضافة الى ان السعودية لن تتبع هكذا أسلوب مع شخص كجمال خارج بلادها ولو أرادت "محاسبته" لن يتجاوز الأمر أكثر من احتجاز.
أبرز المتّهمين في عملية الاغتيال بعيدا عن السعودية (التي يهمّها جمال وسمعتها في الوقت عينه)، من انتقدهم جمال من إخوان (قطريين) إضافة لايران العدوّ اللدود للسعودية والتي تعمل ليلا نهارا على ايجاد ثغرة تجعل بها هذا البلد محطّم وسيء السمعة دوليا، ولا يمكن استثناء تركيا التي وقعت عملية الاغتيال على أرضها وجعلت منها مادة دسمة للاعلام خلافا لجميع الاغتيالات التي وقعت داخلها في وقت سابق.
انطلاقا من الحملة الاعلامية الممنهجة والتي قادتها قناة الجزيرة منذ لحظة اختفاء الخاشقجي تولد علامات الاستفهام في القضية، التي تظهر حقيقة واحدة لها اليوم هي أن الخاشقجي ضحية "الكيد السياسي" ودمه ثمن لتصفية حسابات دول والانتقام من بلده عبر تدمير سمعة هذا البلد.
ومن خلال هذه القضية تظهر علامة استفهام جديدة تتمثّل بما يلي:
هل سيكون الخاشقجي الضحية الوحيدة وسط هذا الاقتتال، أم أن مقتله سيولّد المزيد من العداءات؟