عبير سياج
يُقال أن المصيبة تجمع، وبغضّ النظر عن كلّ علامات الاستفهام التي تُحيط بالعملية الانتخابية، ها هي الخسارة اليوم تجمع بين ريفي والحريري في زاويتين مختلفتين، فريفي الذي يُشكّل حالة خاصة في طرابلس والذي أظهرت جميع الاستطلاعات نجاحه في العملية الانتخابية ها هو خارج ملعب مجلس النوّاب، أما الحريري الذي خسر عشر نواب دفعة واحدة اعتُبر الخاسر الأكبر، خصوصا أن نوابه الحاليين لم يحتلّوا المراكز الأولى في عدد من المناطق وشكّل فارق الأصوات بينهم وبين أخصامهم النصف تقريبا، كما أن تحالف الحريري/الوطني الحر أظهر امتعاضا لدى جمهور المستقبل ما أدى لتقاعس عدد الناخبين وأسهم في خسارته كذلك الأمر.
بعد هذه الخسارة بدأ الحريري بغربلة من أهمل عمله في هذه الانتخابات، فاستغنى عن عدد من منسقي المناطق والمفاجأة الكبرى كانت بإقالة ابن عمته نادر الحريري بثوب استقالة، ولحفظ ماء الوجه سيلحق المشنوق نادر بعدم تسليمه وزارة تحت غطاء فصل النيابة عن الوزارة، هي اصلاحات كثيرة قام ويقوم بها الحريري للحفاظ على ما تبقى من تياره العظيم وترتيب صفوفه لاستعادة ما خسره في الانتخابات القادمة وبالرغم من الخلاف ما بين الحريري وريفي ظهر الأخير في احدى البرامج التلفزيونية مباركا هذه الخطوة التي من الممكن أن تعيد الحريري الى صفوفه الأساسية حيث لا يزال ريفي على حد تعبيره.
إذا المسافة باتت قصيرة ما بين الطرفين وأحدٌ لا يستطيع أن ينكر شعبية الإثنين إلا أن الشعبية المُنظّمة التي يتحلى بها الحريري والتي أتاحت أمامه الفرصة للمحاسبة لا يتمتّع بها ريفي صاحب الحالة الشعبوية الأقرب للناس والمُنظّمة بشكل عائلي وعشائري أكثر منه تنظيم سياسي، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام الكثيرين في مختلف المناطق لتعيين أنفسهم كمستشارين بعيدا عن أي تعيين رسمي وهو ما لم يصبّ في مصلحة ريفي، فعدم توحّد الصفوف بين مؤيديه لعب دورا سلبيا خصوصا في المناطق التي شهدت على منافسة ما بين ريفي وخصومه، فحتى المؤيدين المنظّمين وقف على رأسهم أشخاص غير مسؤولين وكما وُجد في المستقبل نهاد ونادر في الحالة الريفية كذلك الأمر يوجد نهاد ونادر بإسمين مختلفين،الأمر الذي يُمكن أن يخلق شوكا في المسافة المُتبقّية ما بين الطرفين.
خطوة الحريري المُباركة كان ينقصها شيء من التعرّي، فالمحاسبة الحقيقية تكون بإظهار أخطاء كلّ طرف من الأطراف، والخطوات التي وعد ريفي أن يقوم بها ينقصها بعض الإقالات كذلك الأمر فمن لا يعمل لمصلحة الجميع ولا يعترف بتعب كل كادر من الكوادر ليس بأهلا للقيادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق