عبير فواز سياج
يبدو أنّ مرض النسيان أو ما يُعرف بال"ألزهايمر" بات يسيطر على أبرز قيادات حزب الله، حيث صرّح نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن البندقية التي تنحرف عن فلسطين هي بندقية اسرائيلية مهما كان عنوانها وشعارها. هو تصريحٌ أدلى به قاسم من غير الأخذ بالحِسبان ماضي،حاضر،ومستقبل من ينتمي اليه، ماضي حزبٍ أدرجَ اسمُه تحتَ لائحة "المقاومة الاسلامية" مقلّداً نفسَهُ حامياً للأوطان وحاملاً للقضية الفلسطينية ومدافعٌ شرسٌ عن الأرض والعرض وبات حزبا مدافعا عن المشروع الايراني ناسيا كل المبادئ التي تتحلى بها المقاومة.
قاسم الذي أدلى بالتصريحِ أعلاه نسي أنه في أعوامٍ سابقة وُجّهت بندُقية حزبه الى غير الاسرائيليين،وفي الأعوام الاخيرة لم توجّه بُندُقيتّهم سوى لغير الاسرائيليين وبالتالي انحرفت عن فلسطين فهي إذاً بندُقية اسرائيلية،هذا ليس اتهاما لا عاذ الله الا انه اعتراف بلسان نائب الأمين العام لحزب الله والذي من الممكن أن يتسلّم راية القيادة بعد انتهاء مصالح ايران واسرائيل (عبر روسيا) مع القيادة الحالية هذا ان بقي وجودٌ للحزب ولم تنحصر المعادلة في حزب شيعي واحد. إدانةٌ للحزب هي نعم إدانة بلسان نائب أمينه العام فمن يُطلق هكذا تصريحات عليه أن يعلم بأن الحزب الذي يدافع عن القضية الفلسطينية ويتكلّم باسم فلسطين قد شارك بتشريد الفلسطينيين من مخيمات سوريا في السنوات الأخيرة،وأنّ الّذين سقطوا في أيار 2008 شهداء لبنانيين وليسوا قتلى اسرائيليين وكذلك الأمر بالنسبة لمن قتلهم حزب الله ببندقيته الاسرائيلية خلال مشاركته بالحرب الأهلية وأن الطريق الى فلسطين لا يمرّ بطرابلس ولا ببيروت ولن تتحرر فلسطين بالاعتداء على المعارضين لسياسة الحزب الذي ظهر بشكل مفاجئ وبرز نجمه بشكل مفاجئ وسينتهي بشكل مفاجئ فهكذا يكون مصير "العبيد"، أطفال درعا وحلب والرقة وغيرها من المدن السورية ليسوا اسرائيليين ولا ارهابيين كأولئك اللذين أخرجهم حزب الله بحافلات مكيّفة وكاد يموت خيفة عليهم أثناء حصارهم في الصحراء ونساءُ وشيوخ سوريا دمائُهم في رقبة الحزب المدافع عن "القضية الفلسطينية" ولن أتكلّم عن دماء من أشخاصٍ عشقوا لبنان وقتلهم الحزب فاللائحة ستطول.
شكرا لاعترافك نائب الأمين ولجرأتك التي لم نعتد عليها،شكرا لاسهامِك في ايقاف تساؤلاتنا عن السبب الكامن وراء ارهاب حزب الله وألف شكرا لنزعك القناع المزيف عن وجهك ووجه حزبك وعرض الوجه الحقيقي لكم يا "مرعبي" القيادة الاسرائيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق